طهران: دافعت وزارة الخارجية الإيرانية بشدة الخميس عن الوفد المشارك في مباحثات فيينا الهادفة الى إحياء الاتفاق بشأن البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية، بعد انتقادات في وسائل إعلام رسمية.

وتخوض إيران والقوى الدولية التي لا تزال منضوية في "خطة العمل الشاملة المشتركة" المبرمة عام 2015، مباحثات منذ مطلع نيسان/أبريل بهدف عودة الولايات المتحدة الى الاتفاق الذي انسحبت منه أحاديا عام 2018 ورفع العقوبات التي أعادت فرضها على طهران، في مقابل عودة الأخيرة الى احترام كامل التزاماتها النووية بعد تراجعها عن العديد منها ردا على الانسحاب.

ويقود وفد طهران مساعد وزير الخارجية عباس عراقجي الذي انتقد هذا الأسبوع قناة "برس تي في" الرسمية الناطقة بالانكليزية، على خلفية تسريبات تتعلق بالمباحثات.

كما أن التلفزيون الرسمي (القناة الناطقة بالفارسية) بث ليل الأربعاء برنامجا ألمح فيه الى أن الدبلوماسيين الإيرانيين خدعوا من قبل الأميركيين لدى إبرام اتفاق عام 2015 وقد يقدمون التنازلات مجددا، في وجهة نظر تعكس مواقف العديد من السياسيين المحافظين في إيران.

وأوردت وزارة الخارجية في بيان مطوّل، أنه على مدى الأيام الماضية "قامت أقلية صغيرة لكن صوتها عالٍ، بكل ما في وسعها لاستهداف ممثلي إيران في المواجهة الدبلوماسية في فيينا، غير مدركة أنها تتحرك ضد إرادة ومصالح الأمة (الإيرانية) عند المفترق التاريخي هذا".

واتهمت التلفزيون الرسمي و"برس تي في" بـ "إهانة" المفاوضين الإيرانيين، في مقابل التلميح الى أن الطرف الآخر يضم في صفوفه أشخاصا "أقوياء وأذكياء يخدعون" إيران.

واعتبرت أن "القناة الانكليزية للتلفزيون الرسمي" تقوم "بنشر معلومات محرفة وأخبار كاذبة بشأن المباحثات باللغة الإنكليزية، تضرّ بالمفاوضين وتؤذي الجهود الدبلوماسية".

وشهد هذا الأسبوع تبادلا نادرا للانتقادات العلنية بين مسؤول إيراني وقناة رسمية.

فبعيد نهاية جولة مباحثات الثلاثاء في فيينا، نقلت "برس تي في" عن "مصدر مطلع" لم تسمه، أن إيران ترفض الرفع المتسلسل للعقوبات، وأن التحقق من رفع العقوبات لا يمكن أن ينجز في أسبوع "بل يحتاج الى ما بين ثلاثة وستة أشهر".

ورد عراقجي عبر عبر حسابه الموثق على تويتر "لا أعرف من هو +المصدر المطلع+ لبرس تي في في فيينا، لكنه/لكنها بالتأكيد غير +مطلع+".

وأعادت القناة نشر التغريدة، مع تعليق جاء فيه "عوضا عن التشكيك بمصداقية مصادر أخبار برس تي في، كان يجدر بالسيد عراقجي أن يقول بوضوح أيا من المعلومات التي أوردتها برس تي في كانت محرفة".

وعكست تصريحات الأطراف المعنيين بالمباحثات، تحقيق تقدم، مع تأكيد وجود عمل إضافي كبير يجدر القيام به للتوصل الى اتفاق ناجز.

وأفاد مسؤول أميركي بارز الأربعاء أن بلاده أطلعت إيران على تفاصيل بشأن العقوبات التي هي على استعداد لرفعها في إطار العودة الى الاتفاق.

وتشدد طهران على ضرورة رفع كل العقوبات التي أعادت الولايات المتحدة فرضها بعد انسحاب إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الاتفاق، وأنها ستعود لالتزاماتها بمجرد التحقق من الرفع.

وحضر وفد أميركي إلى فيينا دون التباحث مباشرة مع الوفد الإيراني. وتولى الاتحاد الأوروبي التنسيق بين الجانبين.

وعلقت المباحثات الثلاثاء لتتشاور الوفود مع عواصمها، قبل استئناف المشاورات الأسبوع المقبل.

الى ذلك، أكدت الخارجية الإيرانية أنها ستنشر قريبا "وثائق مفاوضات غير مصنفة سرية" بشأن اتفاق 2015.

وفي تعليق على بيان الخارجية، قال المسؤول في "برس تي في" أحمد نوروزي للتلفزيون الرسمي ليل الخميس، إن "العديد من الأمور لم يتم قولها بعد"، مشددا على أن القناة ستتابع تغطية المباحثات.