ايلاف من لندن: مع انطلاق الحملة الدعائية للانتخابات العراقية فقد كشف مركزعراقي مختص بالاعلام الامني السبت عن رصده عشرات الصفحات الممولة على فيسبوك تسعى للترويج لحزب او سياسي معين او مهاجمة احزاب وخصوم سياسيين آخرين.
وأشار مركز الاعلام الامني في تقرير تابعته "ايلاف" الى ظهور عشرات الصفحات على منصة فيسبوك وهي تزعم وتقدم نفسها على انها وكالات اخبارية متخصصة في نشر اخبار تتعلق بالاحداث العراقية.
واضاف ان فريقه رصد انشاء وتفعيل عشرات الصفحات السياسية الممولة التي تظهر امام المستخدم خلال تصفحه فيسبوك والتي لا تتضمن رقم هاتف وليس لديها موقع الكتروني او معلومات رقمية على الشبكة العنكبوتية تُثبت تاريخ الوكالة ونتاجها الاعلامي .
واوضح ان "وجود التمويل في عدد من هذه الصفحات التي تزعم انها وكالات اخبارية وعدم وجود ما يؤيد ذلك فضلا عن توجهها للتسويق او مهاجمة سياسي او حزب ما دليل بانها وكالات غير حقيقية وواجهات لسياسيين واحزاب مشتركة في الانتخابات وهي تسعى للترويج بصورة مباشرة او غير مباشرة لحزب او سياسي معين او قد تستخدم لمهاجمة وانتقاد احزاب اخرى وخصوم سياسيين".
وأكد المركز على ان هذه الصفحات هي واجهات لجيوش الكترونية نشطت قبل الانتخابات المقررة في العاشر من تشرين الاول اكتوبر المقبل من اجل تحقيق اهداف مؤقتة تتعلق بالترويج السياسي او تسقيط الاخرين .. متوقعا انها ستبقى بعد الانتخابات ايضا لحين اعلان النتائج ثم تختفي مع من يديرها .
دعوة لمنع تضليل الناخب العراقي
ودعا المركز شركة غوغل ومواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر" الى إلغاء الاعلانات السياسية قبل الانتخابات العراقية.
وقال إن "على شركة غوغل ومواقع التواصل الاجتماعي التي لديها جمهور كبير في العراق وخصوصا فيسبوك وانستغرام وتويتر وسناب شات القيام بخطوتين مهمتين من اجل منع تضليل الناخب والمساهمة في نجاح الانتخابات العراقية".
واشار الى ان الخطوة الاولى تتضمن ايقاف ميزة الاعلانات السياسية على مواقع التواصل الاجتماعي قبل شهر من الانتخابات "اي في العاشر من ألول سبتمبر المقبل" من اجل عدم استغلال الفضاء الافتراضي والمنصات الرقمية لتسقيط الاخرين وتضليل المستخدم الناخب بمنشورات كاذبة.
وشدد المركز على ضرورة "ايقاف الاعلانات السياسية من قبل فيسبوك خصوصا وليس الاعتماد على منح المستخدم خيار إيقاف الإعلانات السياسية عند ظهورها أو حظرها باستخدام الإعدادات لانه لايمكن لكل مستخدم في العراق القيام بذلك".. مبينا انه من الافضل هو منعها للفترة المذكورة. ونوه المركز الى أن "الخطوة الثانية تتجسد في زيادة الفرق البشرية التي تراقب محتوى الاخبار ومضمونها في العراق في الفترة التي تسبق الانتخابات من اجل ازالة المنشورات وايضا الصفحات التي تقف خلفها المخالفة للمعايير المتعلقة بالاخبار السياسية والانتخابات".
واوضح المركز أن "العديد من الشركات ومواقع التواصل قد اوقفت الاعلانات السياسية على منصاتها قبل الانتخابات الاميركية أواخر العام الماضي وبعدها ايضا من اجل ضمان الشفافية وعدم التلاعب واستغلال القوى السياسية التي تمتلك المال للاعلان السياسي او التشويش على نتائج الانتخابات".
1700 حساب وهمي
ووفي وقت سابق قال المركز انه رصد نشاط مستمر لصفحات باسماء عامة نشرت معلومات مزيفة او خادعة تم نفيها لاحقا من قبل مصادر رسمية في العراق او جهات تحقيق مستقلة مثل (التقنية من اجل السلام) إلا ان فيسبوك لم يتخذ أي اجراء بحق هذه الصفحات او الحسابات حتى ولو كان تنبيهاً على المنشور باحتواءه على معلومات مضللة كما تفعل في بعض الدول .
ونبه المركز الى خطورة قيام فيسبوك بالسماح لمثل هذه السلوكيات مع اقتراب الانتخابات البرلمانية المبكرة في العراق داعياً الجهات الرقابية على نزاهة الانتخابات بالتصرف وعلى نحو يضمن حماية الناخب العراقي من المعلومات المزيفة او المضللة التي تبث وتؤثر في سير العملية الانتخابية .
وأشار المركز الى تحقيق نشرته صحيفة الغارديان البريطانية اظهر الانتهاكات الجسيمة لشركة فيسبوك في البلدان الفقيرة والصغيرة مقابل إعطائها الأولوية لمعالجة الانتهاكات التي تجذب انتباه وسائل الإعلام أو تؤثر على الدول الغنية الأخرى إذ تصرفت الشركة بسرعة لمعالجة التلاعب السياسي الذي يؤثر على دول مثل الولايات المتحدة وتايوان وكوريا الجنوبية وبولندا بينما كانت تتحرك ببطء أو لا تتحرك على الإطلاق في حالات في أفغانستان والعراق ومنغوليا والمكسيك ومعظم دول أميركا اللاتينية وفقاً لوثائق داخلية من فيسبوك .
ووفقاً للتقرير فإن فيسبوك لم تتخذ اجراء فوري بعد اكتشاف وجود 1700 حساب وهمي تعمل على دعم شخصية سياسية او حزب سياسي بعينه في العراق ابان تظاهرات تشرين الاول أكتوبر 2019 كما انها وجدت شبكتين على المنصة تمارسان التلاعب السياسي لكن فيسبوك لم تقم بحذفهما .
يشار الى ان المفوضية العراقية العليا للانتخابات قد صادقت الاسبوع الماضي على قوائم المرشحين للانتخابات حيث بلغ عددهم 3244 مرشحاً بينهم 890 مرأة ينتمون إلى 276 حزباً و44 تحالفاً سيتنافسون لشغل 329 مقعداً برلمانيا.
ويحق لـ24 مليون عراقي من بين عدد سكان العراق البالغ 40 مليونا التصويت في الانتخابات لانتخاب 329 نائبا في البرلمان العراقي لدورته الجديدة.
التعليقات