إيلاف من دبي: سلّطت الضربات الجوية الإسرائيلية التي وقعت مساء الأربعاء، مستهدفة مواقع جديدة لميليشيا حزب الله اللبناني، في محافظة حمص القابعة وسط سوريا وأجزاء أخرى من ريفها، الضوء على سلسلة الاستهدفات الأخيرة التي طالت الميليشيا خلال الـ 6 أشهر الماضية، أي منذ بدء العام الحالي تقريباً، وكذلك الضوء على العلاقة بين الأطراف على الأرض.
فقد نفّذت إسرائيل منذ مطلع العام الجاري وحتى اليوم أكثر من 14 استهدافاً، سواء عبر ضربات صاروخية أو جوية، أسفرت عن إصابة وتدمير نحو 41 هدفا ما بين مبان، ومستودعات للأسلحة والذخائر، ومقرات، ومراكز وآليات، ولاقت هذه الاستهدافات صمتاً روسياً أو تجاهلاً في أحسن الأحوال، وفقًا لـ "العربية.نت".
ولعل الضربات الأخيرة، هي الثانية خلال أسبوع فقط، إذ قتل الاثنين الماضي، 5 مقاتلين موالين لإيران على الأقلّ في قصف إسرائيلي طال مواقع يتمركزون فيها بمحافظة حلب شمال سوريا.
كما تسببت تلك الضربات منذ 6 أشهر، بمقتل ما يقارب 104 أشخاص، وتوزعت على نحو 7 استهدافات لدمشق وريفها، و3 استهدافات للقنيطرة واستهدافين لحماة، وواحد لكل من دير الزور، والسويداء، واللاذقية، وحمص، وحلب.
كذلك جرى أيضاً استهداف عدة مناطق في يوم واحد، وذلك وفقاً لما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وعادة ما يتركز القصف الإسرائيلي على مواقع الميليشيا الإيرانية فحسب، وينتج عنه تدمير مواقع ومستودعات للأسلحة والصواريخ والذخائر.
ووفق المرصد، فإن هذا القصف يأتي بضوء أخضر روسي، فموسكو لا تعترض على استهداف إسرائيل لمواقع ميليشيات طهران في سوريا، بل تعتبر الضربات عاملاً هاماً من أجل تحجيم دور إيران في البلاد، حيث إن اختلاف الاستراتيجيات بين موسكو وطهران خلق تنافساً بات واضحاً لكل الأطراف رغم إنكارهما.
ولعل الأهداف الاقتصادية لكل طرف والمختلفة عن الآخر، والصمت الروسي حيال الهجمات الإسرائيلية على سوريا، ومحاولة بعض الجماعات المسلّحة الموالية لطهران التواجد في محافظة اللاذقية هو ما فجر نوعاً من المواجهة بينهما، كانت ظهرت مجدداً خلال الآونة الأخيرة، خصوصاً حول عمليات التجنيد في بعض المناطق.
كما أن كليهما يستخدمان جماعاتٍ محلّية لتحقيق مثل أهدافهما وإرغام بعضهما بعضا على تقديم بعض التنازلات في نهاية المطاف.
أما إسرائيل، فنادراً ما تؤكّد تنفيذ ضربات في سوريا، إلا أن الجيش ذكر في تقريره السنوي أنّه قصف خلال العام 2020 حوالي 50 هدفاً في سوريا، من دون أن يقدّم تفاصيل عنها.
إلا أنها تكرر دائماً أنّها ستواصل تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا.
يشار إلى أنه ووفق المعلومات الأخيرة، فقد طالت الضربات الإسرائيلية ليل أمس الأربعاء، مواقع عسكرية تابعة للميليشيا، وتحديداً في منطقة مطار الضبعة العسكري، والقصير بريف حمص الغربي، ونقاط أخرى للميليشيا ذاتها بالقطاع الشرقي من الريف الحمصي، وذلك بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتمكنت من تدمير مستودعات للأسلحة والذخائر، وسط معلومات مؤكدة عن سقوط قتلى وجرحى في القصف الذي جرى من الأجواء اللبنانية.
إلى ذلك، وبينما دوت انفجارات عنيفة في محيط حمص، أعلن النظام السوري أن دفاعاته تصدّت لما سمّاها أهدافاً معادية، فجر الخميس.
التعليقات