إيلاف من دبي: أفادت حركة طالبان بأن العلاقات مع دول الجوار ستشهد تطوراً كبيراً خصوصاً مع الصين وإيران وروسيا، كما أبدت استعدادها للمفاوضات مع تركيا بشأن وجود قواتها في أفغانستان، وسط تأكيدات من قبل المتحدث باسم الحركة بأن أفرادها فرضوا سيطرتهم على معظم مناطق البلاد.

ونسب موقع لـ"الشرق" إلى المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد قوله إن "ما نشرته بعض الصحف بشأن وجود الحشد الشيعي في أفغانستان، تم نفيه من قبل السلطات الإيرانية وغيرها من المصادر المعتبرة، ونظن أنها محاولة للوقيعة مع طهران، لكن مع ذلك فإننا لن نسمح بوجود عسكري أو تدخل غير مشروع من قبل أية دولة".

وعن العلاقات مع الصين، أكد مجاهد، أن الحركة "تريد علاقات جيدة مع الصين وغيرها من الدول، والصين من الناحية الاقتصادية جارة مهمة بالنسبة لنا، وفي المستقبل سنشهد تطوراً كبيراً مع بكين في المجال التجاري والاقتصادي، إننا نريد علاقات جيدة وقوية".

الاتفاق مع واشنطن

بحسب "الشرق"، قال المتحدث باسم طالبان، إن "الاتفاقية الموقعة بيننا وبين الأميركيين العام الماضي أوردت أن طالبان لن تسمح لتنظيم القاعدة ولا أي أحد آخر أن يستخدم أرض أفغانستان ضد أمن أميركا وحلفائها"، مؤكداً عدم وجود أفراد من القاعدة داخل الحركة.

وأوضح: "لا يوجد أحد من أعضاء القاعدة في المناطق التي تحت سيطرتنا؛ لأنه بعد المعارك الشديدة والوجود العسكري والاستخباراتي للأميركيين في أفغانستان، كان بقاء أعضاء التنظيم في البلاد صعباً ومحفوفاً بالمخاطر، وعليه فلا توجد علاقات بيننا الآن".

وفي سؤاله عن تجهز الولايات المتحدة للقاعدة العسكرية في قطر لتكون منطلق عمليات في المستقبل، أجاب ذبيح الله مجاهد: "ما تفعله واشنطن خارج أرض أفغانستان لا علاقة لنا به"، موضحاً أن "اتفاقية الدوحة نصت على ألا يكون للولايات المتحدة وجود عسكري في أفغانستان بعد مايو 2021".

مسار محادثات السلام

وبشأن محادثات السلام القائمة منذ سبتمر الماضي بين طالبان والحكومة الأفغانية في الدوحة، رجح المتحدث باسم طالبان حل الأزمات عن "طريق التفاوض والحوار"، مشيراً إلى "إجراء الحركة جلسات وحوارات عديدة وجيدة من الجهات الأفغانية".

وأضاف: "نريد حل ما تبقى من عقبات في طريق الحوار، لكن الطرف المقابل (الحكومة) إن لم يول اهتماماً لعملية التفاوض أو حاول عرقلتها كما في السابق، سيكون الحل العسكري للقضية اضطرار شعبنا وانتخابه الأخير".

وكانت جولة المحادثات الأخيرة بين الحكومة الأفغانيّة وطالبان انتهت الأسبوع الماضي، من دون تحقيق تقدّم ملموس، رغم إعلان طالبان أنها "تؤيّد الحل السياسي للنزاع بشدّة"، وفقًا لـ "الشرق".

تركيا ومطار كابول

وفي سؤاله عن سبب رفض طالبان تسلم تركيا شؤون مطار العاصمة كابول، قال المتحدث باسم الحركة، إنهم يريدون علاقات جيدة مع أنقرة، "لكننا نخالف بشدة وجود قوات عسكرية تركية في بلادنا، لأن هذا يعتبر تدخلاً في شؤوننا الداخلية".

وأضاف: "أنقرة لا تسمح لنا بإرسال قواتنا إليها لتأمين أحد مطاراتها، لأن هذا الصنيع تدخل في الشئون الداخلية للدول الأخرى وخطير للغاية، لكن رغم ذلك فإننا مستعدون للتفاوض مع تركيا، وعليها أن تدرك قلقنا، وتفاوضنا لتسوية المعضلة وحلها".

وكانت تركيا تتفاوض مع الولايات المتحدة لضمان أمن وإدارة مطار حامد كرزاي الدولي، حيث تزداد المخاوف من سقوط المطار في أيدي طالبان منذ إطلاق الحركة هجوماً ضد الجيش الأفغاني.

وتقود طالبان هجوماً شاملاً ضد القوات الأفغانية منذ مايو الماضي فيما بدأت القوات الدولية عملية خروجها النهائي من البلاد، المقررة بنهاية أغسطس.

وأكد مجاهد سيطرة حركة طالبان على أكثرية مناطق أفغانستان، لافتاً إلى أن الحركة تحدثت مع "دول الجوار بشأن المعابر، وسيتم بشكل عاجل السيطرة على الأوضاع وتنظيمها بأحسن شكل، ولن تقع أية مشكلة".

روسيا ودول الجوار

ورداً على إعلان روسيا التدخل عسكرياً إذا دخل مقاتلون أفغان حدود طاجيكستان وأوزباكستان، قال المتحدث: "لا يوجد أي خطر أو تهديد من أرض أفغانستان لأية دولة جارة، ولن تدخل قوات طالبان إلى أراضيها أبداً، لأننا نعترف باستقلالية أراضيهم ونلتزم بالعهود معهم ونطبقها"، بحسب ما أورد موقع "الشرق".

وتابع: "نوجه رسالة للجميع بأنه لا ينبغي لروسيا ولا لأية دولة أخرى أن تقلق تجاهنا، وسنثبت ذلك عملياً"، موضحاً أن طالبان تفاهمت مع دول عديدة منها طاجيكستان وأوزبكستان وتركمنستان.

تصريح الحركة يأتي بعد ساعات من إعلان روسيا مشاركتها، والتي تحتفظ بقاعدة عسكرية في طاجيكستان، مطلع الشهر المقبل في مناورة عسكرية مشتركة مع طاجيكستان وأوزبكستان المحاذية بدورها لأفغانستان.