ايلاف من لندن : اعتبر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الاربعاء ان ماينفق على التعليم في بلاده مخجل مؤكدا ان ما ما تم انفاقه خلال العقود الماضية في الحروب والصراعات وهدره في الفساد والسرقات لو تم استثماره في التعليم لغدا العراق في وضع مختلف حاليا.

وقال الكاظمي خلال اجتماعه في بغداد مع عدد من من التربويين بمناسبة اليوم العالمي لمحو الأميّة "نحتفي باليوم العالمي لمحو الأميّة الذي من شأنه تعزيز كل ما يحفظ حقوق الإنسان عبر العلم والتعليم.. مشيرا الى انه "على الرغم من وجود عدد هائل من الأميين في العالم، لكن من المؤلم أن نجد بين أبناء العراق من لا يجيد القراءة والكتابة فمن غير المعقول أن يكون هناك أميون في الأرض التي صنعت القرطاس والقلم قبل آلاف السنين" كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي تابعته "ايلاف".

حروب وصراعات وفساد

واعتبر الكاظمي ان ما تم صرفه خلال العقود الماضية في الحروب والصراعات، وما تم هدره في الفساد والسرقات، لو تم استثماره في المجالات التعليمية لكان العراق سيغدو في وضع آخر اليوم.
وعتبر ان الموازنات السابقة في مجال التعليم شيء مخجل، والمطلوب أن تكون هنالك زيادة في الموازنات القادمة تليق باسم العراق وبمسؤوليتنا في إدارة هذا البلد.
وشدد على انه "في عراق الحضارة، لا بدّ من صناعة عملية تعليمية وتربوية تليق بهذا الاسم الكبير الذي علّم العالم الكتابة والحرف في وقت سكتت الأرض عن فعل ذلك".
يشار الى نسبة التخصيصات المالية لقطاع التربية والتعليم العراقي من الموازنات العامة للبلاد خلال الاعوام من 2016 الى 2019 بحسب احصاءات حصلت عليها "ايلاف" قد شكلت 10% عام 2016 و9.3% خلال عام 2017 و9.6 % عام 2018 و8.3% عام 2019.

خطة شاملة لمحو الامية

وعبر الكاظمي عن الاسف لان الحكومات المتعاقبة لم تعمل على برامج حقيقية وفعلية لإنهاء الأمية في العراق اذ تشير الاحصاءات الى وجود 5 ملايين عراقي أمي حاليا.
واعلن عن توجيهه لوزارة التربية لوضع خطة شاملة ومدروسة لمكافحة الأمية على نطاق وطني شامل "ولاسيما نحن أمام زيادة سكانية مستمرة في العراق تتطلب معالجات علمية وسريعة لدعم التربية والتعليم".
واكد ان الأمية والجهل يخلقان بيئة للتطرّف، والأمراض الاجتماعية، والجرائم وغيرها من آفات المجتمع.
واشار الى ان هنالك تقصير بالتعليم أدى إلى خلق مناخ من الجهل والأزمات والقبول بالأفكار الخاطئة، والحروب العبثية التي أنتجت بيئة معقدة مع اختفاء الاهتمام بالتعليم والصحة.

سوء الادارة والفساد

واضاف الكاظمي "يجب أن نعترف أن سوء الإدارة، والفساد، وعدم وجود كادر حقيقي للتربية مما ساهم في تدني مستوى التعليم".
وقال "علينا أن نأخذ خطوات صحيحة في دعم وزارة التربية والكادر التربوي والتعليمي بتوفير حياة تليق بهم كي يؤدوا بواجبهم على أفضل وجه". وزاد "يجب أن نكون في مصافّ الدول التي تبحث عن مستقبل تعليمي أفضل لها ولأبنائها".
وأعتبر ان المستقبل يتطلب نظاماً اجتماعياً فيه مجتمع متعلّم، يؤمن بالعلم والتعليم والثقافة. واوضح ان الوطن يبنى بمؤسسات أمنية فاعلة، وقضاء قوي، وتعليم ناجح، ونظام صحي فاعل.
واكد رئيس الوزراء قائلا "هدفنا بناء عراق قوي بالعلم والثقافة والحضارة والمدنية، ويجب أن نعمل على تأسيس ثقافة الحياة والتفكير بالمستقبل، وهذا كله لا يتم إلا بالعمل الجاد والمنتظم، والاستثمار في قطاع التربية".

لا انتماء لغير العراق

واشار الى ان "الانتماء للوطن هو الأساس، وعلينا جميعاً أن لا نقدم أي انتماء آخر عليه، فالعراق هو الذي يجمعنا ولا يمكننا العيش بدونه".
وحيا جهود جميع الملاك التربوي والتدريسي لمكافحة الجهل والأمية والتخلف .. وخاطبهم قائلا "أنتم فخر وعزّ للعراق، وأنتم تصنعون القادة، والعلماء، والأطباء، والمهندسين، وكل كفاءات العراق العظيم".
وشدد على ان من حق كل العراقيين الحصول على تعليم مجاني لائق يعمل على فتح الذهن والمعرفة؛ كي ينعكس على بناء الوطن.
وحذر الكاظمي بالقول "لا نريد إدخال البلاد في متاهات جديدة عنوانها الجهل والتخلف وعدم التفكير بالمستقبل فهدفنا بناء عراق مزدهر ذي قيمة عالية، وهو أقل ما يستحقه هو وشعبه".

5 ملايين أمي في العراق

وكانت وزارة التربية العراقية قد اعلنت أواخر عام 2020 عن وجود 5 ملايين أمي في البلاد موضحة ان الاوضاع الامنية والصحية قد زادت من نسبة الامية بين السكان البالغ عددهم 40 مليون نسمة.
وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء، فإن نسبة الأمية في العراق بين السكان الذين تزيد أعمارهم عن 10 سنوات، بلغت 13%، وترتفع بين الإناث ممن تزيد أعمارهن عن 10 سنوات، لتصل إلى 18%، فيما تنخفض بين الذكور إلى 8%.
يشار الى ان العراق كان قد حاز عام 1979 على جائزة منظمة اليونسكو في القضاء على الأمية والذي جرى ضمن حملة وطنية شاملة استهدف الاعمار من 15 الى 45 عاما .

يذكر ان العالم يحتفل في الثامن من أيلول سبتمبر من كل عام باليوم العالمي لمحو الأمية الذي أعلنته اليونسكو عام 1966 لتذكير المجتمع الدولي بأهمية محو الأمية وتأكيد الحاجة إلى تكثيف الجهود المبذولة نحو الوصول إلى مجتمعات أكثر إلماما بمهارات القراءة والكتابة.