إيلاف من الرباط: فاز أحمد أبو طالب،الهولندي من أصل مغربي،عمدة مدينة روتردام الهولندية، بجائزة أحسن عمدة في العالم لسنة 2021.
وجاء فوز أبو طالب بهذه الجائزة، التي تمنحها مؤسسة "سيتي مايورز" التي يوجد مقرها بلندن، تتويجا لأسلوبه المهني في إدارة المدينة، وتعامله مع جميع المواطنين على أنهم "سكان روتردام"، بغض النظر عن أصولهم وخلفياتهم.
وأثنت لجنة تحكيم الجائزة على شجاعته وصبره وتواضعه وقيادته الاستثنائية، لاسيما خلال فترة تفشي جائحة كورونا،مشيرة إلى أنه أظهر وعيا كبيرا بضعف بعض الفئات في المجتمع. ورأت أنه مروج للسلام والحرية والمساواة في الحقوق والكرامة، التي هي نقاط مهمة للغاية للتماسك الاجتماعي. وأكدت أنه يدرك أن المدن بحاجة إلى أن تكون مرنة واجتماعية وأكثر وعيًا بالبيئة لكي تتحمل الكوارث الطبيعية.
وأوضحت "سيتي مايورز" أن أبو طالب يبقى "أحد أقدم رؤساء البلديات وأكثرهم احتراما في أوروبا"، مشيرة إلى أنه "قاد مدينة روتردام منذ عام 2009 بشجاعة وصبر وتواضع".
وتنافس للفوز بالجائزة عمداء آخرون يرأسون مدنا كبيرة عبر العالم، على غرار واشنطن (الولايات المتحدة) ودلهي (الهند) وبوينس آيرس (الأرجنتين) وأنقرة (تركيا) وميلانو (إيطاليا).
وتفاعلا منه مع حدث التتويج، قال أبو طالب: "أنا عاجز عن الكلام. إنه لشرف كبير أن يرشحني سكان روتردام لهذا الغرض. لذلك أشعر بتقدير كبير من قبل سكان هذه المدينة الجميلة. مدينة بها العديد من الأشخاص المختلفين. نعيش معًا، لدي أفضل وظيفة يمكنك تخيلها".
وينحدر أبو طالب، البالغ من العمر 61 عاما، من الناظور (شمال المغرب)، حيث ولد بقرية بني سيدال من والدين مغربيين. ونقرأ في "الموسوعة الحرة" أنه تلقى تعليمه الأولي في مدرسة ولاد سيدي محمد بن حدو بقرية أغيلو مدغار القريبة من مسقط رأسه، حيث تعلم مبادئ الكتابة والقراءة بالعربية وحفظ القرآن وتعاليم الدين الإسلامي. وفي 17 أكتوبر 1976، عندما بلغ سن الخامسة عشر، انتقل مع والدته وإخوته إلى هولندا للإقامة فيها، حيث كان والده يعمل إماما بأحد المساجد. وسرعان ما تعلم اللغة الهولندية كتابة وقراءة ومخاطبة، ليباشر دراسته في مدارس التعليم المهني الأولي، حيث درس الهندسة الكهربائية، ثم نُقل إلى المدرسة المهنية الإعدادية للتوسع في دراسة الهندسة الكهربائية والطيران، فالكلية المهنية العليا حيث تعمق في دراسة الهندسة الكهربائية، وتخصص في هندسة الاتصالات. كما تشير سيرته إلى أنه سياسي هولندي من أصل مغربي يشغل منصب عمدة روتردام منذ يناير 2009؛ وأنه تبوأ سابقاً منصب وزير الدولة للشؤون الاجتماعية والعمل ضمن حكومة يان بيتر بالكننده الرابعة، حيث كان أحد وزيرين مسلمين في تلك الحكومة مع السياسية التركية نبهات البير. كما أنه هو عضو بحزب العمال الهولندي ، اشتهر بمواقفه الجريئة في ما يتعلق بمسألة الهجرة والراديكالية وسط الشباب المسلم في هولندا، إلى جانب سياساته الاجتماعية والإدارية على صعيد الحكومات المحلية. كما سبق له أن فاز بلقب شخصية السنة في هولندا، الذي تمنحه مجلة "إلزفيي" الهولندية، وتصدر عدة مرات قائمة السياسيين الأكثر احتراما وشعبية في هولندا.
وتحدثت "الموسوعة الحرة" عن أسلوب عمله الإداري، حيث يقول أبو طالب إنه "يخصص جزء من وقته للتعرف على تفاصيل مجريات الأمور في المدينة والوقوف على كافة جوانب حياة سكانها ويطلّع بشكل يومي على رسائل المواطنين العاديين التي تصله عبر البريد الإلكتروني والبريد العادي. وأنه عادة ما يختار منها بضع رسائل، ثلاثة أو أربعة ليتصل مباشرة بأصحابها عبر الهاتف، بينما يقوم بإحالة بقية الرسائل إلى الدوائر المختصة للنظر فيها والعمل على حلحلة مشاكل مرسليها".