إيلاف من لندن: تزامنا مع محادثات لوفد من حركة طالبان في بكين، توقعت روسيا أن لا تقوم الصين بإرسال قوات إلى أفغانستان، بعد انسحاب الجيش الأميركي من هناك.

وقال زامير كابولوف الممثل الخاص للرئيس الروسي إلى أفغانستان ومدير إدارة آسيا الثانية بوزارة الخارجية الروسية، في رده على سؤال حول ما إذا كان يمكن للصين أن تحل محل الولايات المتحدة في أفغانستان، أضاف كابولوف الذي يشغل كذلك منصب: "لا أوافق على وجهة النظر هذه".

وشكك الدبلوماسي الروسي، باحتمال نشر الصين لقوة مسلحة تابعة لها داخل أراضي أفغانستان. وقال كابولوف: "في كافة الأحوال، لا يوجد أي أساس للحديث عن وجود مثل هذه النوايا من جانب حكومة الصين".

وتحدثت تقارير عالمية عن أن الصين تستعد لسدّ الفراغ الذي خلفته القوات الأميركية في أفغانستان، وذلك بعد مغادرة قوات الأخيرة من البلاد.

استراتيجيات

وتتبنى الصين مجموعة من الاستراتيجيات لتحلّ مكان الولايات المتحدة في أفغانستان، وأبرزها الجانب الاقتصادي، حيث تدرس السلطات في كابول تمديد الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، وهو مشروع اقتصادي ضخم يضم عددا من مشاريع البنى التحتية بقيمة 62 مليار دولار، ويهدف لإنشاء طريق بري يربط بين مدينة كاشغر في الصين وميناء كوادر الباكستاني، ويعد جزء من مبادرة "الحزام والطريق" الصينية.

وإذ ذاك، طمأن وفد رفيع من قادة طالبان خلال زيارته الصين أن الحركة لن تسمح باستخدام أفغانستان كقاعدة لشنّ هجمات تستهدف أمن دول أخرى، في وقت يثير التقدم الميداني للمتمردين أمام القوات الافغانية خشية دول مجاورة بينها الصين.

محادثات

وبدأ وفد من طالبان الثلاثاء الماضي زيارة الى الصين استمرت يومين، بينما تستمر الاشتباكات في أفغانستان في مناطق واسعة، بينها تلك الحدودية مع الصين.

يتقاسم البلدان حدوداً بطول 76 كيلومتراً، عبارة عن مرتفعات شاهقة لا تتخللها أي معابر حدودية. لكن الحدود التي تمتد بمحاذاة منطقة شينجيانغ ذات الاغلبية المسلمة، تشكّل مصدر قلق كبير لبكين التي تخشى أن يستخدم الانفصاليون الأويغور أفغانستان كنقطة انطلاق لشن هجمات.

كلام طالبان

وقال المتحدث باسم الحركة محمّد نعيم لوكالة فرانس برس في كابول، إن متمردي طالبان "أكدوا للصين أن الأراضي الأفغانية لن تُستخدم ضد أمن أي بلد كان". وتعهّد المسؤولون الصينيون بدورهم "بعدم التدخل في الشؤون الأفغانية، إنما على العكس المساعدة في حلّ المشاكل وإرساء السلام"، وفق نعيم.

وعقد الوفد المؤلف من تسعة أعضاء بقيادة المسؤول الثاني في حركة طالبان الملا عبد الغني بارادار "لقاءات منفصلة مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي ونائب وزير الخارجية والممثل الصيني الخاص لشؤون أفغانستان"، بحسب نعيم الذي لم يكشف عن مكان الاجتماعات.

وأكدت بكين من جهتها مضمون المحادثات التي ترأسها من الجانب الصيني وزير الخارجية وانغ يي.

لا تدخلات

يقول محللون إن الصين، التي تعلن تبنيها سياسة خارجية تقضي بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، تشعر بالقلق إزاء الأجندة الدينية المتشددة لمتمردي طالبان، لقربهم من منطقة شينجيانغ.

وتمنح الاجتماعات في الصين شرعية للحركة التي تتوق إلى اعتراف دولي -- وغطاء دبلوماسي محتمل في الأمم المتحدة-- لمواكبة توسّعها العسكري في أنحاء البلاد.

وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان للصحافيين في بكين "أشار وانغ يي إلى أن حركة طالبان الأفغانية قوة عسكرية وسياسية حاسمة في أفغانستان".

وأضاف "التزمت الصين طوال الوقت بعدم التدخل في شؤون أفغانستان الداخلية... فأفغانستان هي ملك الشعب الأفغاني"، بما يتناقض مع "فشل السياسة الأميركية تجاه أفغانستان". واعتبر أنه لدى الشعب الأفغاني اليوم "فرصة مهمة لتحقيق الاستقرار وتطوير بلده".