"إيلاف" من لندن : فيما أقام البابا فرنسيس في مدينة اور مسقط رأس النبي ابراهيم بمحافظة ذي قار العراقية الجنوبية صلاة موحدة اسلامية مسيحية يهودية ايزيدية صابئية في حدث هو الاول من نوعه في البلاد فقد دعا الى تحويل الكره في الشرق الأوسط الى حب والى مواجهة استخدام الدين غطاء للارهاب.

وأشار البابا في كلمة من مدينة أور تابعتها "إيلاف" الى أهمية زيارته الى مدينة "سيدنا إبراهيم لاقامة الصلاة الابراهيمية لتعزيز الاخوة بين أبناء إبراهيم وتعمير الارض برسالة السلام والاخوة". وقال "من هنا بدأ الايمان والتوحيد .. وعلينا ان لاننسى ان الازمات والعنف والارهاب لاتأتي من الدين ولذلك يجب ان نمنع استخدام الدين كغطاء لهذه الاعمال".

وأضاف ان جميع العراقيين عانوا من الصراعات والعنف ولذلك علينا ان نحترم حرية الانسان فحين هاجم الارهاب هذا البلد فانه قد هاجم جزءا من التاريخ لكن المسيحيين والمسلمين اتحدوا وعملوا من اجل بناء السلام سوية".
وقال "نحن أحفاد إبراهيم ويجب أن لا ننسى أخوتنا فالسماء تمنحنا الوحدة وهذا يعزز أخوتنا ولذلك لا يجب أن يعمل كل منا بمعزل عن الآخر فنحن من يجب أن يعمر الأرض". وبين ان "الإيمان يجلبنا معاً أما الإرهاب والعنف فلا يأتيا من الدين" وأشار الى ان الكثيرين من الأيزيديين ماتوا والاخرين عوملوا بسوء" .. مشددا على ضرورة احترام حرية الدين.
واشار بالقول "جئنا الى مدينة اور لاحيائها وأرى طريق الحج من هذا المكان الذي يذكرنا بالنبي ابراهيم". ودعا الى الصلاة من اجل الشرق الاوسط وتغيير مفهم الكره فيه الى حب".

شهادات لممثلي الكيانات العراقية

وقبيل إقامة الصلاة الموحدة استمع الحاضرون الى شهادات من ممثلي المكونات العراقية عن الاوضاع في بلدهم والازمات التي واجهها واصرار ابنائه جميعا على التعاون والوحدة. وقدم شابان مسلم ومسيحي من البصرة هما حسن وداوود من مواليد عام 2002 تجربتهما في التعاون المشترك في محل لبيع الملابس حظي باقبال وتشجيع سكان المدينة حيث اكدا على ضوروة عمل العراقيين من اجل مستقبلهم بعيدا عن الحروب والكراهية.
كما قدمت امرأة مندائية صابئية هي رفاه حسن الهلالي عرضا لعذابات مكونها حين هاجر الكثيرون منهم من البلاد .. مشيرة الى انها وعائلتها كانوا اعدوا العدة للمغادرة ايضا لكن محبة جيرانهم واصدقائهم المسلمين لهم منعتهم من ذلك.. وأكدت ان الظلم والارهاب قد طال جميع العراقيين وانتهك كرامتهم.
اما الاستاذ الجامعي المسلم علي ثجيل من ابناء اور التي قال انه عاش في هذه المدينة التي يبلغ عمرها 6 الاف سنة بتعايش سلمي مع جميع مكوناتها.

صلاة بمسقط رأس النبي ابراهيم
وعقب لقائه مع السيستاني في النجف فقد وصل ابا الفاتيكان بالطائرة إلى الناصرية عاصمة محافظة ذي قار (375 كم جنوب بغداد) والتي سانتقل منها الى بلدة أور التي يعود تاريخها الى قبل ميلاد المسيح وأصبحت مدينة رئيسية في الإمبراطورية السومرية الأكدية القديمة.
واقام البابا هناك هناك صلاة الأديان تأكيدا على قيم السلام والتعايش والتسامح وذلك عند زقورة أور وهي هيكل متعرج يشبه الهرم تم اكتشافه في ثلاثينيات القرن الماضي ويعتقد انه المكان الذي ولد فيه النبي إبراهيم في الألفية الثانية قبل الميلاد.

اليونسكو: أرض العراق تتربع على عرش التاريخ

ومن جانبها اعتبرت منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة السبت إن أرض العراق تتربع على عرش التاريخ وذلك خلال زيارة البابا فرنسيس لمدينة اور. ونشرت المنظمة عبر صفحتها على "تويتر" صورة زقورة أورمعلقةً عليها بعبارة "هذه هي أرض العراق تتربع على عرش التاريخ".. وأشارت إلى أن "‏أور هو موقع أثري في جنوب العراق وكان مركزا دينيًا وسياسيًا وحضريًا رئيساً وشهد أصل الكتابة والعمارة الأثرية". وأضافت "‏في هذه اللحظة يقيم البابا فرانسيس صلاة عن كل الأديان".
ومدينة أور هي مسقط رأس النبي إبراهيم الأب الروحي للديانات التوحيدية الاسلام والمسيحية واليهودية.
وقد غادر البابا اور بالطائرة بعد ظهر اليوم متوجها الى بغداد حيث سيقيم مساء قداسا في كاتدرائية القديس يوسف الكلدانية وسط العاصمة.
وكان البابا قد شدد أمس الجمعة في كلمة له امام حشد من السياسيين وقادة المجتمع المدني في القصر الرئاسي على ضرورة عدم استخدام اسم الله للبطش والظلم والارهاب. وقال " "لتصمت الاسلحة وليتوقف نشر السلاح وتنتهي المصالح الخاصة".
ووصل البابا فرنسيس بابا الفاتكيان الى العاصمة العراقية صباح الجمعة مبتدءا زيارة تاريخية تستمر حتى الاثنين مؤكدا انه يحمل رسالة للعفو والمصالحة بعد سنوات من الحرب والإرهاب حيث استقبله في مطار بغداد الدولي رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي مرحبا به "في أرض سومر وبابل وآشور والأنبياء والأولياء".