إيلاف من دبي: أفاد تقرير إخباري الجمعة بأن طالبان تستخدم معدات وبيانات رقمية أميركية لتعقب لأفغان الذين ساعدوا القوات الأميركية والقوات المتحالفة معها في أفغانستان، وفقًا لموقع "الشرق" اللذي نقل عن صحيفة "نيويورك بوست" قولها إن طالبان شكّلت وحدة أطلقت عليها اسم "العشاء"، مهتمها استخدام ومعالجة تلك البيانات.
أوضحت الصحيفة أن شخصاً يدعى نواز الدين حقاني، وهو أحد قيادات تلك الوحدة وعضو بشبكة "حقاني" المتحالفة مع طالبان، تفاخر في مقابلة مع خدمة "زينجر نيوز" الأميركية بأن وحدته تستخدم ماسحات ضوئية محمولة باليد، أميركية الصنع، للاستفادة من قاعدة بيانات بيومترية ضخمة بنتها الولايات المتحدة، لتحديد هوية أي شخص ساعد القوات الدولية المنسحبة من أفغانستان.
وأوضح حقاني في مقابلة هاتفية مع "زينجر نيوز" السبت الماضي، أن "الأفغان الذين يحاولون إنكار دورهم أو التقليل منه سيصطدمون بسجلات الكمبيوتر التفصيلية التي خلفتها الولايات المتحدة في انسحابها متسارع الوتيرة والتي تبين عكس ما يقولون".
وبحسب "الشرق"، قال حقاني: "الآن بعد أن تم الاستيلاء على كابول ، تراجعت الأعمال التشغيلية وحوّلنا تركيزنا إلى مكافحة التجسس.. ومجموعة العشاء هي الآن الجهة الرئيسية التي تتعامل مع مشروع البيانات البيومترية هذا".
وأضاف: "نحن نسيطر على وزارة الداخلية وقاعدة البيانات البيومترية الوطنية التي يحتفظون بها. لدينا بيانات الجميع معنا الآن -بما في ذلك الصحافيين وما يسمى بحقوق الإنسان. نحن لم نقتل أي صحافي أجنبي، أليس كذلك؟ كما أننا لا نعتقل عائلات هؤلاء الأشخاص المدرجين في القائمة السوداء أيضاً".
دمى أميركية
أردف قائلاً: "لكننا لن نترك الدمى الأميركية"، مشيراً إلى الإدارة الوطنية الأفغانية للأمن وجناح البحث والتحليل الهندي، وهو جهاز استخبارات خارجية تابع للهند، وفقاً للصحيفة.
ولم يسبق لحركة طالبان تأكيد وجود تلك الوحدة. وحتى الآن لم تعترف شبكة حقاني بدورها في استهداف الأفغان أو استخدامها لقاعدة البيانات الحيوية الأميركية الضخمة، وفقاً لنيويورك بوست.
لكن المركز الوطني الأميركي لمكافحة الإرهاب قد صنّف شبكة حقاني بأنها "أكثر الجماعات المتمردة التي تستهدف القوات الأميركية وقوات التحالف والقوات الأفغانية، فتكاً وتطوراً".
وكان موقع "بوليتيكو" الأميركي قد أفادت مؤخراً نقلاً عن مسؤول دفاعي لم يكشف هويته، بأن الولايات المتحدة قدمت بشكل منفصل إلى طالبان قائمة بالأميركيين والأفغان الذين تريد إجلائهم من البلاد، واعتبر المسؤول تلك الخطوة بأنها "وضعت للتو كل هؤلاء الأفغان على قائمة القتل".
لكن "نيويورك بوست" ذكرت أن قوة ونطاق قاعدة البيانات البيومترية الأميركية أكبر بكثير وأكثر شمولاً. وأشارت إلى أن كل من عمل مع الحكومة الأفغانية أو الجيش الأميركي، بما في ذلك المترجمين الفوريين والسائقين والممرضات والسكرتيرات، قد تم أخذ بصمات أصابعهم ومسحها ضوئياً لإدخال بياناتهم إلى قاعدة البيانات البيومترية على مدار الـ12 عاماً الماضية.
7 آلاف جهاز
أوضحت الصحيفة أن عدد أجهزة المسح البيومترية الأميركية في أفغانستان يبلغ سبعة آلاف جهاز، لكن المسؤولين الأميركيين لم يؤكدوا عدد الأجهزة التي تركوها وراءهم، أو ما إذا كان يمكن حذف قاعدة البيانات البيومترية عن بُعد.
وقالت إن وزارتي الخارجية والدفاع الأميركية أقرتا بتلقيهما أسئلة من خدمة "زينجر" الإخبارية بخصوص هذه القصة يوم الثلاثاء. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع اللفتنانت كولونيل أنطون سيميلروث إنه سيحيلها إلى "الأشخاص المناسبين" لكنه لم يقدم إجابات حتى وقت نشر هذا التقرير.
وقالت نيكول طومسون ، المسؤولة الصحفية بوزارة الخارجية ، إن الأسئلة "قيد البحث" داخل الوزارة لكنها لم تقدم رداً أيضاً.
وتم وضع قاعدة البيانات ، التي تتضمن بصمات الأصابع ومسح قزحية العين وغيرها من بيانات السيرة الذاتية، في مبنى بوزارة الداخلية في كابول، وفقاً لنيويورك بوست.
وأفادت الصحيفة نقلاً عن حلف شمال الأطلسي (ناتو) بأن الولايات المتحدة بدأت هذه القاعدة ببيانات لحوالي 300 ألف أفغاني في عام 2009، معظمهم من السجناء والجنود الأفغان، وافتتح مركز القياسات الحيوية في نوفمبر 2010.
80 في المئة من السكان
كان هدف المسؤولين الأميركيين جمع معلومات عن ما يصل إلى 25 مليون أفغاني، أي ما يقرب من 80% من السكان، وفقًا لـ "الشرق".
وفي البداية ، كانت الولايات المتحدة تأمل في استخدام قاعدة البيانات البيومترية لتحديد المتسللين من طالبان أو القبض على صانعي القنابل المزروعة على جانب الطريق، والتي أودت بحياة مئات من المصادر الأميركية وحلفائها منذ عام 2001.
وفي وقت لاحق ، تطورت هذه القاعدة إلى وسيلة للتعرف على كل أفغاني تقريباً استعانت به القوات الأميركية. وبحلول عام 2014، كان الجيش الأميركي يطلق على قاعدة البيانات تلك بأنها استراتيجيته "هيمنة الهوية". وأوضحت الصحيفة أن "هذه الهيمنة على الهوية باتت تنتمي إلى طالبان الآن".
التعليقات