إيلاف من لندن: من المحيط إلى الخليج، واكب صحفيون عرب إيلاف منذ بداياتها، وفي مقدمتهم الصحفي والكاتب الفلسطيني المخضرم بكر عويضة، خير مستشار لـ"إيلاف"، ترتقي العلاقة بينه وبين الصحيفة إلى مستوى الصلة الأسرية.

عويضة شهد "إيلاف" الفكرة، وواكب "إيلاف" المشروع بكل تفاصيله، ويحتفي اليوم بعشرينية إيلاف، فيستذكر محطات مفصلية على درب أول صحيفة عربية إلكترونية.

يُفرحني كثيراً أن «إيلاف» بلغت اليوم عامها العشرين، وبدأت خطى عامها الأول في عقدها الثالث، منسجمة كل الانسجام مع ثالث عقود القرن الحادي والعشرين الميلادي، من حيث مواكبة تقنيات الإعلام الجديد، سواء من حيث المُحتوى، أو التصميم، أو أسلوب التقديم.

تربطني بموقع «إيلاف» صلات تقترب من الصلة الأسرية فعلاً، وليس مجازاً فحسب. يمكن إرجاع ذلك إلى سبب سلس الفهم جداً عند مَن أراد أن يفهم، لا أن يصم الأذن عَمداً، فلا تسمع عن قصد، خلاصته أن مشواري طوال تغريبتي منذ غادرت قطاع غزة خريف 1966، جمعني عبر مختلف المحطات بأطياف عدة من الناس، سواء في ميدان الصحافة، أو غيرها من حقول الحياة وأدغالها.

محطة لندن في المشوار، جمعتني وعثمان العمير منذ أولى طلائعها صيف عام 1978 عندما بدأت العمل مديراً لتحرير صحيفة «العرب». من بداياتها، نشأت صداقة تقوم أسسها على احترام متبادل دائماً، حتى في حالات اختلاف الرأي تماماً. أن ينشأ أساس الصداقة على هكذا فهم، يُنزلها تلقائياً منزلة العروة الوثقى. هذا يكفي أن يقيها من كل أنواع المطبات، ويترفق بها طوال منعرجات العمر، فالصديق هو الصديق، وكفى بذلك حسيباً.

ضمن هذا السياق، سعدت بالعمل إلى جانب الأستاذ العمير رئيساً غير عادي لأسرة تحرير «الشرق الأوسط»، صحيفة العرب الدولية، لكن هذه الأسطر ليست للحديث الموسع عن تلك السنوات غير العادية، أيضاً، بمشوار صحافتي.

إذنًا، أرجع إلى احتفال «إيلاف» اليوم ببلوغها العام العشرين، كي أستحضر كم أسعدني أن يُشركني الأستاذ العمير، الصحافي المستشرف المستقبل دائماً، في تجربته الرائدة عندما قرر إطلاق «إيلاف» عام 2001 فيوّثق تاريخياً أنه ناشر أول صحيفة عربية إلكترونية. حقاً، أعتز بهذه المشاركة كل الاعتزاز، وبما كسبت خلالها من خبرات جديدة في النشر الإلكتروني، بتفهم وإسناد زميلات وزملاء شباب، في مقدمتهم سمر عبد الملك، نائبة رئيس تحرير «إيلاف» الآن.

خلال تجربة ذات تميّز بكل معنى الكلمة، أسند إليّ الأستاذ العمير صيف 2005 مهمة الإشراف على وضع تصميم لإطلاق «إيلاف ديجيتال»، في تصور سابق لزمانه أيضاً، بهدف إعطاء الصحيفة الإنترنتية إمكانية تصفحها أونلاين كما لو أنها ورقية.

إلى جانب عدد من الزملاء والزميلات التقنيين في الدار البيضاء تم إنجاز ذلك الحلم فرأى النور في البحرين، وكتبت عن ذلك في مايو 2016 مقالاً تضمن ما يلي: (يوما الأحد والإثنين، السادس والسابع عشر من يوليو عام 2006، تجمّع في المنامة جمعٌ من الأسرة الإيلافية لإطلاق نسختها الرقمية.

في حفل الافتتاح بفندق موفنبيك، تقدم عثمان العمير فريق التحرير ومسؤولي الإدارة للترحيب بضيوفهم من كبار القوم بمملكة البحرين، وقد تقدمهم الدكتور محمد بن عبد الغفار، وزير الإعلام (آنذاك) ووزير الدولة للشؤون الخارجية، ونبيل الحمر، المستشار الاعلامي لعاهل البحرين ووزير الاعلام السابق، ومحمد المطوع، الوزير الاسبق ومستشار رئيس الوزراء للشؤون الثقافية والاعلامية، وعدد من رؤساء تحرير الصحف المحلية.).

يبقى أن أختم تدوينتي هذه ببطاقة معايدة لكل الزميلات والزملاء في «إيلاف» الرائدة، المتجددة دائماً: عيد ميلاد سعيد.