إيلاف من واشنطن: أفاد مسؤولون عن مخيم الهول بأن أكثر من 70 شخصًا قتلوا داخل المخيم في شمال شرقي سوريا منذ يناير، حيث يضم المخيم 62 ألفًا من أفراد عائلة مقاتلي تنظيم داعش وآخرين اعتُقلوا خلال انهيار دولة الخلافة المزعومة قبل أكثر من عامين، وفقًا لتقرير نشره موقع "العربية.نت".

أصبح الهول مكانًا أكثر خطورة ويأسًا من أي وقت مضى. وبحسب صحيفة واشنطن بوست فإن التشدد الديني آخذ في الارتفاع مما يعرض للخطر أولئك الذين ليسوا متعصبين. وغالبًا ما يتم إلقاء اللوم في عمليات القتل على النساء المتشددات، اللائي يستغللن الأمن الهش لفرض قيودهن وتصفية الحسابات.

لم تحدث فرقًا

قال مسؤولون في المخيم الذي تديره قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد إن المداهمات الأمنية لمصادرة المسدسات والسكاكين والأسلحة الأخرى لم تحدث فرقًا يذكر وسط ارتفاع مستوى التوتر بين الأسرى والحراس.

ويقول محمد بشير المشرف على بعض الحراس إن هناك كمائن ضد القوات ويقوم المحتجزون برمي الحجارة على عمال الإغاثة كما تعرض متجر ذهب خارج مكتبه مباشرة على حافة السوق الجماعي، للنهب في يوليو. وغالبًا ما تحتاج النساء في المخيم إلى المال لشراء المؤن، وفي بعض الأحيان، لدفع المال للمهربين لإخراجهن.

ووسط حالة من اليأس لم يتبق سوى القليل من الأحلام التي تراود المعتقلين وهي العودة إلى ديارهم، ويقطن المخيم سوريون وعراقيون وأجانب آخرون من عشرات البلدان حول العالم.

وتم افتتاح المعتقل في التسعينيات كمخيم صغير للنازحين العراقيين، ولكن مع احتدام المعركة النهائية بين القوات المدعومة من الولايات المتحدة والمدافعين عن خلافة داعش في أوائل عام 2019 نقل المسلحين المحتجزين إلى السجن وتم إحضار عائلاتهم إلى هناك.

بحسب "العربية.نت"، في غضون أسابيع، كان عدد سكان المخيم 55000 وبدأت كارثة إنسانية تتضح معالمها. وكافح عمال الإغاثة للتكيف وبدأت بعض النساء الأكثر تطرفاً في المخيم في محاولة إعادة فرض قواعد داعش الإسلامية على العائلات من حولهن. ويعتبر العراقيون من بين الأكثر تطرفا، والذين يشكلون الآن ما يقرب من نصف سكان المخيم. وتمت محاكمة النساء اللواتي خلعن غطاء الوجه الأسود في محاكم داخل الخيام. وانتشرت علامات متلازمة الإجهاد اللاحق للصدمة بين أطفال المخيم، الذين تلقوا القليل من الدعم النفسي على الرغم من أنهم نجوا من الرعب داخل داعش والعنف خارجها.

عودة محفوفة بالمخاطر

لم تفعل معظم الحكومات الأجنبية الكثير لإعادة مواطنيها من مخيم الهول. لكن الجهود جارية من قبل السلطة المحلية التي يقودها الأكراد والقبائل العربية في هذا الجزء من سوريا لخفض درجة الحرارة داخل المخيم عن طريق إعادة السوريين إلى ديارهم. وقد غادر بالفعل آلاف الرجال والنساء والأطفال السوريين المخيم بعد أن كفل رجال القبائل المحليون المحتجزين، مما يضمن إعادة دمجهم في قراهم وبلداتهم الأصلية.

وقال الزعيم العشائري الشيخ محمد تركي الصويان، الذي تمت مقابلته في مدينة الرقة الشمالية مع عائلة كان قد ساعد في مغادرة المخيم، "لا أحد آخر لديه القوة للقيام بذلك". "الرؤساء ينهضون ويسقطون. الأمراء يحملون السلاح ويقتلون بعضهم البعض. فقط القبائل هنا هي الثابتة". لكن العملية مليئة بالمشاكل.

وقال مسؤولون إنه في بعض الحالات، قام زعماء القبائل بكفالة أفراد لا يعرفونهم أو من خارج مجتمعهم مقابل مدفوعات من قبل عائلاتهم، واختفى بعض هؤلاء العائدين منذ ذلك الحين. ويعود العديد من المعتقلين السابقين إلى مجتمعات لا تزال تعاني من حكم داعش الوحشي وفي كثير من الحالات إلى الأحياء التي دمرتها الحرب وسط غياب لجهود التأهيل والمراقبة.