"إيلاف" من لندن : حذرت منظمات سياسية وحقوقية واعلامية عراقية الاثنين من تداعيات تعرض البلاد الى فوضى ومنزلق خطير نتيجة تواصل مسلسل اغتيال الناشطين والاعلاميين فيما اعتصم محتجون وسط كربلاء مطالبين بالكشف عن قتلة الناشط ايهاب الوزني بينما تم الكشف عن تعرض 89 اعلاميا وناشطا الى عمليات او محاولات اغتيال منذ انطلاق الحراك الشعبي اواخر عام 2019 اضافة الى 70 اختطافا.

فقد حذرت المفوضية العراقية العليا لحقوق الإنسان اليوم من انحدار البلاد في منزلق خطير في حال استمرار مسلسل الاغتيالات والفوضى التي تستهدف تكميم الافواة المستقلة. وقال عضو المفوضية فاضل الغراوي في بيان تسلمت "ايلاف" نصه ان محاولة اغتيال الإعلامي أحمد حسن في محافظة الديوانية الجنوبية هي محاولة وحشية تستهدف اسكات الكلمة الحرة وتكميم الافواه وإشاعة الفوضى وخلط الأوراق واخذ البلاد الى المجهول .

وكشف عن وقوع 89 عملية او محاولة اغتيال ضد استهدفت ناشطين وإعلاميين ومدونين منذ انطلاق التظاهرات في عموم المحافظات في الاول من تشرين الاول اكتوبر عام 2019 فيما يؤكد الناشطون تعرض 70 ناشطا بينهم الى الاختطاف منذ ذلك التاريخ. وطالب السلطات العراقية وقواتها الامنية باخذ دورها في حماية الناشطين والاعلاميين والكشف عن الجهات التي تقف وراء مسلسل الاغتيالات الذين يتعرضون له وتقديمهم الى العدالة.

دعوة لتحرك سريع يقدم الجناة الى العدالة

ومن جهته حذر مركز "حقوق" العراقي لدعم حرية التعبير الاثنين من مخاطر تنامي ظاهرة اغتيالات النا شطين والإعلاميين وآخرها ماجرى خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية من اغتيال ناشط بارز في التظاهرات ومراسل تلفزيوني.

وقال المركز في بيان نشره المركز على موقعه الالكتروني وتابعته "ايلاف" إنه "جرى خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية اغتيال رئيس تنسيقية تظاهرات كربلاء إيهاب الوزني ومحاولة اغتيال مراسل قناة الفرات في الديوانية أحمد حسن الذي مايزال بحالة خطرة ويرقد في العناية المركزة بمستشفى الجملة العصبية في العاصمة بغداد .

وأشار المركز الى أنه في الوقت الذي يدين بشدة عمليات الاغتيال المتكررة التي تلاحق الناشطين والصحافيين فإنه يطالب الجهات ذات العلاقة بالتحرك الفوري وفتح تحقيق فعلي لتقديم الجناة الى العدالة وبشكل عاجل "لان معاقبة القتلة ستبعث برسالة واضحة وقوية لجميع من تسول لهم أنفسهم باللجوء إلى العنف لكبح حرية التعبير".
كما دعا المركز رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الى الإيفاء بتعهداته تجاه حرية التعبير وحماية الناشطين والعاملين في وسائل الإعلام خصوصاً أولئك الذين يتطرقون إلى ملفات الفساد.

وحذر من تنامي التطرف الفكري وخطاب الكراهية بين الأطراف العراقية وبشكل يدفع إلى المزيد من التعصب وينتهك حقوق الأفراد والجماعات في تبني آراء ومواقف مغايرة .

إسكات الافواه الحرة بالقتل والترهيب
اما اتحاد الاذاعات والتلفزيونات العراقية فقد اعتبر محاولة اغتيال مراسل قناة الفرات الفضائية أحمد حسن مسعى"لاسكات كلمة الحق بالقتل والترهيب". وطالب الاتحاد في بيان تابعته "ايلاف" الأجهزة الأمنية والحكومية كافة بتحمل مسؤوليتها في حماية أرواح المواطنين لاسيما الاعلاميين الذين دائما ما يتعرضون للابتزاز والتهديد والتصفيات البدنية.

وأعلن رئيس اللجنة الامنية العليا في الديوانية المحافظ زهير الشعلان اليوم عن توصل الخلية الامنية التي شكلتها الحكومة المحلية حول الجريمة لخيوط أولية حول الفاعلين. وقال الشعلان في حديث صحفي، ان "القوات الأمنية فرضت اجراءات مشددة على حدود المحافظة وان التحقيق ما زال مستمرا".

اعتصام في كربلاء
واليوم نصب محتجو مدينة كربلاء خياما في ساحة الاحرار بوسطها اعتصموا فيها مطالبين بمحاسبة فورية لقتلة الناشط رئيس تنسيقيات متظاهري المحافظة إيهاب الوزني. وقال المحتجون في بيان تابعته "ايلاف" انهم يكلفون العميد صباح سهيل المسعودي قائدا لشرطة كربلاء واللواء اسماعيل كريم الگريطي مدير استخبارات كربلاء السابق ومدير شرطة الرصافة الحالي لتولي التحقيق في قضية قتل الوزني.

وشددوا بالقول "تصعيدنا مستمر ومتصاعد يوماً بعد يوم حتى الثأر لدماء الأحرار جميعهم واولهم ايهاب الوزني وفاهم الطائي" من ناشطي كربلاء المغدورين بسلاح المليشيات الموالية لايران".

شيعت مدينة كربلاء العراقية الجنوبية الاحد جثمان الناشط المغدور ايهاب الوزني على وقع هتافات :كربلاء حرة حرة ايران برا برا فيما خرج الاف المتظاهرين الليلة احتجاجا على اغتياله واشعل شبان النار في محيط القنصلية الايرانية في المدينة.

وقد شيع الالاف من ابناء مدينة كربلاء جثمان الناشط وزني اثر اغتيال عناصر مليشياوية له امام منزله في مدينة كربلاء امس وهم يهتفون "ثورة ثورة تشرينية ضد ايران الجمهورية " و "كربلاء حرة حرة ايران برا برا" في اشارة الى الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت في تشرين الاول اكتوبر 2019 ضد الطبقة السياسية وفسادها والهيمنة الايرانية على البلاد والتي راح ضحيتها حوالي 600 ناشط واصابة 21 الف منهم واغتيال 70 اخرين يلقي الناشطون المسؤولية عن ذلك الى الفصائل العراقية المسلحة الموالية لايران.

كما أضرم محتجون غاضبون النيران في المحيط الخارجي وامام مدخل القنصلية الإيرانية في كربلاء احتجاجا على اغتيال الوزني في ظاهرة لها مدلولاتها السياسية والدينية باعتبار المدينة تضم ضريح الامام الحسين بن علي بن ابي طالب واخيه العباس.

وامس اعتبر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ان "المجرمين قد فشلوا بخلق الفوضى فأتجهوا الى استهداف النشطاء العزل". وشدد بالقول "واهم من يتصور أنهم سيفلتون من قبضة العدالة، سنلاحق القتلة ونقتص من كل مجرم سولت له نفسه العبث بالامن العام". واضاف "المجرمون أفلسوا من محاولات خلق الفوضى واتجهوا الى استهداف النشطاء العزّل، لكن القانون سيحاسبهم مثلما سقط آخرون في قبضة العدالة من قبل".

وكانت احتجاجات شعبية مليونية قد تفجرت في العراق في الاول من تشرين الاول اكتوبر عام 2019 ضد الفساد وفقدان الخدمات العامة وللمطالبة بفرص عمل..اضافة الى رفض الهيمنة الايرانية على شؤون العراق وادت في نهاية الشهر التالي الى ارغام رئيس الحكومة السابق عادل عبد المهدي على تقديم استقالته وتولي مصطفى الكاظمي رئاستها حيث دعا اثرها الى انتخابات مبكرة في تشرين الاول المقبل استجابة لمطالب المتظاهرين.