ايلاف من لندن: اتهم رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الثلاثاء جهات قال انها حاولت جر العراق الى المجهول في اشارة الى المليشيات التي تحدت قرار السلطات باعتقال قيادي في الحشد الشعبي بتهم ارهاب وفساد وقامت باستعراض للقوة لاطلاق سراحه كما شكا من قلة الدعم السياسي لحكومته في مواجهة الفساد وتحقيق الاصلاح.

وقال الكاظمي في كلمة لدى ترؤسه الاجتماع الاسبوعي لحكومته اليوم وتابعتها"ايلاف" لقد "مرت سنة صعبة على عمر الحكومة تخللتها العديد من التحديات استطعنا عبور بعضها ونعمل جاهدين على تجاوز التحديات الاخرى" حيث كانت قد تشكلت في السابع من ايار مايو عام 2020.

واضاف الكاظمي "شهد الاسبوع الماضي احداثا تم التعامل معها بحكمة حيث كان هناك من حاول ان يجرنا الى المجهول لكننا انطلقنا من مبدأ الحفاظ على المصلحة العليا للبلاد والحرص على جميع ابناء شعبنا ثبتنا منطق الدولة واليات انفاذ القانون وفق الاسس الدستورية" في اشارة الى دخول مليشيات عراقية مسلحة الاربعاء الماضي الى المنطقة الخضراء وسط العاصمة التي تضم مقار الرئاسات والسفارات الاجنبية والبعثات الاممية والاوروبية للمطالبة باطلاق قيادي في الحشد الشعبي اعتقل بتهم ارهاب وفساد.

ودعا الوزارات الى متابعة تنفيذ القرارات والتوجيهات التي تقوم باصدارها ومراقبة من يعرقلها والنزول الى الدوائر التابعة لها لمتابعة عملها . وشدد بالقول "يجب العمل بكل جدية لتذليل العقبات امام المشاريع والبحث الدائم عن الحلول ليتم التاسيس الى وضع صحيح للبلد".

واكد رئيس الوزراء العراقي ان حكومته قد امتلكت الارادة في اتخاذ القرارات وامتلكت الجرأة والعزم في الاصلاح ومكافحة الفساد على الرغم من قلة الدعم السياسي لها وايضا قلة الادوات الفاعلة في الوزارات التي يجب ان يكون هناك عمل لتطويرها".

وكان الكاظمي قد اعتبر الاربعاء الماضي دخول مليشيات تنتمي الى الحشد الى المنطقة الخضراء واستعراضها للقوة انتهاكا خطيرا ليس فقط للنظام والقانون بل وللدستور العراقي.

وقال خلال اجتماع للمجلس الوزاري للامن الوطني خصص لبحث المستجدات الامنية ان "هناك من يحاول خلق أزمات أمنية وسياسية لغرض التنافس الانتخابي او عرقلة الانتخابات ولو كانت لدى هذه الحكومة طموحات سياسية لعملت كما عملت الحكومات السابقة على تشكيل كتلة سياسية خاصة بها والدخول الى الانتخابات ولكن لم نفعل ذلك، مع أن كل الفرص كانت متاحة لنا، وتمسكنا بهدفنا في تنقية الاجواء الانتخابية وتجنيب العراق المزيد من الازمات".

وشدد على ان حكومته الحالية "ليست حكومة انتقامية كما إنها ليست حكومة تصفيات سياسية، وإنما حكومة عملت لخدمة العراق وشعبه".

يشار الى ان وزير الدفاع العراقي جمعة عناد قد وجه بدوره السبت الماضي تهديدات حاسمة الى المليشيات بمواجهة مسلحة اذا كررت تحديها للدولة وقامت باستعراض للقوة كذلك الذي قامت به الاسبوع الماضي على خلفية اعتقال آمر لواء الطفوف قائد عمليات الحشد في محافظة الانبار قاسم مصلح بتهمة قتل ناشطين وعمليات فساد والضلوع بهجمات على قاعدة عين الأسد الجوية العراقية التي تستضيف قوات أميركية ودولية أخرى مطالبة باطلاقه.

وحذر الوزير من "تكرار المشهد" الذي ظهرت عليه مليشيا الحشد لدى اعتقال مصلح قائلا "كيف لـ 40 عجلة غير مدرعة تحمل مجاميع من الأفراد أن تقف أمام جيش يمتلك من القدرات ما تؤهله لمحاربة دولة".

ونفى بشدة اطلاق سراح مصلح مؤكدا انه ما زال لدى قيادة القوات المشتركة وتم تشكيل لجنة من استخبارات الجيش والداخلية وأمن الحشد ليتم التحقيق معه .

وشدد وزير الدفاع على رفض استخدام ثقافة لي الأذرع خاصة وأن الفصائل المسلحة لا تستطيع إخافة دولة أو جيش".. مؤكدا عدم السماح بتكرار ذلك "مهما كان الثمن".

وحذر من سعي جهات لإشعال فتيل حرب اهلية في البلاد في اشارة الى المليشيات وقال إن "القائد العام للقوات المسلحة دائما ما يشدد على ضرورة الاحتواء وعدم إراقة الدماء والبعض يفسر سكوت الدولة خوفاً إلا أن تغليب مصلحة البلد هي الأولى". وأضاف أن "هناك جهات تسعى إلى أن تفجير فتنة في البلد وتراقب عن بعد وتصب الوقود لتشتعل نيران الحرب الأهلية".