إيلاف من بيروت: مع دخول عشرات الصهاريج المحملة بالوقود الإيراني الخميس إلى لبنان، انتشرت مقاطع مصورة صادمة لأنصار حزب الله المدعوم من طهران، يطلقون قذائف آر بي جي وسط الشوارع وبين البيوت المدنية، غير عابئين بالمخاطر التي قد تنجم عن مثل هذا التصرف.
كما عمد بعضهم إلى إطلاق الرصاص الحي بين المناطق الآهلة بالمدنيين، ابتهاجا بوصول الوقود من مرفأ بانياس في سوريا إلى لبنان، وفقًا لتقرير نشره موقع "العربية.نت".
That’s a unique way to celebrate the arrival of fuel…. pic.twitter.com/tIMIufoiTC
— Aurora Intel (@AuroraIntel) September 16, 2021
وكانت عشرات الصهاريج ذات اللوحات السورية دخلت صباحاً على مراحل منطقة الهرمل (شرق البلاد) عبر معبر غير شرعي، وفق فرانس برس.
عفوي منظم
وعلى طول الطريق باتجاه مدينة بعلبك، تجمع العشرات من مناصري الحزب ابتهاجاً، ورفع بعضهم أعلام الحزب ناثرين الأرز والورود على الصهاريج التي أطلق سائقوها العنان لأبواقها، إلى جانب أزيز الرصاص الذي سمع في المكان، وذلك في مهرجان "عفوي" نظمه حزب الله.
وضمت القافلة 80 صهريجاً، بسعة أربعة ملايين ليتر، على أن تفرغ حمولتها في مخازن محطات "الأمانة" في مدينة بعلبك، التابعة لحزب الله والمدرجة منذ العام 2020 على قائمة العقوبات الأميركية، قبل أن يتم توزيعها لاحقاً وفق لائحة أولويات حددها الحزب المدعوم إيرانيا، كما قال موقع "العربية.نت".
ووصفت قناة "المنار" الناطقة باسم حزب الله موكب الشاحنات بـ"قوافل فك الحصار الأميركي" وهو ما سبق وقاله نصرلله في خطابات سابقة، وينسجم هذا التوصيف مع رؤية الحزب لما يحصل في لبنان، إذ يعتبر أن الأزمة الاقتصادية التي يمرّ بها هي نتيجة للحصار الغربي والأميركي عليه، وهو تماماً ما أعاد تكراره رئيس الحكومة السابق حسان دياب خلال اجتماع مع دبلوماسيين، ما استدعى رداً من السفيرة الفرنسية آن غريو حملت فيه دياب والطبقة السياسية والحكومات المتعاقبة مسؤولية الانهيار وليس الحصار، كما قال تقرير نشره موقع "الحرة".
يذكر أن إعلان حزب الله، القوة العسكرية الأبرز في البلاد، في 19 أغسطس، عزمه استقدام الوقود من طهران، أثار انتقادات سياسية واسعة من خصومه الذين يتهمونه بأنه يرهن لبنان لإيران، فيما كانت السلطات اللبنانية أعلنت مراراً أنها ملتزمة في تعاملاتها المالية والمصرفية عدم خرق العقوبات الدولية والأميركية المفروضة.
إلا أن أي تصريح لم يصدر مؤخرا عن الحكومة بشأن تلك الصهاريج التي دخلت البلاد خلال الساعات الماضية.
مع وضد
يقول محمد مهدي، وهو من البقاع الأوسط ومن بيئة موالية للحزب،: "منذ سنتين والدولة لم تحرك ساكناً وكل الأحزاب الأخرى أيضاً. بالتالي ما قام به حزب الله اليوم مرحب به لأنه كما يبدو ليس هناك أي حل آخر. منذ بداية الأزمة ونحن نعيش الذل ونذوقه مراراً، واليوم نحن على أبواب فصل الشتاء والصقيع والاس ستموت من البرد وبالتالي عسى أن يُساهم المازوت الذي وصل اليوم في التخفيف من معاناة الناس"، بحسب "الحرة".
ويضيف مهدي: "المشكلة أننا لا نعيش في دولة. البلد منهار ومُهترئ وبالتالي تُصبح هكذا حلول ضرورية للناس العاديين الذين يعانوا الأمرّين، خاصة أن الاحتكار لن يزول بسبب الناظم القارئ٬ الذي يُشجع على هذا الأمر ولا يحمي الشعب من الفاسدين والمحتكرين".
وترى رولا قبيسي وهي مواطنة من جنوب لبنان وتُقيم في بيروت ولا تتفق مع سياسات حزب الله أن "ما يحصل اليوم هو نتيجة طبيعية للواقع الذي أوصلونا إليه. لقد قاموا بتجويعنا (الطبقة السياسية) والآن يرمون لنا الفتات لأن الشعب لا يستطيع أن يُكمل على الحال نفسه من الجوع والذل والانتظار على محطات الوقود وأمام الأفران وفي التعاونيات والصيدليات"
ويقول عمر هزيم وهو مواطن من عكار، شمال لبنان، إن "ما جرى اليوم هو انتصار وهمي لأن الحزب اليوم يتعدى على الدولة لأن هذه الصهاريج تدخل من دون أي جمرك ولا رقابة ولا حتى فحص جودة وبالتالي صار كأنه بطاقة تمويلية للحزب وبالتالي سيجني منها المال".
ويضيف: "الرأي العام الشعبي السائد هو أن الناس تعتقد أن الحزب سيجلب البنزين والمازوت وبالتالي سيساعدها على تخطي الأزمة وهم فعلياً لا يهتمون إلا إلى قوتهم، وبالتالي الناس ستهلل للمازوت إذا وصل إلى عكار كما حصل سابقاً في التليل".
التعليقات