موسكو: اتّهمت حركة المعارض المسجون أليكسي نافالني غوغل وآبل بالرضوخ للكرملين بعد حذف التطبيق المخصّص للهواتف المحمولة والذي يسمح بتنظيم التصويت ضد حزب الرئيس فلاديمير بوتين، في اليوم الأول من الإنتخابات التشريعية في روسيا.

ويأتي هذا الإعلان بعد أشهر من القمع الذي أدّى بحكم الأمر الواقع إلى استبعاد منتقدي الرئيس الروسي من هذه الإنتخابات.

وكتب ليونيد فولكوف، وهو مسؤول معارض منفي، على تلغرام "اليوم عند الساعة 08,00 بتوقيت روسيا (05,00 ت غ )، حذفت كل من غوغل وآبل تطبيق (نافالني) من متجري التطبيقات الخاصين بهما. وهذا يعني أنّهما استسلما لابتزاز الكرملين".

التصويت الذكي

ونظرًا إلى عدم السماح لأي شخص مناهض للكرملين تقريبًا بالترشّح للإنتخابات التشريعية المقرّرة في الفترة الممتدة من 17 أيلول/سبتمبر إلى 19 منه، أنشأ أنصار نافالني استراتيجية أطلقوا عليها "التصويت الذكي" بهدف دعم المرشح، غالبًا ما يكون شيوعيًّا، الأوفر حظًّا، لمواجهة مرشّح الحزب الحاكم "روسيا الموحدة".

وهذا التطبيق يتيح للمستخدمين معرفة المنافس الذي سيصوتون له في دائرتهم الإنتخابية. في الماضي، لاقى هذا النهج بعض النجاح خصوصًا في موسكو عام 2019.

لكن صباح الجمعة، لم يعد التطبيق ظاهرًا في "متجرَي" غوغل وآبل في روسيا، وفقًا لصحافيين من وكالة فرانس برس. ولم تستجب الشركتان الأميركيتان العملاقتان على الفور للتعليق.

تحذيرات لشركات الإنترنت

ومنذ أسابيع، تزيد موسكو تحذيراتها لشركات الإنترنت العملاقة التي ترفض إزالة محتوى تعتبره غير قانوني، خصوصًا منشورات حركة نافالني المحظورة بسبب "التطرّف" منذ حزيران/يونيو.

كذلك، تم استدعاء ممثّلين لشركتي غوغل وآبل الخميس أمام لجنة في مجلس الإتحاد في البرمان الروسي. وتحدّث مسؤولون روس عن اتخاذ إجراءات قانونية بحق منصات ترفض الإمتثال للأوامر الروسية.

وقد حكم بالفعل على الكثير من شبكات التواصل الإجتماعية، في مقدّمها فسبوك، بدفع غرامات ثقيلة، كما تباطأ سير عمل تويتر بشكل كبير في روسيا منذ أشهر.

وغرّد إيفان جدانوف الذي كان مدير منظمة أليكسي نافالني "صندوق مكافحة الفساد" حتى تم حلّها "حذف تطبيق نافالني من المنصات عمل مخز يندرج في إطار الرقابة السياسية. سيكون خبرا مفرحا للحكومة الاستبدادية والدعاية الروسية".

وقالت قناة فريق نافالني على تلغرام "الدولة الروسية بكاملها وحتى شركات التكنولوجيا الكبرى ضدنا، لكن هذا لا يعني أننا سنستسلم".

انطلاق عملية التصويت

ودعي قرابة 108 ملايين روسي للإدلاء بأصواتهم من الجمعة إلى الأحد لانتخاب 450 نائبا في مجلس الدوما، نصفهم عبر نظام القائمة النسبية والنصف الآخر عبر الغالبية.

ومع امتداد روسيا على 11 منطقة زمنية، أطلقت عملية التصويت بداية في منطقتي كامتشاتكا وتشوكوتكا في أقصى الشرق الروسي عند الساعة 08,00 بالتوقيت المحلي (20,00 ت غ الخميس). ومن المفترض إعلان النتائج بعد الساعة 18,00 ت غ الاحد.

وقال ألكسندر شيروكوف (55 عامًا) وهو سائق في فلاديفوستوك في أقصى الشرق الروسي لوكالة فرانس برس "لا أتوقع الكثير من الإنتخابات لكنني جئت للتعبير عن رأيي".

من جانبها، قالت إيرينا كوتشكاريفا وهي متقاعدة تبلغ 76 عامًا "أريد أن يتحقّق تغيير حتى يتمكّن أولادنا وأحفادنا من العمل".

غياب المنافسة الفعلية

وأقصي القسم الأكبر من المعارضة المناهضة لبوتين عن الاقتراع، في ذروة أشهر من القمع بدأ مع اعتقال أبرز معارضي الكرملين أليكسي نافالني أثناء عودته الى روسيا في كانون الثاني/يناير بعد تعرضه لتسميم يتهم به الكرملين.

وحزب روسيا الموحدة الحاكم الذي تتراجع شعبيته على خلفية فضائح الفساد وتراجع المستوى المعيشي في البلاد، يحظى بنسبة تأييد لا تتجاوز 30% في البلاد بحسب استطلاعات الرأي.

لكن الحزب سيفرض نفسه في الإنتخابات بسبب عدم وجود منافسة فعلية، إذ أن الأحزاب الأخرى الممثلة في الدوما، من شيوعيين وقوميين ووسطيين، يعتمدون نهجًا قريبًا من الكرملين حول القضايا الأساسية.