ايلاف من لندن: شدد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الاحد على عدم تخلي بلاده عن القضية الفلسطينة، داعيا الى حوار بين ابنائها يحقق وحدتهم، فيما تسلم الرئيس برهم صالح رسالة خطية من نظيره الفلسطيني محمود عباس بينما حذر وزير الخارجية فؤاد حسين من خطورة استثمار نصر غزة لاضعاف السلطة الفلسطينة مؤكدا انها تمثل الشرعية الدولية.

وبحث الكاظمي مع وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي والوفد المرافق له تعزيز العلاقات بين البلدين وتداعيات الهجمات الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني التي تسببت بسقوط العديد من الضحايا الأبرياء بين شهيد وجريح واحداث دمار بالبنى التحتية والمنشآت المدنية كما قال بيان صحافي للمكتب الاعلامي لرئاسة الحكومة العراقية تابعته "ايلاف".

وشدد الكاظمي على ان العراق لن يتخلى عن القضية الفلسطينية وموقفه المبدئي والثابت منها.. وقال "ان فلسطين التي تسكن الوجدان العراقي تحظى بالدعم الشعبي والسياسي والرسمي و لن ترى من العراق سوى الاسناد والدعم المباشر وعبر المواقف والإتصالات الاقليمية والدولية".

واكد رئيس الوزراء العراقي اهمية تشجيع الحوار ووحدة الموقف الفلسطيني ودعم العراق لمثل هذا التوجه كما حمّل الوزير المالكي تحياته الى الرئيس الفلسطيني وباقي اعضاء القيادة الفلسطينية.

من جانبه نقل المالكي تقدير رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الى الكاظمي، وتقديره لموقف العراق الاخوي الداعم لفلسطين ومساندته الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الاسرائيلي. واشار الى ان قوة العراق المتصاعدة ودوره الاقليمي والدولي هي بمثابة قوة للموقف الفلسطيني.

رسالة الى الرئيس العراقي من نظيره الفلسطيني
ومن جهته تسلم الرئيس العراقي برهم صالح، اليوم في قصر السلام ببغداد رسالة من نظيره الفلسطيني محمود عباس سلمها له وزير الخارجية الفلسطيني الزائر رياض المالكي معبرا فيها عن تقديره للموقف العراقي الرسمي والشعبي إزاء الأحداث التي شهدتها القدس والأراضي الفلسطينية خلال الأيام الماضية مشيداً بموقف العراق الثابت بشأن حقوق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.

وتم خلال الاجتماع بحث الأوضاع في القدس والأراضي الفلسطينية، وما تعرض له الشعب الفلسطيني من تجاوزات واعتداءات غير إنسانية في القدس وقطاع غزة، إلى جانب بحث العلاقات الأخوية والروابط المشتركة بين العراق وفلسطين، وضرورة العمل على تطويرها والارتقاء بها، بما يخدم تطلعات الشعبين الشقيقين كما قال بيان رئاسي عراقي تابعته "ايلاف".

وجدد الرئيس صالح موقف العراق بشأن محورية القضية الفلسطينية، والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق في تحقيق تطلّعاته ونيل كامل حقوقه المشروعة، مؤكداً أهمية التضامن والتنسيق والعمل الفاعل على المستويات كافة، لإنهاء هذه المعاناة وحماية حقوق الشعب الفلسطيني ومنع الاعتداءات التي يتعرض لها.

من جانبه عبّر الوزير المالكي عن الامتنان لموقف العراق الرسمي والشعبي وتمسك العراق بضرورة نيل الشعب الفلسطيني كامل حقوقه المشروعة ووقف الاعتداءات التي يتعرض لها.

تنسيق المواقف
ومن جانبه أشار وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي فؤاد حسين في بغداد اليوم وتابعته "ايلاف" الى ان العدوان الاسرائيلي الاخير على غزة قد أودى بحياة أكثر من 240 فلسطينياً بريئاً بينهم 70 طفلاً.. وقال "جئنا إلى بغداد لتنسيق المواقف المقبلة فنحن نستمد رباطة الجأش من الشعب العراقي فهو وفي لفلسطين وداعم لها.

واضاف ان اجتماع اللجنة المشتركة العراقية الفلسطينية سيعقد بمدينة رام اللة في فلسطين .. منوها بالقول إنه "شرف كبير لنا أن نستقبل ضيوفاً عراقيين في فلسطين". واعتبر ان معركة القدس هي أم المعارك والمسجد الاقصى يستباح يومياً من قبل الاحتلال الاسرائيلي والمعركة القادمة هي لإنهاء هذا الاحتلال.

وقال المالكي الذي وصل الى بغداد في وقت سابق اليوم حاملا رسالة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى القادة العراقيين انه ناقش مع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي اليوم قضايا تفصيلة "وعرض علينا الكثيرمن القضايا التي يجب ان ناخذها باهتمام كبير وشعرنا بود واهتمام ودعم واسناد ورعاية طالما نحن بحاجة اليها .. وعبر عن ارتياحه قائلا "سعيد لما سمعته ورأيته في بغداد من القيادة والشعب العراقي وسأنقل ذلك لقياداتنا ولشعبنا الفسلطينية وبان العراق ذاهب ومستعد للدعم".

تحذير من استثمار نصرغزة لاضعاف السلطة الفلسطينية
ومن جانبه أكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين على ضرورة استثمار الانتصار في غزة وتفعيله سياسياً محذرا من خطر استخدامه لاضعاف السلطة الفلسطينية التي تمثل الشرعية الدولية.

وقال خلال المؤتمر الصحافي انه اكد ونظيره الفلسطيني على وحدة الصف الفلسطيني والحاجة إلى حوار وصريح بين الفلسطينيين أنفسهم.. مضيفا أنه من الضروري توحيد الصف وتقوية السلطة الفلسطينية .. منوها الى أنه من الخطر استثمار الانتصار في غزة لإضعاف هذه السلطة التي تمثل الشرعية الدولية.

وشدد على دعم العراق للسلطة الفلسطينية وتقديم كل الدعم للشقاء الفلسطينيين منوها الى انه قرر ونظيره الفلسطيني ان يكون الاجتماع المقبل للجنة المشتركة بين البلدين في الأشهر المقبلة في رام الله.

وكان السفير الفلسطيني في العراق احمد عقل قال امس ان المالكي يزور العراق بصفته مبعوث الرئيس الفلسطيني حيث سيلتقي الرؤساء العراقيين الثلاثة للبلاد ولحكومتها ولبرلمانها. واشار الى ان الزيارة تهدف إلى تفعيل العمل السياسي العراقي الفلسطيني وتوقيع اتفاقية (التنسيق المشترك) لمواجهة استحقاقات المرحلة المقبلة في مواجهة العدوان الاسرائيلي .

يشار الى ان العشرات من الشبان العراقيين الناشطين قد توجهوا في العشرين من الشهر الحالي نحو الحدود الاردنية ومنها الى حدود فلسطين تضامنا مع شعبها ومازالوا مرابطين هناك قادمين من محافظة ذي قار العراقية الجنوبية.

وكانت حشود من العراقيون قد نظمت الاسبوع الماضي وقفات تضامنية مليونية في العاصمة بغداد وبقية المحافظات دعما ونصرة الشعب الفلسطيني الذي تعرض لهجمة اسرائيلية وحشية رفعوا خلالها يافطات دعم للفلسطينيين وأعلام العراق وفلسطين وأحرقوا الاعلام الاسرائيلية والاميركية.