ايلاف من لندن: انهى قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني اسماعيل قاآني زيارة غير معلنة الى بغداد الثلاثاء استمرت يومين عشية انطلاق الحوار العراقي الاميركي الاستراتيجي، واعتبر ناشطون ذلك تدخلا في شؤون العراق ومحاولة للتأثير على مجريات الحوار، خاصة انه لن يبحث خروج القوات الاميركية من البلاد.

علمت "ايلاف" ان قائد فيلق القدس قاآني قد زار بغداد على مدى اليومين الماضيين التقى خلالهما بعدد من المسؤولين العراقيين و شخصيات سياسية وقادة عدد من الاحزاب والمليشيات الموالية لبلاده قبيل ساعات من انطلاق الحوار الاستراتيجي العراقي الاميركي غدا في محاولة للتأثير على مجرايته . وهذه هي المرة الثانية التي يحل فيها قاآني في بغداد عقب زيارته الاولى في نوفمبر 2020 .

حوار برئاسة وزيري خارجية البلدين

ويتراس جلسة الحوار الاستراتيجي وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين ونظيره الاميركي انتوني بلينكن الذي قال في تغريدة له اليوم انه يتطلع الى الحديث مع حسين خلال جلسة الحوار هذه.
واضاف "اتطلع للتحدث مع العراقي فؤاد حسين .. سنراجع التقدم المحرز في كل مجال من مجالات شراكتنا الواسعة والاستراتيجية".

ناشطون يرفضون

وتفاعلا مع الزيارة السرية التي قام بها قا اني للعراق فقد ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات لناشطين عراقيين رافضين لها معتبرين انها جاءت للتأثير على مجريات الحوار الاستراتيجي خاصة وانه لن يناقش التواجد العسكري الاميركي في العراق ضمن التحالف الدولي لمناهضة تنظيم داعش .

وعلق الناشط علوان البياتي قائلا "لا اهلا ولا مرحبا.. لسنا بحاجة لاراءك ومواقف بلدك".. فيما استغربت هدير الربيعي قائلة: "قاآني عندنا في بغداد يجري محادثات ويتسابق مع جولة الحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن ... يريد يفرغ البيت ..شوكت الله يخلصنا من ايران".

اما الناشط حسين العمر فقال "البيت لن يفرغ فهو بين العراقيين الذين بنوه".. في حين اعتبر معتز النجم زيارة قأ آني "من بيت الى بيت".. لكن محمد المعيدي رد قائلا "أنتهى زمن سليماني واقاني اغاتي اصبحت إيران تدعم بعض المليشات والذيول والتوابع .. الشعب صار عنده أدراك ووعي وهذا المهم".. عبد اللطيف عمر كتب "تدخل سافر ومفضوح".

ومن جانبه كتب الناشط محمد العبدالله"الحقيقة هؤلاء امرهم محير! 41 سنة هم في حالة حرب او خصام مع العالم، ايران بلد جميل وغني وحضاري ويزخر بمختلف الطاقات لكن للاسف لان حاكمه لا يقتنع بالحياة الهادئة المستقرة! لذلك انفقت ايران كل وقتها تدور حول نفسها".

اما الناشط سامر حبيب فقد اعتبر انه "جاي ينطيهم الاوامر والشروط قبل الحوار ولا كان العراق كسر خشومهم يومآ ما".. فرد عابد منير قائلا "آآآآخ شوكت الله يخلصنه من ايران الشر".. في حين كتبت ام محمد "العراق لنا وليس لهم..فليستحوا".

الأربعاء انطلاق الحوار الاستراتيجي

وينطلق غدا الحوار الاسترتيجي العراقي الاميركي افتراضيا لبحث القضايا الامنية والسياسية والاقتصادية والثقافية بين البلدين وهو الحوار الاول الذي سيجر مع الادارة الاميركية الجديدة برئاسة جو بايدن.

وقالت السفارة الاميركية في بغداد في بيان مقتضب تابعته "ايلاف" ان "الولايات المتحدة وجمهورية العراق سيعقدان مناقشات حول الحوار الاستراتيجي من خلال مؤتمر أفتراضي عبر الأنترنت في السابع من نيسان أبريل (غدا ألاربعاء) وفقا لإتفاقية الإطار الاستراتيجي لعام 2008 بين كلا بلدينا". واشارت الى ان المناقشات ستغطي عدة قضايا كالأمن ومكافحة الإرهاب، والاقتصاد والطاقة، والقضايا السياسية، والتعاون التربوي والثقافي".

ومن جهتها اوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي إن الهدف من الحوار بين البلدين "سيكون توضيح أن مهمة قوات التحالف تقتصر على تدريب القوات العراقية وتقديم المشورة لضمان عدم عودة تنظيم اداعش" . واشارت الى انه "ستكون هذه فرصة مهمة لمناقشة مصالحنا المشتركة عبر مجموعة من المجالات تشمل الأمن والثقافة والتجارة والمناخ".

استئناف الحوار بطلب عراقي

ويأتي الحوار الاستراتيجي ردا على طلب رسمي عراقي الى ادارة الرئيس بايدن منتصف الشهر الماضي لتحديد موعد لاستئناف الحوار بين البلدين حيث اشار المتحدث باسم الحكومة العراقية حسن ناظم إن الطلب العراقي جاء بعد زيادة الهجمات التي تستهدف المصالح الأميركية في العراق واثارت توتراً بين الولايات المتحدة والعراق ما دفع الحكومة العراقية إلى تقديم طلب لاستئناف الحوار بين البلدين .. منوها الى انه سيتركز على تفاهمات مع الإدارة الأميركية الجديدة حول ملفات الأمن، والتدريب العسكري، والاستشارات، والقضاء على تنظيم داعش.

وفي تصريحات سابقة قال السفير الأميركي في العراق ماثيو تولر إن بلاده ستواصل عملها مع الحكومة العراقية والحكومة الإقليمية الكردية للتعامل مع ملفات "المليشيات المدعومة من إيران" و"أنشطة إيران ضد الاستقرار في العراق".

الحاجة موجودة للقوات الاميركية

ومن جهته قال رئيس وفد إقليم كردستان في الفريق العراقي المفاوض في الحوار الاستراتيجي إن الوفد العراقي وضمنه ممثلو الإقليم لم يطالبوا في الجولات السابقة للحوار في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بإخراج القوات الأميركية من العراق وإنما تقييم الحاجة إلى بقاء ودعم هذه القوات وفق معطيات علمية عسكرية وأمنية.

وأكد فوزي حريري في تصريح صحافي تابعته "ايلاف" أن "المعطيات الحالية تشير إلى الحاجة إلى الدعم المعلوماتي واللوجيستي، إضافة إلى التسليح والغطاء الجوي من قبل القوات الأميركية". وعن مدى تناسق مطالب الإقليم مع مطالب فريق بغداد، خاصة فيما يتعلق ببقاء القوات الأميركية في العراق قال حريري إن "مطالب سحب القوات الأميركية من العراق تبنتها جهات سياسية مقابل أطراف سياسية أخرى تتبنى الإبقاء على هذه القوات إلا أن الفريق العراقي المفاوض بجميع أعضائه لم يتبنَ إخراج القوات الأميركية من العراق".

وتابع أن "الفريق مكون من خبراء عسكريين وأمنيين وسياسيين وهو يعمل على تقدير الحاجة لبقاء هذه القوات وفق معطيات علمية، من خلال دراسة الواقع العراقي وجميع المعطيات تشير إلى حاجة القوات العراقية إلى دعم القوات الأميركية، من خلال الدعم المعلوماتي واللوجيستي، إضافة إلى الغطاء الجوي".

وكان زعيم مليشيا عصائب أهل الحق الموالية لايران قيس الخزعلي قد هدد الاسبوع الماضي باستئناف العمليات المسلحة ضد الاهداف الاميركية في العراق وخاصة القواعد العسكرية . وقال ان "عمليات المقاومة الموجودة حالياً ستستمر وتزداد كماً ونوعاً إذا لم توافق الولايات المتحدة على غلق قواعدها في العراق.

يشار الى ان الرئيس العراقي برهم صالح قد أكد في 18 من الشهر الماضي ان "علاقة العراق مع الولايات المتحدة مهمة وأساسية ومبنية على مصالح مشتركة والحوار الاستراتيجي بيننا يتطرق لكل القضايا السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية".. منوها الى وجود قرار عراقي بإنهاء تواجد القوات الأميركية والأجنبية القتاليةفي العراق". واوضح أن عدد هذه القوات الاجنبية الموجودة حاليا في العراق لا يتجاوز 2500 عنصر.