لوّح مستشار القومي الأمريكي، جيك سوليفان، بأن روسيا ستواجه "عواقب" إذا مات المعارض الروسي البارز، أليكسي نافالني، في السجن.
وفي مقابلة مع شبكة "سي إن إن"، قال سوليفان إن واشنطن أبلغت موسكو بموقفها هذا بشأن مصير نافالني.
وجاء هذا بالتزامن مع إعراب مقربين من نافالني عن القلق بشأن حالته الصحية في السجن، قائلين إنه يُقتل على مرأى من العالم أجمع.
وفي وقت سابق الأحد، قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إن على القوى الدولية أن تضع خطوطا حمراء واضحة أمام روسيا، وتبحث فرض عقوبات على موسكو إذا اجتازت تلك الخطوط.
وأوشك نافالني، وهو أحد أبرز معارضي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على الموت في أغسطس/ آب 2020، مسموما بمادة نوفيتشوك.
ويتهم نافالني الرئيس بوتين بإعطاء الأوامر بتسميمه، وهو اتهام ينكره الكرملين.
وألقي القبض على نافالني في يناير/ كانون الثاني لدى عودته إلى روسيا بعد فترة نقاهة أمضاها في ألمانيا. وسُجن في فبراير/ شباط إثر إدانته باتهامات قديمة بالاختلاس.
وفي يوم 31 مارس/ آذار، بدأ نافالني (44 عاما) إضرابا عن الطعام في السجن للمطالبة برعاية صحية ملائمة لما يشعر به من آلام في الظهر وتنميل في الساقين واليدين.
وقال أطباء المعارض البارز يوم السبت إن حالته الصحية تدهورت بسرعة، وطالبوا المسؤولين في السجن بتمكينهم من فحصه فورا.
وقال أخصائي أمراض القلب، ياروسلاف أشيخمين، إن "المريض قد يموت في أي لحظة"، مشيرا إلى ارتفاع نسبة البوتاسيوم في جسمه، وملحا على ضرورة نقله إلى العناية الفائقة.
وفي المقابلة مع سي إن إن، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي "في ما يتعلق بالإجراءات التي سنتخذها، نحن نبحث في مجموعة من العقوبات التي قد نفرضها ولن أفصح عنها في هذه المرحلة لكننا أعلنا أنه ستكون هناك عواقب إذا توفي نافالني".
وقال سوليفان إن البيت الأبيض أبلغ الكرملين بأن موسكو "ستحاسب من المجتمع الدولي" على ما سيحدث لنافالني أثناء احتجازه في روسيا.
ووصف الرئيس الأمريكي، جو بايدن، يوم السبت قضية نافالني بأنها "غير منصفة على الإطلاق".
وتعرض بايدن لانتقادات لعدم تناول مسألة نافالني في مكاملة هاتفية مع بوتين الأسبوع الماضي، ولعدم الحديث عن قضية المعارض في التصريحات العامة، بحسب مراقبين.
لكن سوليفان قال إن البيت الأبيض أوضح موقفه لروسيا بشكل مباشر.
أبرز محطات قضية نافالني
من تسميمه في آب/أغسطس وصولا إلى إضرابه عن الطعام الذي بدأه في السجن مثيرا قلق العواصم الغربية، تذكير بأبرز أحداث قضية المعارض الروسي أليكسي نافالني.
في 20 آب/اغسطس، أدخل أبرز معارض روسي الى المستشفى في سيبيريا وهو في حالة خطرة بعدما شعر بتوعك خلال رحلة جوية، على هامش جولة انتخابية. وقالت أوساطه إنه تعرض لتسميم، وهو ما ينفيه المستشفى.
وبطلب من عائلته نقل في 22 من الشهر نفسه الى مستشفى في برلين.
في 2 أيلول/سبتمبر أعلنت برلين أن الفحوص الطبية التي أجراها مختبر للجيش أظهرت "دليلا لا لبس فيه" على تعرضه لتسميم "بمادة من نوع نوفيتشوك"، وهو غاز أعصاب طور لغايات عسكرية خلال الحقبة السوفياتية.
طالب حلف شمال الأطلسي ثم الاتحاد الأوروبي بتحقيق. وفي 4 أيلول/سبتمبر رفض خبير روسي في علم السموم فرضية تعرضه للتسميم.
في 7 أيلول/سبتمبر خرج نافالني من الغيبوبة الاصطناعية التي أدخل فيها، وبدأ الاستجابة.
في 9 أيلول/سبتمبر اعتبرت واشنطن ان التسميم دبره على الأرجح "مسؤولون كبار" روس.
في 14 أيلول/سبتمبر، أكدت مختبرات في فرنسا والسويد النتائج التي توصلت إليها ألمانيا بأن نافالني قد سمم بمادة نوفيتشوك.
في 21 أيلول/سبتمبر أكد نافالني أن المختبرات الغربية عثرت على آثار لنوفيتشوك في جسده وعلى جسمه وطالب موسكو بإعادة الملابس التي كان يرتديها يوم الحادث. وقال معاونو نافالني إنهم اكتشفوا آثار مادة نوفيتشوك على زجاجة مأخوذة من الفندق في سيبيريا حيث مكث قبل أن يمرض.
في 22 أيلول/سبتمبر خرج المعارض الروسي من المستشفى.
أعلن الكرملين أنه "حر" في العودة الى روسيا. وجمد القضاء أمواله.
في الأول من تشرين الأول/اكتوبر اتهم نافالني الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بانه يقف "وراء" تسميمه، وهو ما اعتبرته موسكو "غير مقبول".
في 6 تشرين الأول/اكتوبر، أكدت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية حصول تسميم بغاز أعصاب من نوع نوفيتشوك.
في 15 تشرين الأول/اكتوبر فرض الاتحاد الاوروبي عقوبات على عدة مسؤولين روس وحذت حذوه بريطانيا والنروج.
في 14 كانون الأول/ديسمبر نشرت عدة وسائل إعلام تحقيقا يتهم أخصائيين في الاسلحة الكيميائية من جهاز الأمن الفدرالي الروسي بتتبع المعارض حتى يوم حصول تسممه المفترض.
في 21 كانون الأول/ديسمبر كشف نافالني عن مكالمة هاتفية مسجلة بينه وبين أحد عملاء جهاز الأمن الفدرالي الروسي اعترف فيها الاخير بأنه حاول قتل المعارض بوضع السم في ملابسه الداخلية، بعدما أوقعه نافالني من خلال تظاهره بأنه قائد أمني كبير يريد إجابات عن سبب فشل عملية التسميم.
وقد وصف جهاز الأمن الفدرالي الروسي المكالمة الهاتفية بأنها "استفزاز يهدف إلى تشويه سمعة" الوكالة.
في اليوم التالي أعلنت موسكو عن عقوبات مضادة تستهدف مسؤولين أوروبيين.
بعدما رفضت فتح تحقق حول ما حصل لنافالني، أطلقت السلطات الروسية في 29 كانون الأول/ديسمبر تحقيقا جديدا ضده بتهمة "التزوير على نطاق واسع".
في 13 كانون الثاني/يناير 2021، أعلن نافالني أنه يريد العودة إلى روسيا رغم التهديد بإعادته الى السجن في قضية كان حكم عليه فيها بالسجن مع وقف التنفيذ العام 2014.
في 17 كانون الثاني/يناير، أوقفته الشرطة عند وصوله الى مطار موسكو. ووضعته محكمة قيد التوقيف حتى 15 شباط/فبراير بتهمة انتهاك شروط الرقابة القضائية عليه.
ودعا نافالني الروس الى "النزول للشارع".
في 19 كانون الثاني/يناير شن المعارض هجوما مضادا مع نشر تحقيق حول مكافحة الفساد استهدف بوتين وقال فيه إنه يملك "قصرا" يطل على البحر الأسود، ونال الشريط نسبة مشاهدة عالية جدا. ونفى الرئيس الروسي أن يكون مالك القصر.
في الأيام التالية، أوقفت السلطات أنصار لنافالني قبل تظاهرات وعدت الشرطة "بقمعها".
في 23 و31 كانون الثاني/يناير، تظاهر عشرات آلاف الأشخاص للمطالبة بالإفراج عنه. وتم توقيف عشرات المتظاهرين.
في 2 شباط/فبراير، حكمت محكمة في موسكو على نافالني بالسجن لحوالى ثلاث سنوات، في قرار ندد به الغرب بالإجماع.
في 4 شباط/فبراير دعا أنصاره الى تحرير روسيا من "اللصوص".
في 5 شباط/فبراير، اعتبر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل خلال زيارة إلى موسكو أن العلاقات بين روسيا والاتحاد بلغت "أدنى مستوياتها".
في اليوم نفسه، بدأت محاكمة جديدة للمعارض بتهمة التشهير.
في 26 شباط/فبراير، نقل إلى معسكر اعتقال في بوكروف (100 كيلومتر شرق موسكو) لتمضية عقوبته.
وفي 2 آذار/مارس، أضفى الاتحاد الأوروبي الطابع الرسمي على عقوبات ضد مسؤولين روس وأعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات على سبعة مسؤولين كبار.
وفي 25 آذار/مارس، اتهم المعارض حراسه بتعريضه لأحد أشكال التعذيب من خلال حرمانه من النوم، وطالب بالحصول على علاج. وقالت محاميته إنه يعاني "آلاما شديدة" في العمود الفقري مضيفة أنها تخشى على "حياته وصحته".
في 31 آذار/مارس، أعلن المعارض "إضرابا عن الطعام" للتنديد بظروف احتجازه.
في 16 نيسان/أبريل، أطلقت روسيا إجراء لحظر منظمات أليكسي نافالني مصنفة إياها "إرهابية".
في 17 نيسان/أبريل، قال أطباء مقربون من المعارض إنهم يخشون أن يصاب بسكتة قلبية "في أي لحظة".
في 18 نيسان/أبريل، دعا أنصاره إلى تظاهرات حاشدة بعد ثلاثة أيام "لإنقاذ" حياته، تزامنا مع خطاب فلاديمير بوتين السنوي أمام البرلمان.
المجتمع الدولي يعرب عن قلقه. واشنطن تحذر من أنه ستكون هناك عواقب على روسيا إذا توفي نافالني والسفير الروسي في بريطانيا يؤكد أن موسكو لن تتركه يموت في السجن ووزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يناقشون قضيته يوم الاثنين.
التعليقات