ماونت فيرنون: يطلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من جو بايدن دعم الولايات المتحدة الثابت لعمليّة تحديث الجيش في بلده، وسط قلق إزاء تزايد الضغط الروسي بعد الإنسحاب الأميركي من أفغانستان.

دُعي زيلينسكي إلى واشنطن بعد قرار بايدن رفع معظم العقوبات المتعلّقة بخط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2" الذي يربط روسيا بألمانيا، ويلتف على أوكرانيا، ما أثار خيبة أمل لدى كييف.

وزار الرئيس الأوكراني البنتاغون مقر وزارة الدفاع الأميركية الثلاثاء بعد ساعات على مغادرة آخر جندي أميركي من أفغانستان وإخلاء الساحة لطالبان بعد حرب دامت عشرين عامًا وكانت الأطول في التاريخ الأميركي.

واعتبر مسؤولون روس هذه الخطوة درسًا لأوكرانيا التي راهنت على الغرب خلال الحرب المستمرّة منذ سبع سنوات ضد الإنفصاليين الموالين لموسكو. لكن بايدن شدّد على أنّ الإنسحاب جاء لتركيز الإهتمام على تحدٍّ أكبر للولايات المتحدة متمثّل في الصين وروسيا.

توقّف الصراع

وأكّد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن لزيلينسكي إلتزام الولايات المتحدة دعوة روسيا إلى "التوقّف عن إطالة أمد الصراع" في شرق أوكرانيا ومغادرة شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014.

وقال أوستن "سنواصل الوقوف إلى جانبكم في مواجهة هذا العدوان الروسي".

وأكّد أنّ الولايات المتّحدة ضخّت 2,5 مليار دولار في منظومة الدفاع الأوكرانية منذ 2014 معلنًا تخصيص ستين مليون دولار أخرى لأوكرانيا تشمل مدّها بصواريخ جافلين المحمولة المضادة للدروع.

وسُلّط الضوء على مسألة المساعدات في المشهد السياسي الأميركي عام 2019، عندما جمّد الرئيس آنذاك دونالد ترامب المساعدات العسكريّة بينما كان يمارس الضغط على زيلينسكي، وهو ممثّل كوميدي تحوّل إلى السياسة، لفتح تحقيق يطال بايدن.

قادت دول غرب أوروبا المساعي المعارضة لانضمام أوكرانيا إلى الحلف الأطلسي، خشية أن تثير مثل هذه الخطوة استفزاز روسيا.

الحاجات العاجلة لأوكرانيا

وقال زيلينسكي في ساعة متأخّرة الثلاثاء إنّه ينظر أكثر إلى الحاجات العاجلة لأوكرانيا، ومن ضمنها قوّاتها على البحر الأسود في وقت قضى أكثر من 13 ألف شخص بسبب النزاع.

وقال زيلينسكي "ليس لدينا الوقت للتفكير بشأن الإستراتيجية. علينا توفير أكبر حماية ممكنة لمنع تعزيزات" من جانب روسيا.

أضاف "أوكرانيا بحاجة لأسطول حديث ولهذا نحن بحاجة لشركاء" مؤكّدًا "أرغب في مناقشة هذا مع الرئيس بايدن".

حشدت روسيا في وقت سابق هذا العام قرابة 100 ألف جندي على الحدود مع أوكرانيا وفي القرم، ما أثار مخاوف من غزو مع بدء ولاية بايدن.

وانسحبت القوّات الروسية في نيسان/ أبريل. لكن العديد من المعدّات لا تزال هناك وعبّر زيلينسكي عن القلق من أيلول/ سبتمبر "خطير" في وقت تُجري روسيا مناورات عسكريّة مع بيلاروس، التي تدور حكومتها السلطوية في فلك الرئيس فلاديمير بوتين.

الأمن المعلوماتي

وقال زيلينسكي إنّ أوكرانيا، التي لا تزال تعتمد على المعدّات السوفياتيّة المتقادمة، تريد أن تكون شريكًا أكبر للولايات المتحدة في الإنتاج، وأن تتعاون عن كثب حول الأمن المعلوماتي ومنع نشر المعلومات المضلّلة عن قصد.

وأكّد "لا نطلب هدايا... نحتاج إلى فرص لأخصائيّينا".

كما تعهّد تعزيز الجهود لمكافحة الفساد، وهي المسألة التي تثير قلق بايدن الذي كثيرًا ما أشار إلى الفساد سببًا لوقف الدعم للحكومة الأفغانية السابقة.

وكتبت مديرة "مركز أوروبا الجديدة" في كييف أليونا غيتمانتشوك، في مدونة لمركز "المجلس الأطلسي" (أتلانتيك كاونسل) ومقرّه واشنطن أنّ أوكرانيا أقلّ اعتمادًا بكثير على الدعم الغربي مقارنة بالحكومة السابقة في أفغانستان.

أضافت "مع ذلك، فإنّ طبيعة الإنسحاب الأميركي من أفغانستان دقّت ناقوس الخطر في أنحاء أوكرانيا وكانت بمثابة جرس إنذار لأي شخص ما زال يعتقد أنّه يمكن الإعتماد على استمرار الدعم الغربي إلى ما لا نهاية".