الرياض: بدأ التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن الأحد عملية عسكرية عبر شن غارات جوية على العاصمة صنعاء ومناطق أخرى، اثر اعتراض طائرات مسيرة أطلقها المتمردون الحوثيون باتجاه المملكة.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن التحالف إعلانه "بدء تنفيذ عملية عسكرية نوعية بضربات جوية موجعة ضد المليشيا الحوثية الإرهابية"، مشيرا إلى أن العملية "تستهدف القدرات الحوثية" في صنعاء وعدد من المحافظات.

وتسببت الغارات بانفجارات في صنعاء الخاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين، بينما شاهد مراسلو وكالة فرانس برس تصاعد أعمدة دخان في السماء.

وتحدّثت قناة "المسيرة" التابعة للمتمردين عن سبع غارات في صنعاء.

وتأتي الغارات بعد إعلان التحالف أنه اعترض ما مجموعه 12 طائرة مسيرة أطلقها المتمردون الأحد، بحسب ما نقلت قناة "الإخبارية" الحكومية السعودية.

ولم يوضح التحالف المواقع التي استهدفت.

وأكد التحالف أن "الاعتداءات الحوثية بالتصعيد ضد المدنيين لن تقود لفرض تسوية سياسية"، في إشارة إلى الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة للتوصل إلى حل للنزاع.

وبحسب التحالف فإنه سيواصل "التعامل مع مصادر التهديد وتدمير القدرات النوعية".

وذكر التحالف أن استهداف المدنيين في المملكة "خط أحمر" بعد شنه الغارات على صنعاء.

وأعلن مساءً "تدمير صاروخين باليستيين أطلقتهما المليشيا الحوثية" تجاه مدينة جازان في جنوب المملكة، من دون الإشارة إلى وقوع ضحايا أو أضرار.

وتقود السعودية منذ 2015 تحالفا عسكريا دعما للحكومة اليمنية التي تخوض نزاعاً داميا ضدّ الحوثيين منذ سيطرتهم على صنعاء ومناطق أخرى في 2014.

وتتعرّض مناطق عدة في السعودية باستمرار لهجمات بصواريخ بالستية وطائرات مسيّرة مفخخة تطلق من اليمن باتجاه مطاراتها ومنشآتها النفطية.

ولم يعلن المتمردون الحوثيون مسؤوليتهم عن الهجوم.

وأودت الحرب الطاحنة المستمرة منذ ست سنوات في اليمن بحياة عشرات الآلاف وشردت الملايين، ما تسبب بأسوأ كارثة إنسانية في العالم وفق الأمم المتحدة.

وزار منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن ديفيد غريسلي الأحد مدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر.

وقال غريسلي للصحافيين "علي أن أفهم وضع الغذاء والوقود والصحة والمياه والتعليم وغيرها من احتياجات الناس".

وأكد "ما نرغب في رؤيته هو فتح الميناء ليس فقط للوقود بل لبضائع أخرى".

وكانت الأمم المتحدة حذرت الأسبوع الماضي من "حكم بالإعدام" على اليمنيين بعدما جمع مؤتمر للمانحين الدوليين أقل من نصف ما يحتاجه البلد الغارق بالحرب لتجنّب حدوث مجاعة.

وناشدت المنظمة الأممية الدول المانحة التبرع بسخاء لجمع مبلغ 3,85 مليارات دولار لتمويل عمليات الاغاثة في أفقر دول شبه الجزيرة العربية، لكنّ مجموع التعهدات بلغ في النهاية نحو 1,7 مليار دولار.

وأكد غريسلي "بعد أكثر من عام من تفشي كوفيد في العالم، لا تزال اقتصادات (الدول) ضعيفة بينما تجد الجهات التي تقدّم التمويل صعوبات متزايدة في مواصلة ذلك".

وبحسب غريسلي "لذا يتعيّن علينا إيجاد طريقة للذهاب أبعد من المساعدات الإنسانية ومساعدة الاقتصاد على النهوض".

وتضم الحديدة ميناء يُعتبر شريان حياة لملايين السكان. وشهدت المحافظة خلال الأعوام الماضية معارك عنيفة مع محاولة القوات الحكومية استعادة عاصمتها من أيدي المتمردين قبل التوصل لاتفاق لوقف اطلاق النار في السويد في كانون الاول/ديسمبر 2018.

وصعّد المتمرّدون هجماتهم على السعودية بعدما شطبتهم الولايات المتحدة من لائحة المنظمات الإرهابية التي أدرجتهم فيها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب. وحذرت المنظمات الإنسانية من أن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية يعوق تقديم مساعدات ضرورية للبلد الغارق في الحرب.

ويأتي ذلك في وقت تتواصل المعارك في مأرب في شمال اليمن منذ بدأ المتمردون هجوما الشهر الماضي للسيطرة على آخر معاقل السلطة في الشمال. وتقع مأرب في محافظة غنية بآبار النفط وقريبة من العاصمة صنعاء.

وأكد التحالف الأحد أن "رفع الحوثيين من قائمة الجماعات الإرهابية فُسّر بطريقة عدائية من الميليشيا".

وتابع "الواقع على الأرض وانتصارات الجيش اليمني والقبائل بمأرب تفسّر وتيرة التصعيد الإرهابي".

وأوقعت معارك عنيفة بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين في مأرب في شمال اليمن 90 قتيلا من الطرفين في 24 ساعة، بحسب ما أعلنت مصادر حكومية يمنية السبت.