أكدت أغلبية كبيرة من قراء "إيلاف" أن عملية توزيع اللقاحات في العالم وفي الدول النامية خصوصًا غير عادلة. وهذا ما تؤكده التقارير التي تعلنها المنظمات الصحية الأممية.

"إيلاف" من بيروت: بنهاية يناير الماضي، أعطيت أكثر من 51 مليون جرعة من اللقاحات المضادة لكورونا المستجد في كل أنحاء العالم، وفقا لوكالة فرانس برس. وتتصدر إسرائيل سباق التلقيح من حيث النسبة المئوية للسكان الذين تلقوا اللقاح؛ إذ تلقى اللقاح أكثر من ربع مواطنيها أو ما يعادل 2,43 مليون شخص، وتلقى أكثر من واحد من كل 20 شخصًا الجرعة الثانية منه.

في إطار التساؤلات عن توزيع غير متكافئ للقاحات في العالم، سألت "إيلاف" القارئ العربي إن كانت عملية توزيع لقاحات كورونا، خصوصًا في الدول النامية، عادلة أم مجحفة. فقال 83 في المئة إنها مجحفة، مقابل 17 في المئة قالوا إنها عادلة.

تستحوذ الدول الغنية في أوروبا وأميركا الشمالية والخليج العربي والصين على معظم اللقاحات، وقد استخدم 11 بلدًا فقط من أصل 61 من الدول التي بدأت حملات التطعيم، 90 في المئة من الجرعات المنتجة.

وتأمل منظمة الصحة العالمية في تقديم اللقاحات الأولى من خلال آلية كوفاكس لتقاسم اللقاحات بشكل أكثر إنصافًا.

وكان تيدروس أدهانوم غيبريسوس، رئيس منظمة الصحة العالمية، قال مرارًا إنه "ليس من الصواب تلقيح البالغين الأصغر سنًا والأكثر صحة في البلدان الغنية ضد كورونا قبل تلقيح كبار السن والضعفاء صحيًا في البلدان الفقيرة".

ويذكر أنه تم توفير 25 جرعة لقاح فقط في بلد فقير، في حين تم توفير أكثر من 39 مليون جرعة في ما يقرب من 50 دولة غنية. ولم يحدد غيبريسوس الدولة التي تحصلت على 25 جرعة من اللقاح.

ورغم أن منظمة الصحة العالمية تهدف إلى إرسال نحو ملياري جرعة إلى الدول النامية بحلول نهاية العام، من خلال مبادرة "كوفاكس" المعنية بتوزيع عادل للقاحات، إلا أن المنظمة تحذر من سعي دول غنية إلى الاستئثار باللقاحات، على حساب الدول الفقيرة.

وقال الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر إن نحو 70 في المئة من جرعات اللقاح المستخدمة حتى الآن كانت من نصيب أغنى 50 دولة في العالم، بينما تم حقن 0.1 في المئة في أفقر 50 دولة.

وقال أمينه العام جاغان شاباغان في 4 فبراير الماضي إن هذا أمر ينذر بالخطر "لأنه غير عادل ولأنه سيطيل أمد هذا الوباء الرهيب وقد يزيده سوءاً".

وأعلنت مبادرة "كوفاكس" أنها ستوزع نحو 337,2 مليون جرعة بصورة إجمالية في النصف الأول من عام 2021، لتلقيح 3,3 في المئة فقط من سكان الدول الـ145 المشاركة في المبادرة. ما يعني أن تلقيح جميع سكان الدول الفقيرة قد يستغرق سنوات، في حين يتوقع أن يتلقى أغلبية سكان الدول الغنية اللقاح بنهاية العام الجاري.