إيلاف من دبي: قال مترجم أفغاني سابق لقائد عسكري أميركي رفيع المستوى في أفغانستان، الأربعاء، إن طالبان بدأت في إعدام حلفاء الولايات المتحدة علناً في عدد من الولايات، بعيداً عن اهتمام وسائل الإعلام المنصب حالياً على العاصمة كابول، وفقًا لتقرير نشره موقع "الشرق".

وحذّر المترجم عبر برنامج "فولكنر فوكس"، الذي يبث عبر شبكة "فوكس نيوز" الأميركية، من انتقام طالبان، مشيراً إلى أنه بدأ يفقد الأمل في "تحرير أسرته التي لا تزال عالقة في أفغانستان".

ولفت المترجم الذي لم يكشف البرنامج عن هويته لدواعي الأمن والسلامة، إلى أن عناصر طالبان "لا يفعلون الأشياء السيئة الآن في كابول"، حيث يتركز اهتمام وسائل الإعلام بشكل كبير، لكنهم بدؤوا بالفعل عمليات إعدام علنية في ولايات أخرى "حيث لا توجد الكثير من وسائل الإعلام، ولا يتاح القيام بتغطيات إعلامية"، بحسب "الشرق".

وأضاف: "بدأوا تعقب الأشخاص المطلوبين في الولايات الأخرى، وأعدموا ضابط شرطة، كما شنقوا 4 ضباط علناً، الأسبوع الماضي"، موضحاً أن طالبان "تنتقم من الأشخاص الذين وقفوا إلى جانب الولايات المتحدة، ممن تركتهم واشنطن الآن يواجهون مصيرهم"، على حد تعبيره.

ورسم المترجم صورة مختلفة لعمليات إخلاء مطار كابول التي تقوم بها إدارة بايدن، واصفاً كيف أمضت أسرته "ليلتين هناك"، قبل تراجعها عندما باتت الأمور "بالغة الخطورة".

وقال: "لا أعرف عما يتحدثون عندما يصدرون لنا هذه الإحاطات، ليخبروا الناس بأنك إذا حضرت، وكانت لديك أوراقك، فسوف تدخل... لكن هذا لا يحدث".

وأوضح أن أسرته في ظل هذا التعسف كان من الممكن أن تتعرض للدهس من قبل المحتشدين أمام المطار، والموت تحت أقدامهم، لذا "كان عليهم العودة إلى المنزل".

وقال المترجم لمقدم البرنامج، هاريس فولكنر، إنه تواصل مع محامين وعسكريين أميركيين، كما اتصل بالمركز الوطني للتأشيرات، لكن أحداً لم يستطع مساعدته في وضع أسرته على متن طائرة.

وأضاف أنهم "فقط يقولون ليس بإمكاننا عمل شيء، الأمر خارج سلطتنا"، متسائلاً: "لا أعرف مَن بيده السلطة".

ووفقاً لـ"فوكس نيوز"، عمل المترجم مع القوات الأميركية لنحو 5 سنوات في مئات المهام التي انتهت باعتقال أعضاء من طالبان وإيداعهم السجون. لكن حكومة أفغانستان أطلقت سراح 5 آلاف من هؤلاء السجناء العام الماضي، كجزء من اتفاق السلام بين الولايات المتحدة وطالبان. وقال المترجم إن هذه العملية وضعت عائلته "في خطر داهم".

وكان الرئيس بايدن قال الثلاثاء، إن الموعد النهائي لانسحاب القوات الأميركية في 31 أغسطس "مرهون بتعاون طالبان المستمر مع الجهود الحالية في مطار كابول".

وانتقد المترجم بشدة الولايات المتحدة لمنحها طالبان "السلطة" على عمليات الإجلاء، وقال: "كل مشكلة تطرحونها عليهم وكأن الأمر يقوم على التواصل الجماعي مع قادة طالبان"، وفقًا لموقع "الشرق".

وأضاف: "يبدو الأمر وكأنهم هم المسيطرون، وكأننا تحت رحمتهم، ولسنا تحت رحمة الولايات المتحدة. كل شيء يجب أن يدار من قبلهم، وأن يخضع لسلطتهم".

وكان المتحدث باسم حركة طالبان محمد نعيم قال في تصريحات لـ"الشرق"، الأربعاء، إن "الشعب الأفغاني مطمئن ويعيش بأمان، وأن طالبان عفت عن الجميع وليس لديها مشكلة مع أحد"، على حد وصفه.