إيلاف من بيروت: بعد ستة أشهر من تفجير مرفأ بيروت، يقف لبنان اليوم على حافة الانهيار الوشيك، فهذا البلد ذاهب بخطة سريعة إلى انهيار تام وشامل.
هذه خلاصة تقرير نشرته "إندبندنت" البريطانية، قالت فيه كاتبته بِل ترو إن لبنان ينهار تحت وطأة أزمة ثلاثية: انفجار ضخم جعل مساحات شاسعة من بيروت أنقاضًا، ارتفاع قياسي في عدد الإصابات بكورونا ينهك نظام الرعاية الصحية اللبناني المنهك اصلًا، وانهيار مالي واقتصادي وضعت أكثر من نصف سكان البلاد دون خط الفقر.
أضافت ترو: "الاقتصاد اللبناني مرتبط جدًا بالاقتصاد السوري المتهافت بسبب الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ 2011، فسوريا تعتمد اعتمادًا اساسيًا على القطاع المصرفي اللبناني"، في دلالات تشير إليها الكاتبها، توجه الأنظار إلى العامل السوري في الانهيار الاقتصادي اللبناني.
قالت: "وعد المجتمع الدولي بدعم لبنان الذي يمكن أن يؤدي تمزقه إلى إشعال منطقة العلبة. هذا البلد المتوسطي الصغير هو أيضًا موطن لما يقرب من مليوني سوري ولاجئ فلسطيني من المستضعفين الذين يعانون بالفعل فقرًا مدقعًا.
إلى ذلك، كان اضطرار حكومة تصريف الأعمال برئاسة حسان دياب إلى فرض إغلاق تام أكثر من ثلاثة أسابيع أحد أصعب قرارات الإغلاق في العالم لوقف تفشي كورونا، فغياب أي برامج حكومية لدعم الأسر الفقيرة دفع إلى تشكل تظاهرات في البلاد خصوصًا في طرابلس الشمالية، وهي أفقر مدينة في لبنان، حيث اندلعت اشتباكات دامية بين المحتجّين والشرطة، بحسب التقرير.
بيّنت ترو أنه على الرغم من إنجاز إصلاحات جزئية في بيروت بعد انفجار المرفأ، "تكافح حكومة دياب للاستمرار، في ظل نقص كبير في السيولة الأجنبيّة اللازمة لشراء الإمدادات، كما صارت المستشفيات الآن مخصصة فحسب لعلاج المصابين بكورونا، والغضب الشعبي من غياب أي إجابات حكومية، وردة الفعل السيئة بعيد الانفجار أديا إلى اندلاع الاحتجاجات الشعبية على مستوى البلاد في العام الماضي، أسفرت عن استقالة حكومة دياب".
وانتهت ترو في تقريرها إلى الآتي: "بعد أشهر من الانفجار الكبير، ما زالت الأحزاب اللبنانية الحاكمة عاجزة على الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة وفق مبادرة قدمها ارئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ما ترك لبنان غارقًا في مأزق سياسي، وما عَرقل وصول المساعدات الخارجيّة، وما أعاق التحقيق في الانفجار".
أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "إندبندنت" البريطانية. الأصل منشور على الرابط:
https://www.independent.co.uk/news/world/middle-east/lebanon-blast-ruin-crisis-covid-beirut-b1797635.html
التعليقات