إيلاف من لندن: دعت المملكة المتحدة تدعو إلى مستوى أعلى من الطموح العالمي بعد استنتاج الأمم المتحدة بأن سرعة ارتفاع الحرارة تجاوزت التقديرات السابقة.
وجاء التحذير تزامنا مع تحذير تقرير صدر عن الأمم المتحدة يوم (9 أغسطس 2021) من أن حرارة الأرض قد ترتفع بمقدار 1.5 درجة خلال عقد أو عقدين ما لم نبادر إلى اتخاذ إجراءات فورية للحيلولة دون ارتفاعها.
ودعا رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ورئيس قمة العمل المناخي 26 ألوك شارما يدعوان إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لخفض الانبعاثات الكربونية في العالم

تعزيز الطموح

وحثت المملكة المتحدة دولاً أخرى على تعزيز مستوى طموحها تجاه معالجة تغير المناخ تمهيداً لمشاركتها في قمة العمل المناخي 26 في غلاسكو في نوفمبر
كما دعت إلى اتخاذ إجراءات عالمية عاجلة استجابةً لتقرير الأمم المتحدة حول التقييم العلمي لتغير المناخ، والذي يقول إن درجة حرارة كوكب الأرض قد ارتفعت أكثر مما كان متوقعاً في السابق.
وقالت الحكومة البريطانية إن التقرير الجديد الذي نشره الفريق الحكومي المعني بتغير المناخ يعتبر بمثابة تحذير صارخ من العلماء في جميع أنحاء العالم بأن الممارسات البشرية تُلحق الضرر بكوكب الأرض بمعدل ينذر بالخطر.
ويحذر التقرير من أن تغير المناخ آثاره ملموسة فعلا في كل منطقة من مناطق العالم، وأنه بدون اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من الاحترار العالمي، سوف تتفاقم موجات الحرارة، والأمطار الغزيرة والجفاف، وفقدان جليد المحيط المتجمد الشمالي والغطاء الثلجي والأراضي دائمة التجمد، بينما سوف تتقلص فعالية وسرعة آليات امتصاص واختزان ثاني أوكسيد الكربون من الغلاف الجوي.
ويسلط التقرير الضوء على أن البدء الفوري بخفض الانبعاثات العالمية، وصولاً بها إلى الصفر بحلول منتصف القرن، سيهيئ فرصة جيدة لحصر الاحترار العالمي دون 1.5 درجة مئوية على المدى الطويل، ويساعد في تجنب أسوأ الآثار الناجمة عن تغير المناخ.

تصريح جونسون

وقال رئيس الوزراء بوريس جونسون: تقرير اليوم ينذر بواقع مقلق، وقد بدا واضحاً أن العقد المقبل سيكون محورياً لتأمين مستقبل كوكبنا. نحن نعلم ما يجب القيام به للحدّ من ظاهرة الاحتباس الحراري – التوقف تماماً عن استخدام الفحم، والتحوّل إلى مصادر الطاقة النظيفة، وحماية الطبيعة، وتوفير تمويل المبادرات المناخية للبلدان التي تواجه خطر تغير المناخ بشكل مباشر.
وأضاف: المملكة المتحدة رائدة في هذا المجال، حيث نجحنا على مدى العقدين الأخيرين في تخليص اقتصادنا من الكربون بشكل أسرع من أي دولة أخرى في مجموعة العشرين.

وتابع جونسون: وإني آمل أن يكون تقرير الفريق الحكومي المعني بتغير المناخ اليوم بمثابة نداء لإيقاظ العالم حتى يبدأ الآن باتخاذ إجراءات قبل أن نلتقي في غلاسكو في نوفمبر لحضور قمة العمل المناخي 26 المهمة للغاية.
وقال: وفي الوقت الذي يشهد فيه العالم أحوال طقس شديدة، من حرائق الغابات في أمريكا الشمالية إلى الفيضانات في الصين وأنحاء أوروبا والهند وأجزاء من إفريقيا، وموجات الحر في سيبيريا، كان رئيس مؤتمر العمل المناخي 26 ألوك شارما يتفاوض مع حكومات وشركات لرفع مستوى الطموح المناخي العالمي، واتخاذ إجراءات فورية للمساعدة في خفض الانبعاثات العالمية إلى النصف في العقد المقبل، والوصول بالانبعاثات إلى الصفر بحلول منتصف القرن من أجل الحفاظ على هدف ألا يتجاوز الاحترار العالمي 1.5 درجة مئوية بموجب ما نص عليه اتفاق باريس.

ريادة بريطانيا

وأضاف رئيس الوزراء: والواقع أن ريادة المملكة المتحدة تتجلى في خطط واضحة لخفض انبعاثاتها بنسبة 68% بحلول عام 2030، و78% بحلول عام 2035، وهو ما سوف يؤدي إلى وصول الانبعاثات إلى الصفر بحلول عام 2050. واليوم، تتقيّد نسبة تزيد عن 70% من الاقتصاد العالمي بهدف الوصول بالانبعاثات إلى الصفر – بينما كانت النسبة 30% فقط عندما تولت المملكة المتحدة رئاسة قمة العمل المناخي 26. وقد شهد شهر مايو أول اتفاق بين مجموعة الدول السبع على الوصول بالانبعاثات إلى الصفر، حيث تقدمت كلٌ منها بهدفها لخفض الانبعاثات بحلول عام 2030، وهو ما يضعها بالتالي على طريق الوصول إلى الهدف النهائي المنشود بحلول عام 2050. ومع ذلك، يُظهر تقرير اليوم الحاجة الماسّة إلى مزيد من الإجراءات.
وقال جونسون: لقد تم إحراز بعض التقدم منذ توقيع اتفاق باريس في عام 2015. فقد قُدمت أكثر من 85 مساهمة محدَّدة وطنياً، جديدة أو مجدّدة، حتى عام 2030، وتمثل أكثر من 110 جهة، لتحديد كيفية عمل البلدان تجاه خفض انبعاثاتها والتصدي لأزمة المناخ.

اجتماع شارما

وفي اجتماع مع العلماء يوم (الاثنين 9 أغسطس)، حث ألوك شارما البلدان التي لم تقدم بعد مساهماتها المحددة وطنيا، سواء جديدة أو مجددة، على تقديمها بشكل عاجل إلى جانب خططها للعمل المناخي الطموح استباقاً لقمة غلاسكو الحيوية في وقت لاحق من هذا العام، ولا سيما جميع الاقتصادات الرئيسية في مجموعة العشرين بصفتها مسؤولة عن أكثر من 80% من الانبعاثات العالمية.
في معرض تعليقه على التقرير، قال السيد شارما: العلم واضح، إذ يمكن رؤية آثار أزمة المناخ في جميع أنحاء العالم، وإذا لم نتحرك الآن فسوف نستمر في مشاهدة أسوء الانعكاسات على الحياة وسبل العيش والموائل الطبيعية.
وأضاف: إنّ رسالتنا إلى كل بلد وحكومة وكل شركة وشريحة من المجتمع رسالة بسيطة. العقد القادم عقد حاسم، استرشدوا بالعلم وتحملوا مسؤولياتكم للحفاظ على هدف أن يظل الاحترار العالمي دون 1.5 درجة مئوية.
خفض الانبعاثات
وقال الوزير البريطاني: يمكننا القيام بذلك معاً، من خلال تحديد أهداف طموحة لخفض الانبعاثات بحلول عام 2030، ووضع استراتيجيات طويلة الأجل مع مسار للوصول بها إلى الصفر بحلول منتصف القرن، واتخاذ إجراءات الآن لإنهاء الاعتماد على الفحم في توليد الطاقة، والتعجيل في طرح واستخدام المركبات الكهربائية، والتصدي لإزالة الغابات، وخفض انبعاثات غاز الميثان.

ومن جهتها، وقالت المؤازِرة المعنية بالتكيف والصمود لرئاسة قمة العمل المناخي 26، آن ماري تريفيليان: الواقع أن تبعات تغير المناخ تؤثر بالفعل الآن على الحياة وسبل العيش في جميع أنحاء العالم، بتواتر وشدة متزايدين. وإلى جانب الحاجة إلى خفض الانبعاثات، يدق هذا التقرير ناقوس الخطر منبِّها لضرورة تقديم المساعدة العاجلة للمجتمعات المعرضة لآثار تغير المناخ - في البلدان المتقدمة والنامية على حد سواء - كي تتمكن من التكيف مع تغير المناخ وتعزيز صمودها في مواجهته.
وأضافت تريفيليان: تُعتبر حماية المجتمعات الأكثر عرضة لآثار تغير المناخ أولويةً بالنسبة للرئاسة البريطانية لقمة العمل المناخي 26. وعلى قادة العالم الإصغاء إلى العلم، وعليهم العمل معاً للتكيف مع مناخنا المتغير، وكذلك العمل على تفادي الخسائر والأضرار والحدّ منها ومعالجتها في المجتمعات التي تواجه أثار تغير المناخ.