دكا: أصيب عشرات المتظاهرين بجروح الأحد بعدما أطلقت الشرطة الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع على ناشطين من المعارضة في ثالث أيام احتجاجات أثارتها وفاة كاتب معروف معارض للحكومة في السجن.

انهار الكاتب مشتاق أحمد (53 عاما) في سجن يخضع لحراسة شديدة في شمال دكا وتوفي ليل الخميس، بعد 10 اشهر بموجب قانون "الأمن الرقمي" الذي يقول خبراء إنّه يهدف لإسكات المعارضة في البلد البالغ عدد سكانه 168 مليون نسمة.

وأظهرت لقطات مباشرة لمحطة "تشانيل 24" التلفزيونية المحلية الأحد، طريقا أمام نادي الصحافة الوطني - موقع مفضل للاحتجاج في العاصمة دكا - وهو يتحول إلى ساحة معركة فيما تقوم الشرطة بضرب المتظاهرين بالهراوات لتفريقهم.

وقال نائب مفوض شرطة دكا سازادور الرحمن لوكالة فرانس برس إن الاشتباكات اندلعت عندما قام ناشطون من الحزب الوطني المعارض في بنغلادش برشق حجارة ومهاجمة الشرطيين بأنابيب بلاستيكية، ما دفع الشرطة إلى الرد "بإطلاق الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع".

وأضاف "لم يأخذوا أي تصريح" لتنظيم تظاهرة مدافعا عن تحركات الشرطة لتفريق المحتجين.

**وقال اس ام شميم وهو متحدث باسم الشرطة إنّ تسعة عل الأقل من نشطاء الحزب الوطني اعتقلوا من بينهم عدة اشخاص من امام المستشفى الرئيسي بالمدينة بسبب قيامهم "بالاعتداء على الشرطة".

وأفاد فرانس برس "اصيب ثمانية شرطيين على الأقل".

وقال الناطق باسم الحزب المعارض رضوي أحمد إن نحو ثلاثين ناشطا في الحزب بينهم قيادي كبير، أصيبوا في الاشتباكات.

وأوضح أحمد أن أكثر من 500 متظاهر كانوا في نادي الصحافة يحاولون تشكيل سلسلة بشرية.

وأشار إلى أن الحزب لم يسع للحصول على إذن لتنظيم تظاهرة في نادي الصحافة، إذ تاريخيا، لم يكن هناك حاجة إلى ذلك. وتابع "فيما كانوا يقفون لتشكيل سلسلة بشرية، بدأت الشرطة تضربهم بالهراوات بشكل عشوائي".

وعن وفاة مشتاق أحمد قال "إنها جريمة قتل. نعتقد أن الدولة متورطة".

وطالبت جماعات حقوقية دولية ومحلية بفتح تحقيق سريع في وفاة الكاتب بعد عشرة أشهر من توقيفه على أثر اتهامه بنشر شائعات وممارسة "نشاطات معادية للدولة" وانتقاد رد فعل الحكومة في مواجهة جائحة كوفيد-19.

وقد أعرب سفراء 13 دولة بينها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وكندا وألمانيا، عن "قلق بالغ" إزاء هذه القضية.

ومنذ دخوله حيّز التنفيذ في العام 2018، استُخدم قانون "الأمن الرقمي" على نطاق واسع لقمع المعارضة.

وكان المتظاهرون وصفوا وفاته بأنها "عملية اغتيال خلال التوقيف" بعدما رُفض التماسه الحصول على إفراج مشروط ست مرات في غضون عشرة أشهر.

وتجاهلت رئيسة وزراء بنغلادش الشيخة حسينة واجد السبت الانتقادات الموجّهة لحكومتها على خلفية سجلها على صعيد حقوق الإنسان، في حين شارك مئات لليوم الثاني على التوالي في مسيرات احتجاجا على وفاة الكاتب.

ونُظّمت مسيرة احتجاجية في جامعة دكا أطلق خلالها المتظاهرون هتافات تندد بسوء معاملة مشتاق أحمد، وسواه من كتاب وصحافيي ونشطاء المعارضة.

واعتقلت السلطات ما لا يقل عن ثمانية أشخاص منذ اندلاع الاحتجاجات بعد منتصف الليل بقليل بعد وفاة أحمد الخميس.

ومن بينهم سبعة طلاب نشطاء من مجموعتين يساريتين وزعيم عمالي في مدينة كولنا في جنوب البلاد.

واعتقل روح أمين (38 عاما) الجمعة بتهمة نشر منشورات لأحمد على فيسبوك وانتقد وفاة الكاتب، على ما أفاد محاميه قدرات القدوة لوكالة فرانس برس.

وتابع "تم اتهامه بموجب قانون الأمن الرقمي واحتجزته الشرطة لمدة يومين".

قال نشطاء طلاب إنهم يعتزمون تنظيم مزيد من الاحتجاجات في وقت لاحق الأحد والأسبوع المقبل، بما في ذلك مسيرة إلى مكتب رئيس الوزراء للمطالبة بتحقيق العدالة لأحمد وإلغاء قانون الأمن الرقمي.

إلى ذلك، رفضت محكمة في دكا التماسًا للشرطة لاستجواب رسام كاريكاتير احتجز قبل 10 أشهر مع أحمد بتهمة ممارسة أنشطة مناهضة للدولة ونشر شائعات.

وخلال مثوله أمام المحكمة الأسبوع الماضي، قال رسام الكاريكاتير أحمد كبير كيشور لشقيقه إنه تعرض للتعذيب اثناء حجز الشرطة، ما أدى إلى إصابة ساقه اليسرى وطبلة أذنه بجروح خطيرة.