"إيلاف" من لندن : فيما وجه زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر الاثنين انتقادات للمحتجين لحرقهم الاطارات وقطعهم الطرق فقد دعاهم الى المشاركة في الانتخابات المنتظرة في اكتوبر المقبل لانهاء الفساد واستعادة الوطن ورفض الاحتلال والتبعية.

وتشهد محافظات عراقية في الوسط والجنوب بينها واسط وميسان وبابل والنجف وكربلاء وذي قار اضافة الى البصرة منذ ايام تظاهرات ووقفات احتجاج متقطعة تطالب بالخدمات وفرص العمل وانهاء الفساد واقالة محافظين ومسؤولين خدميين متهمين بالفساد نتج عنها اصابة العشرات من المحتجين وقوات الامن.

أعمدة الغضب

وقال الصدر وهو داعم تحالف سائرون الفائز في الانتخابات الاخيرة عام 2018 في تغريدة على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" الاثنين وتابعتها "ايلاف" انه يشعر بالاسف وهو يرى "اعمدة الدخان تتصاعد من حرق الاطارات الذي يقوم به ثلة من الشباب الذين حرموا من ابسط مقومات الحياة" .. واصفا اياها بانها "اعمدة الغضب التي تعتري صدورهم من جراء الفساد الذي حرمهم من الكرامة والسعادة وادخلهم نفق الفقر والخوف والجوع والحرمان".

وأكد انه يشعر بماساة هؤلاء ويسمع آهاتهم وانينهم "فقد استحكم الفساد في البلد ودمر كل اشياءه الحبيبات".. وقال انهم شباب يشعرون بان وطنهم سلب منهم وهم من المحبين له بعاطفة قلبية صافية وفيهم من هو مستعد للتضحية بحياته من اجل الوطن . واضاف ان الغاية يجب ان تكون إعمار العراق لكن هذا الاعمار لايتحقق بحرق الاطارات وقطع الطرق وترهيب المارة .

الوطن أسير الفساد

وخاطب الصدر من وصفهم بالشباب الغاضب قائلا "لاينبغي ان تتحكم العاطفة القلبية بالحكمة العقلية فالوطن وان كان اسير الفساد الى انه يبقى وطنا ومن احب الوطن احب ترابه وماءه وسماءه .. وزاد "اني ليحزنني ان ارى ترابه يحرق وسماؤه ملآى باعمدة الدخان .. فهل يرضى الحبيب لحبيبه مثل هذه الامور". وقال انه يتمنى ان حب المحتجين للوطن يكون مبعثا لنشر السلام بأجمل الكلام لنزرع الازهار وتثمر الاشجار وينهض الاعمار وتنور الافكار وتبعد الاخطار.

وحذر الصدر من أسماهم "الشباب المنتفض" قائلا "إياكم وأذى العراق فهو أمانة في أعناقكم ولاتحرقوه فتخسروه فيتحكم الفاسد ويتسلط الظالم ويستغل ذلك الغريب".. واضاف "ايها الاخوة من احب الوطن احب شعبه وجنده وشرطته وجيشه وما هم الا حماة لكم لا للفاسدين فهم يعانون نفس ماتعانون ويألمون كما تألمون فالوطن وطنكم لا موطن الفاسدين ولا موطن التبعيين".

واعتبر الصدر ان من احب الوطن كان شعاره (نموت ويحيا الوطن) من خلال التضحية للوطن لا ان يقتل الاخرين أويعتدي عليهم حبا بالوطن "فالحب تضحية وسلام لاقتل وخراب".. ودعا المحتجين لان يكون سلاحهم "الورد وهتافاتهم الصمت.. لانكم خرجتم من اجل الوطن ومن اجل الاعمار ولقمة العيش فلا تحرموا الاخرين منه بسبب بعض الافعال العنيفة التي تصدر من بعضكم وانتم غير راضين عنها".

المشاركة في الانتخابات لانهاء الفساد

واعتبر زعيم التيار الصدري ان حب الوطن لايكون باللجوء الى الى اعداء الوطن "فلا المحتل صديق ولا التطبيع مفيد ولا تبعية نريد.. فحافظوا على وطنكم قبل ان تخسروه فأنتم تتظاهرون والفاسد مازال يسرق وينهب وانتم عنه غافلون .. اذن فلتعلُ اصواتكم عبر صناديق الاقتراع والانتخابات التي سنحاول بكل جهدنا ان تكون نزيهة وشفافة والا فان الشمعة التي نريد ان تضئ العراق ستحرقه".

يشار الى ان مجلس مفوضي المفوضية العراقية العليا لللانتخابات العراقية قد صادق لحد الان على تسجيل 249 حزبا سياسيا لخوض الانتخابات المبكرة المقررة في العاشر من تشرين الاول اكتوبر المقبل فيما يوجد 60 اخرى قيد التأسيس اضافة الى 106 احزاب مجازة سابقا ابدت رغبتها في المشاركة بالانتخابات.. مؤكدة وجود اكثر من 70 الف جهاز جديد للتحقق من نتائج الانتخابات و63 جهازا لتسريع النتائج.

يشار الى أن عدد الناخبين الذين يحق لهم المشاركة في الانتخابات المنتظرة يبلغ 25 مليونا و139 ألفا و375 مواطنا فيما وجهت المفوضية الدعوة الى 52 سفارة عربية وأجنبية و19 منظمة دولية لمراقبة العملية الانتخابية.