"إيلاف" من لندن: أعلنت بريطانيا عن تمويل جديد لعمليات مكافحة التهديد المتزايد للإرهاب في غرب أفريقيا، كما عبرت عن القلق إزاء أعمال العنف الأخيرة في شمال شرق سورية والوضع الأمني الهش في العراق.

وخلال اجتماع التحالف الدولي ضد (داعش) في روما، يوم الإثنين، أعلن وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب المساهمة بمبلغ 12.6 مليون جنيه إسترليني لدعم جهود مكافحة جماعة تنشط في حوض بحيرة تشاد، والتي تغطي شمال شرق نيجيريا، والكاميرون، والنيجر وتشاد. وستُستخدم هذه الأموال أيضا لدعم العمليات العسكرية التي تتولاها قيادات المنطقة ضد داعش، وتأسيس مشاريع لتشجيع المسلحين على التخلّي عن هذه الجماعة الإرهابية.
وأجتمع وزراء خارجية أكثر من 45 دولة للبحث في تعميق التعاون بينها لمكافحة داعش والجماعات الإرهابية التابعة له، بما في ذلك التهديدات الناشئة في جميع أنحاء القارة الأفريقية.

وجها لوجه
واجتماع اليوم (الاثنين) في روما هو الأول الذي يلتقي فيه وزراء خارجية التحالف الدولي شخصياً منذ نوفمبر 2019، ويشارك في استضافته كلٌ من وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.
وفي الاجتماع، سلطت المملكة المتحدة الضوء على قلقها بشأن الوضع الأمني الهش في العراق، والعنف في مخيمات النزوح ومراكز الاعتقال في شمال شرق سورية.

وحث دومينيك راب الشركاء في التحالف الدولي على العمل معاً للتصدي لهذا التهديد الداهم، واستهداف دوافع الإرهاب الأطول أمداً في كل من الشرق الأوسط ومناطق من أفريقيا حيث تتزايد الهجمات التي تشنها الجماعات المرتبطة بداعش.

وستمول المملكة المتحدة برنامجاً جديداً لصندوق معالجة الصراع وإحلال الأمن والاستقرار لمنطقة حوض بحيرة تشاد في غرب أفريقيا، حيث نفّذ فرع داعش المعروف باسم الدولة الإسلامية في غرب إفريقيا أعمال عنف كبيرة.
ومن شأن هذا التمويل أن يعزّز الجهود العسكرية في المنطقة لمكافحة داعش والجماعات الأخرى، فضلاً عن الجهود المبذولة للتسريح الآمن لصغار المقاتلين ممّن يشتبه في انتمائهم للجماعات الإرهابية.

داعش يتمدد
وقال وزير الخارجية دومينيك راب: بعد عامين من هزيمة تنظيم داعش ودحر أعضائه عن الأراضي في العراق وسورية، لم يختفِ تهديد التنظيم وأيديولوجيته البغيضة. وإنه لمما يبعث على القلق أن تنظيم داعش مستمرٌ بالتمدّد في أفريقيا، ولهذا السبب يجب علينا العمل مع شركائنا في التحالف الدولي للتصدي لدعايته المُغرضة السامة على كل صعيد.

وأضاف راب: إننا نقف جنباً إلى جنب مع شركائنا الأفارقة لمواجهة التهديد المتنامي من الجماعات المرتبطة بداعش في جميع أنحاء أفريقيا، ولا سيما في حوض بحيرة تشاد.

يشار إلى أنه صدر عن داعش مؤخراً خطابٌ جديد على لسان المتحدث باسم التنظيم، وهو الأول منذ أكتوبر 2020. فقد هنأ المتحدث التنظيمات التابعة له على هجماتها، بما في ذلك تلك التي نُفِّذت في غرب أفريقيا. كما درج تنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا، في نيجيريا وحوض بحيرة تشاد، على بثِّ دعاية مُغرضة يباهى فيها بالعنف المروع ضد الأهداف المدنية والعسكرية. وسيساعد التمويل المعلن اليوم في مواجهة مثل هذه الدعاية.