إيلاف من واشنطن: عند الحديث عن الصواريخ التي يملكها الحوثيون في اليمن، وحزب الله في لبنان، وحركتا حماس والجهاد الإسلامي في غزة، تكون إيران حاضرة، حيث أنها المتهم الأول في تزويد هذه المجموعات بأسلحة متطورة، وفقًا لتقرير نشره موقع "الحرة".

وإن لم تكن تلك الصواريخ صناعة إيرانية بالكامل، فهي مزودة بمواد أو معدات زودتها إيران لهذه الجهات، بحسب صحيفة ووال ستريت جورنال.

الجيش الإسرائيلي، كان قد أعلن الأحد، أن إسرائيل "تواجه إطلاق صواريخ على أراضيها بوتيرة هي الأعلى ولم تشهدها من قبل، حيث أطلقت الفصائل المسلحة في قطاع غزة نحو ثلاثة آلاف صاروخ" منذ بداية الاثنين الماضي.

هذا العدد الكبير للصواريخ التي ألقيت على إسرائيل في أسبوع واحد تفتح باب التساؤل عن ترسانة الصواريخ التي تمتلكها حماس المتمركزة في قطاع غزة، حيث يعيش مليوني نسمة في ظروف صعبة، بسبب حصار مفروض عليها منذ 2007.

وتشير ووال ستريت جورنال إلى أن "ترسانة حماس الصاروخية أكبر وأكثر تطورا من أي وقت مضى"، حيث تمتلك صواريخ "صنعت في غزة بقطع إيرانية".

30 ألف صاروخ

تقدر المخابرات الإسرائيلية أن حماس والجهاد الإسلامي يمتلكان ما لا يقل عن 30 ألف صاروخ مخبأة في غزة، بحسب تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز".

إيران وإن كانت لا تريد المواجهة مع إسرائيل في حرب مفتوحة، إلا أنها لا تمانع في دعم حماس، وتشجيعها على تنفيذ هجمات صاروخية قد تؤدي بطبيعة الحال إلى خلافات سياسية، "تفجر اتفاقيات إبراهيم التي عقدت خلال العام الماضي بين إسرائيل وعدة دول عربية"، وهو ما تراه طهران تهديدا لها بعد نشأة جبهة موحدة ضد مخططات إيران في المنطقة.

وتشير ووال ستريت جورنال إلى أن الاتفاق النووي لعام 2015 لم يوقف جهود طهران في برامجها للتسلح، والتي استمرت في نشرها وتسليح وكلائها الإقليميين، ومن بينهم حماس.

وهناك مخاوف من توجهات إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، للعودة للاتفاق النووي، باعتبار أنها قد لا تساعد على تهدئة الأمور في الشرق الأوسط، ومن المرجح أن تفعل العكس وتساعد إيران على الاستمرار بمخططاتها.

تقنيات إيرانية

يقول تقرير لصحيفة نيويورك تايمز، إن صناعة الصواريخ التي تشرف عليها حماس تقوم على مرتكزات مختلفة، فهي تستخدم المعرفة والتقنيات الإيرانية، وأجزاء من صواريخ وقنابل إسرائيل التي لم تنفجر أو بقي منها قطع يمكن استغلالها.

كما تقوم حماس باستغلال مستلزمات تستخدم في البناء مثل الأنابيب الكبيرة، في صناعة الصواريخ.

ويقدر مراقبون أن غالبية ترسانة الصواريخ التابعة لحماس، تعرف باسم صواريخ القسام، والتي تعتبر قصيرة المدى، ومداها 10 كيلومترات، كما تمتلك صواريخ متوسطة المدى، يصل مداها إلى 25 ميلا، أما الصاروخ الأهم لديها، فهو صاروخ "جي 80"، وهو عبارة عن صاروخ "أم-75" الذي تم تطويره بتقنيات إيرانية، وإضافة مزايا جديدة له فيما يتعلق بدقة الإصابة ومداها.

لولا إيران

في مايو من عام 2019، قال أحد القادة العسكريين في حماس، يحيى السنوار، "إنه لولا دعم إيران، لما كانت لدينا هذه القدرات".

وهو الأمر الذي أثار اهتمام القادة العسكريين في إسرائيل حاليا، فلم تعد مشكلتهم مع تهريب الصواريخ التي يمكن أن تصل لغزة، ولكن تنامي قدرات ومهارات حماس في التصنيع محليا هو ما يثير قلقهم.

وينقل تقرير نيويورك تايمز عن مسؤولين وخبراء فلسطينيين وإسرائيليين أن إيران ساهمت في توفير وتهريب الأسلحة لحماس، وقامت بتدريب وتطوير مهارات أفراد لديهم على إنتاج الصواريخ وتحديثها، وحتى تحسين دقتها.

وفي تقرير لصحيفة "ذا صن" يرجح أن قادة كبار من قادة حماس قاموا بزيارات منتظمة إلى إيران، حيث خضعوا لتدريب على إنتاج وتشغيل أنظمة صاروخية متطورة، وذلك خلال زيارتهم لمنشآت إنتاج الصواريخ التابعة للحرس الثوري الإيراني.

وقال مسؤول استخباراتي غربي لصحيفة الديلي تلغراف "إن التعاون بين إيران وحماس أدى إلى امتلاكهم أسلحة أكثر فاعلية، سواء كانت من حيث المدى أو الدقة أو حجم الدمار الذي يمكن أن تسببه".