"إيلاف" من لندن : تمكنت أوامر اصدرها رئيس الوزراء العراقي من وأد فتنة طائفية في بغداد اثر رفع عناصر مليشياوية موالية لايران صورة كبيرة لخامنئي وخميني وسليماني في اكبر الاحياء السنية في العاصمة وذلك بتوجيهه بازالتها.. فيما وجهت جبهة الانقاذ والتنمية اتهامات لهيئة شيعية بالاستيلاء على جوامع ومدارس للوقف السني في مدينة سامراء.

فقد وجه الكاظمي جهاز امن الحشد الشعبي ليل الاربعاء بإزالة لافتة كبيرة في منطقة الاعظمية اكبر احياء بغداد السنية عليها صور المرشد الايراني علي خامنئي وسلفه الخميني اضافة الى قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس واللذين قتلا بغارة لطائرة اميركية مسيرة قرب مطار بغداد الدولي مطلع عام 2020 حيث كانت قد رفعتها عناصر في مليشيات عراقية موالية لايران أمام مرقد ابو حنيفة النعمان قبل ذلك بساعات.

وقال مصدر عراقي في المنطقة لـ"ايلاف" الخميس ان شبانا من الحي كانوا قد تجمعوا امام مكان رفع اللافتة بهدف ازالتها بالقوة وهو امر كان سيفجر فتنة طائفية خطيرة في العاصمة لولا مبادرة الكاظمي بالامر بازالتها حيث تم رفع مكانها اعلان تظهر فيه فتاة تروج لشركة اتصالات عراقية.
واشار الى ان وجهاء في الحي تلقوا اتصالا من رئيس الوزراء ابلغهم فيه باصداره اوامر عاجلة بازالة اللافنة وتهدئة سكان الحي الذين اكدوا استهجانهم لرفعها.
وظهرت صور وتعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي ترفض ممارسة رفع هذه الصور واعتبرتها اسفزازية . وكتب احد الناشطين "تحرير القدس يتم عبر نصب صور الخميني وخامنئي في مدخل منطقة الأعظمية في بغداد.. طبعاً قبل قليل تم إزالة صور هؤلاء الغرباء من بغدادنا الحبيبة .. تباً لمن يبيع وطنه لملالي قم وطهران ".. واشار اآخر بالقول "هذه الجميلة حلّت محل القتلة..هكذا يجب أن يكون".

والاعظمية عي مدينة الامام الاعظم اب حنيفة النعمان والتي سميت نسبه إلى اسمه حيث دفن فيها وهي مركز قضاء الأعظمية وتقع شمال مركز مدينة بغداد على الجانب الشرقي لنهر دجلة. وتضم منطقة الاعظمية جامع الامام الاعظم والمقبرة الملكية وكلية الامام الاعظم وساعة الاعظمية الشهيرة اضافة الى معالم قديمة وحديثة متعددة والكثير من الاسواق القديمة والعريقة والعديد من المدارس القديمة والحديثة وايضا فيها عدد من الكليات والمعاهد الاسلامية.

تحذير من استلاء جهات على اوقاف السنة في سامراء
وبالترافق مع ذلك فقد دعت جبهة الإنقاذ والتنمية برئاسة نائب الرئيس العراقي السابق أسامة النجيفي الخميس المرجعيات الدينية والحكومة وأد فتنة محاولة لاستيلاء على اوقاف للوقف السني في مدينة سامراء شمال بغداد من قبل جهات محسوبة على العتبة العسكرية الشيعية هناك.

وقالت الجبهة في بيان صحافي الخميس تسلمت "ايلاف" نصه انه "يبدو ان أجواء الوئام والانسجام وإشاعة روح الأخوة بين أبناء الشعب الواحد تثير حفيظة البعض ما تدفعهم لإثارة القضايا التي تعكر صفو هذه العلاقة التي ينبغي ان تعزز لتزيد من تماسك اللحمة الوطنية ".

وقالت "نتفاجأ اليوم وللأسف الشديد بوجود تحرك محموم من بعض المحسوبين على العتبة العسكرية (شيعية) في سامراء للاستيلاء على الجامع الكبير والمدرسة الدينية في سامراء وهما من الأوقاف الصحيحة والمضبوطة للوقف السني في سامراء وفيهما مراقد كبار العلماء السنة".

واشارت الى انه "نظرا لما لهذين المعلمين الدينين من أهمية قصوى في نفوس أهالي المنطقة خصوصاً والمسلمين من أبناء السنة عموماً فهما يمثلان قيمة اعتبارية دينية عليا منذ عدة قرون واصبحتا جزءًا من التراث والهوية فإننا نناشد المرجعيات الدينية الموقرة والحكومة والعقلاء لوأد هذه الفتنة واخماد نارها قبل ان تنشب لأن ما يعانيه العراقيون من مصائب وويلات ليست قليلة ولا تحتاج للمزيد ".

وعبرت الجبهة عن املها الكبير "بأن المنصفين والعقلاء سيتحركون بجدية لوقف هذا التحرك غير المسوغ ، ولجم المزايدات المشبوهة".. مشددة على أن البلد يحتاج للتهدئة والتفاهم وليس التصعيد والشد الطائفي المقيت خاصة ونحن مقبلون على الانتخابات النيابية التي تحتاج لبيئة هادئة واجواء مستقرة تشجع على المشاركة الواسعة فيها لتعكس التمثيل الحقيقي لمكونات المجتمع العراقي ".