واشنطن: أعرب نائبان أفغانيان الجمعة عن قلقهما إزاء استنزاف سلاح الجو الأفغاني في مواجهة هجوم طالبان، مطالبين الولايات المتحدة بتقديم مساعدات عسكرية قبل سحب كامل قواتها من أفغانستان.

وخلال محادثات أجريت هذا الأسبوع عبر الفيديو مع الكونغرس الأميركي، قال وفد أفغاني إنه طالب بتحرّك عاجل على صعيد صيانة الطائرات الحربية وتزويد القوات الأفغانية بالذخائر في وقت يتهيّأ الرئيس الأميركي جو بايدن للإعلان بنهاية الشهر المقبل عن انتهاء أطول حرب خاضتها بلاده.

وقال النائب الأفغاني البارز حاجي أجمل رحماني إن "الوضع الأمني يشهد تدهورا كبيرا"، في إشارة إلى الهجوم الذي تشنّه طالبان.

واوضح رحماني أن ثلث الأسطول المؤلف من 150 طائرة متوقف لحاجته إلى الصيانة.

واورد إن الذخائر الموجهة بواسطة الليزر لدى القوات الأفغانية قد نفدت لأن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لم يتركا أي مخزون خلال عملية سحب التجهيزات الجوية.

الذخائر الموجّهة بالليزر

ولفت الى أن الذخائر الموجّهة بالليزر ضرورية لتحديد الأهداف وتقليص الخسائر البشرية.

وقال خلال طاولة مستديرة مع رابطة مراسلي وزارة الخارجية الأميركية إن ما ورد من معلومات يفيد بأن "الأمر سيستغرق مزيدا من الوقت لأنه يتطلّب التقدم بطلبيات وإن الانتاج والشحن إلى أفغانستان سيتطلبان وقتا".

وتابع "هم يتحدّثون عن نحو عام، ربما أكثر أو أقل، لوصول (هذه الذخائر) إلى أفغانستان"، مشددا على أن القوات الأفغانية "بحاجة ماسة إليها في هذا الظرف الحرج".

وقال رئيس لجنة الدفاع البرلمانية الأفغانية مير حيدر أفضلي إن الطائرات متوقفة بسبب عدم توافر قطع الغيار والمخاوف المرتبطة بكوفيد-19 التي تحول دون قدوم تقنيين أميركيين وتقادم الأسطول.

وذكر بأن الولايات المتحدة لم تسلّم إلى الآن شحنة مروحيات "بلاك هوك" التي كانت قد تعهّدت بها والتي من شأنها تعزيز سلاح الجو.

واستثمرت الولايات المتحدة أكثر من ثمانية مليارات دولار في تطوير سلاح الجو الأفغاني الذي لم يكن له أي وجود عمليا إبان الغزو الأميركي للبلاد في العام 2001 لإطاحة طالبان من الحكم إثر هجمات 11 أيلول/سبتمبر.

والخميس أكد البنتاغون أن الولايات المتحدة قدّمت في الأيام الأخيرة إسنادا جويا للقوات الأفغانية في مواجهة طالبان، وسط مخاوف من تحقيق المتمردين انتصارات سريعة أو حتى سيطرتهم على البلاد بعد انسحاب القوات الأميركية في نهاية آب/أغسطس.

واعتبر بايدن أن الولايات المتحدة حقّقت كل ما يمكنها تحقيقه عسكريا خلال عقدين وقضت منذ زمن على ما يشكّله متطرّفو تنظيم القاعدة في أفغانستان من تهديد.