المنامة: تظاهر عشرات البحرينيين في المملكة الخليجية الخميس تضامنا مع الفلسطينيين، في تحرك حظي بموافقة الحكومة التي طبّعت علاقاتها مع إسرائيل العام الماضي.

وتقصف إسرائيل منذ عشرة أيام قطاع غزة من دون هوادة، مستخدمة المدفعية والطائرات. وأوقعت الضربات 232 قتيلا بينهم 65 طفلا، و1900 جريح في القطاع، بالإضافة الى دمار هائل، إذ أسقطت أبنية بكاملها وألحقت أضرارا جسيمة بأخرى وبالبنى التحتية.

ورفع المتظاهرون وقد ارتدى العديد منهم أوشحة فلسطينية تقليدية، لافتات في العاصمة المنامة كتب عليها "أوقفوا العدوان على غزة" و"من رام الله إلى البحرين شعب واحد مش اثنين".

ورفع آخرون الأعلام الفلسطينية وهم يهتفون "تسقط تسقط إسرائيل .. يسقط يسقط التطبيع".

وهذه أول تظاهرة تحصل على ترخيص من السلطات التي عادة ما تمنع التجمعات السياسية، منذ تفاقم النزاع في العاشر من الشهر الحالي.

وفي العام الماضي، بعد تطبيع الإمارات العربية المتحدة للعلاقات مع إسرائيل في اتفاق توسطت فيه الولايات المتحدة، حذت البحرين حذوها. وجعل الاتفاق الإمارات والبحرين ثالث ورابع دولتين عربيتين تقيمان علاقات مع إسرائيل بعد مصر عام 1979 والأردن عام 1994.

لكن التصعيد الأخير في أعمال العنف وضع ضغوطا على الدولتين الخليجيتين، مما دفع البحرين إلى إدانة "الهجمات" الإسرائيلية على قطاع غزة.

وقال عضو مجلس إدارة الجمعية البحرينية لمناهضة التطبيع عبد الرسول عاشور "لقد عانوا في الأيام الماضية من حرب عدوانية طاحنة لم يسلم منها الأطفال وكبار السن".

وتردّدت عبر مكبرات الصوت أغان وطنية، فيما وقفت الشرطة على بعد أمتار وتدخّلت عدّة مرّات للتأكّد من التزام المتظاهرين بإجراءات التباعد الاجتماعي المتعلقة بفيروس كورونا.

ورفعت امرأة بحرينية العلم الفلسطيني ولافتة كتب عليها "سأخبر أولادي عنك يا فلسطين".

وبدأ التصعيد الأخير بعد إطلاق حماس صواريخ في اتجاه الدولة العبرية في العاشر من أيار/مايو، تضامنا مع الفلسطينيين الذين كانوا يخوضون منذ أيام مواجهات مع الإسرائيليين في القدس الشرقية وباحات المسجد الأقصى، ما تسبّب بإصابة أكثر من 900 منهم بجروح.

وجاءت تلك المواجهات على خلفية تهديد بطرد عائلات فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح لصالح مستوطنين.

وتتكثّف المساعي الدبلوماسية في محاولة لوقف التصعيد العسكري بين إسرائيل وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة بعد ليلة جديدة من القصف الإسرائيلي الجوي والمدفعي العنيف وانطلاق دفعات جديدة من الصواريخ من القطاع المحاصر في اتجاه الأراضي الإسرائيلية.