"إيلاف" من لندن : أعلن السفير الإيراني في بغداد إيرج مسجدي الثلاثاء دعم بلاده لوساطة العراق لتقريب طهران "مع الدول التي حدثت معها بعض التحديات ما أدى الى فتور في العلاقات" مبيناً أنه تم إبلاغ السلطات العراقية بهذه الموافقة في اشارة الى تقارير كشفت عن مباحثات ايرانية سعودية جرت في بغداد لحل المشاكل بينهما في التاسع من الشهر الحالي.
واعتبر مسجدي إن العلاقات بين إيران والعراق جيدة وتتطور في مختلف الأبعاد الثقافية والاقتصادية مشددا على "دعم إيران للعراق في تطوير علاقاته مع العالم العربي خاصة فيما يتعلق بوساطة بغداد لازالة التوتر بين دول المنطقة.
واكد مسجدي في تصريحات لوكالة "ارنا" الايرانية الرسمية وتابعتها "ايلاف" أن إيران ترحب وتدعم وتشجع أي تحرك يصب في تطوير علاقات التعاون والتقارب بين العراق والدول العربية ودول الجوار.

القوات الاميركية في العراق
وبشأن الجولة الثالثة من الحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن التي جرت في السابع من الشهر الحالي أضاف إيرج مسجدي قائلا "أن المؤكد أن قرار مجلس النواب العراقي (مطلع عام 2020) بشأن انسحاب القوات الأميركية من العراق واضح وأن إيران تعتقد أن وجود القوات والقواعد الأميركية في العراق والمنطقة لايصب في مصلحة العراق والمنطقة موضحا أن قوات العراق ودول المنطقة قادرة لوحدها على تأمين أمنها.
وعادة ماتقوم المليشيات العراقية بتحريض من ايران الداعمة لها باستهداف القوات الاميركية في العراق ضمن التحالف الدولي لمحاربة داعش بالقصف الصاروخي على الرغم من جدولة الحكومة العراقية لانسحابها من البلاد وتغيير مهماتها من قتالية الى تدريبية واستشارية.
وكانت الخارجية الإيرانية رحبت أمس بتقارير تحدثت حول إجراء مباحثات مع السعودية في بغداد حيث كان البلدان قد قطعا علاقاتهما الدبلوماسية عام في 2016 ويخوضان عدة حروب بالوكالة في المنطقة في إطار تنافسهما على النفوذ.

إجتماع سعودي إيراني على مستوى المسؤولين الأمنيين

وكشفت صحيفة "فاينانشال تايمز" الاحد الماضي أن مسؤولين سعوديين وإيرانيين أجروا محادثات في العراق في محاولة لتخفيف التوتر بين البلدين مع سعي واشنطن لإحياء الاتفاق النووي المبرم مع طهران في عام 2015 وإنهاء الحرب في اليمن.

وأوضحت ان الاجماع الذي شهده العراق قد تطرق الى قضية اليمن والحرب الدائرة فيها منذ ست سنوات اثر سيطرة متمردي حركة الحوثي على البلاد بدعم ايراني وينفذون عمليات عسكرية مستمرة ضد اهداف في داخل السعودية.
كما نقلت وكالة "فرانس برس" امس الاثنين عن مصدر حكومي عراقي وآخر دبلوماسي غربي أن لقاء جمع مطلع نيسان أبريل في بغداد وفدين رفيعي المستوى من السعودية وإيران وان هذه المناقشات بقيت سرية إلى أن كشفت عنها الصحيفة البريطانية في عددها الصادر الأحد.

وفيما نفت الرياض ذلك عبر صحافتها الرسمية لم تعلق طهران على الأمر واكتفت بالتأكيد على أن الحوار مع المملكة العربية السعودية كان "دائما موضع ترحيب". وأكد مسؤول حكومي عراقي للوكالة أن وفدا سعوديا برئاسة رئيس المخابرات خالد بن علي الحميدان ووفدا إيرانيا برئاسة مسؤولين مفوضين من قبل الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني اجتمعا في بغداد في التاسع من نيسان الحالي. وقال دبلوماسي غربي من جانبه أنه "اطلع على المباحثات قبل حدوثها" وتم تقديمها على أنها "تستهدف تحسين العلاقات" بين إيران والسعودية.