إيلاف من لندن: يخطط مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان لجولة في الشرق الأوسط الأسبوع المقبل، بما في ذلك التوقف في المملكة العربية السعودية، حيث سيكون أكبر مسؤول في إدارة بايدن يزور المملكة.

وقالت مصادر دبلوماسية غربية أمام (إيلاف) إن زيارة المسؤول الكبير في إدارة بايدن للمملكة تلمح إلى تراجع في مواقف بايدن المتشددة تجاه المملكة والتي كان تبناها منذ حملته الانتخابية حتى دخوله البيت الأبيض، رغم التحالف الاستراتيجي التاريخي الذي يربط بين واشنطن والرياض منذ أكثر من 70 عاما.

مصالح فعلية

وكان معهد واشنطن للدراسات قال في تقرير له عن العلاقات الأميركية السعودية في عهد ولاية بايدن إنه" بغض النظر عن اشمئزاز الأميركيين من بعض الإجراءات السعودية، إلّا أنه ما زالت لدى واشنطن مصالح فعلية في السعودية، حيث ليست هناك مشكلة مهمة في الشرق الأوسط يمكن فيها تطبيق استراتيجية ناجحة إلا بدعم فاعل من الرياض. فمن احتواء إيران إلى محاربة الإرهاب، وإلى البناء على التطبيع العربي مع إسرائيل (واستخدام ذلك لكسر الجمود بين الإسرائيليين والفلسطينيين) أو محاولة إنهاء الصراعات في اليمن وسوريا أو تقليلها، فإن الولايات المتحدة بحاجة إلى تعاون سعودي".

علاوة على ذلك، فأن إدارة عملية الانتقال من الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة المتجددة تستوجب أسعار نفط مستقرة وقابلة للتوقع تجعل البدائل، من طاقة الرياح والطاقة الشمسية والهيدروجين، تنافسية من حيث التكلفة - مع منع الانهيار المفاجئ لصناعة النفط والغاز في الولايات المتحدة، وهنا أيضاً يُعتبر السعوديون مهمين.
وقال المعهد إن لدى الولايات المتحدة مصلحة في نجاح مساعيها تجاه المملكة، "لذلك من الضروري التعامل بصراحة مع القيادة السعودية، وهذه هي الغريزة الطبيعية لجو بايدن. وفي هذا الإطار، يجب على الرئيس الأميركي إرسال شخص مقرّب منه لإجراء محادثة سرية مع الأمير محمد بن سلمان من أجل إعادة ضبط حدود علاقات البلدين، مع توضيح ما ستدعمه الولايات المتحدة وما ستنتقده أيضاً".

وإلى ذلك، فإن موقع Axios الأميركي، قال في تقرير له إنه من المتوقع أن تشمل رحلة مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان الأولى إلى المنطقة منذ توليه منصبه، توقفًا في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر، حسبما أفادت مصادر مطلعة على خطط الجولة.

توترات

وقالت المصادر: الدول الثلاث شركاء للولايات المتحدة منذ فترة طويلة واجهوا بعض التوترات المبكرة مع بايدن. كما أصبحت العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية صعبة بشكل خاص بعد أن تعهد بايدن خلال الحملة الانتخابية بـ "جعل هذه العلاقة منبوذة مع السعودية ومصر".

ويشير الموقع إلى أن بايدن بعد توليه منصبه، نشر بايدن تقريرًا لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية يحمل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان المسؤولية عن مقتل جمال خاشقجي، كاتب العمود في صحيفة (واشنطن بوست)، وأوقف صفقات الأسلحة مع السعوديين بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن.

كما انه في الآونة الأخيرة، سحبت الولايات المتحدة نظام دفاع صاروخي باتريوت من المملكة العربية السعودية. وكذلك ألغى وزير الدفاع أوستن رحلته الأخيرة إلى المملكة العربية السعودية في اللحظة الأخيرة مشيرًا إلى "مشاكل في الجدول الزمني".

العلاقة مع مصر

كما توترت العلاقات الأميركية مع مصر، خاصة بعد أن جمدت وزارة الخارجية 130 مليون دولار من المساعدات العسكرية الأميركية السنوية لمصر بسبب سجل الرئيس عبد الفتاح السيسي في مجال حقوق الإنسان.

وسمحت الولايات المتحدة بمرور 170 مليون دولار من المساعدات العسكرية، فقط في الوقت الذي كانت تعمل فيه مع مصر لمنع اندلاع تصعيد آخر بين إسرائيل وحماس في غزة.

ومن جانبهم، يسعى المصريون أيضًا إلى الحصول على دعم أمريكي في نزاعهم مع إثيوبيا حول سد النهضة الإثيوبي، وهو مشروع تعتبره مصر تهديدًا وجوديًا لإمداداتها المائية.

ومن المتوقع أن يلتقي وزير الخارجية توني بلينكين بنظيره المصري يوم غد الخميس في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

الإمارات

لكن من جهة أخرى، حسبما يقول تقرير موقع (Axios) تمكنت دولة الإمارات من الانتقال من دونالد ترمب إلى بايدن دون أي توتر كبير في العلاقة.

ودعمت إدارة بايدن انخراط الإمارات مع إسرائيل بموجب اتفاقات إبراهيم للسلام، وسمحت بإبرام صفقة أسلحة مثيرة للجدل، وقعتها إدارة ترمب في سياق الصفقة الإسرائيلية.

ومن المرجح أن تكون إيران محور تركيز رئيسي في زيارة سوليفان، ويريد الإماراتيون رؤية الولايات المتحدة تتخذ موقفًا أقوى ضد أنشطة إيران الإقليمية.

زيارة اسرائيل

وقال أحد المصادر إن المناقشات جارية لمعرفة ما إذا كان الجدول الزمني سيسمح بالتوقف في إسرائيل بعد عودة رئيس الوزراء نفتالي بينيت من الجمعية العامة للأمم المتحدة أواخر الأسبوع المقبل.

وإلى ذلك، كما يشير التقرير إلى إن الرئيس بايدن يريد في صورة أكبر تركيز قدر أقل من اهتمام الولايات المتحدة على الشرق الأوسط والمزيد على الصين ، وكانت هناك مخاوف في البلدان الثلاثة التي سيزورها سوليفان بشأن ما يعنيه الانسحاب من أفغانستان للمشاركة الأميركية في المنطقة.

كما يشير التقرير إلى أن قطر كانت الشريك الرئيسي للولايات المتحدة في المنطقة أثناء الانسحاب من افغانستان، وهي التي كانت تخضع حتى 9 أشهر للمقاطعة من السعودية والإمارات ومصر.