إيلاف من بيروت: على الرغم من تخصيب اليورانيوم بمستوى لم نشهده من قبل، لا يزال أمام إيران طريق طويل قبل حصولها على قنبلة نووية، وفقًا لرئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية الميجور جنرال تامر هايمان، مع أن مستويات اليورانيوم المخصب "مقلقة".

وقال هايمان لموقع "والا" العبري إن هناك كمية مخصبة من اليورانيوم لم نشهدها من قبل وهي مقلقة، و"على حد علمنا، إنهم لا يتجهون نحو بناء قنبلة في الوقت الحالي: فقد يكون ذلك ممكنًا في المستقبل البعيد"، بحسب "جيروزاليم بوست".

ثلاثة خيارات

قال هايمان إن الإيرانيين يواجهون ثلاثة خيارات: "العودة إلى الاتفاق النووي السابق لعام 2015، والانفجار والذهاب إلى "تحد غير مسبوق" بالاستمرار غي التخصيب، أو الذهاب إلى اتفاق محسن حيث يحققون أكثر مما حققوه في الماضي. ومن المرجح أن تحاول طهران استنفاد الوقت في مفاوضات طويلة مع الغرب مع استمرارها في التخصيب".

أضاف لصحيفة "جيروزاليم بوست": "في حين أن الصحيح الذي يجب فعله هو التصرف الدبلوماسي تجاه إيران وبرنامجها النووي، يجب أن يكون هناك خيار عسكري عملي وموثوقي ساهم في أخذ إيران في الاتجاه الذي نريده، أي التوصل إلى اتفاق أفضل".

لطالما نفت إيران سعيها لامتلاك أسلحة نووية، لكن يعتقد أنها مستمرة في تطوير القدرات لإنتاج مثل هذه الترسانة، وكذلك الصواريخ الباليستية القادرة على حمل رؤوس حربية نووية. في المقابل، طالب الجيش الإسرائيلي بزيادة كبيرة في الميزانية ليتمكن من تعزيز قدراته الهجومية إذا احتاج إلى مهاجمة برنامج إيران النووي.

كما حذرت إسرائيل مرارًا من تطلع إيران للهيمنة الإقليمية، ونفذت مئات الضربات الجوية كجزء من حملتها لمنع نقل أسلحة متطورة إلى حزب الله في لبنان وترسيخ قواتها في سوريا حيث يمكنهم بسهولة العمل ضد الدولة اليهودية.

وفقًا لهيمان، حتى مع نشر طهران صواريخ متطورة مضادة للطائرات، وصواريخ أرض-جو، "لا يزال الإيرانيون يواجهون صعوبات في مواجهة هجمات سلاح الجو الإسرائيلي، ومقتل قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، كان أحد أهم الأحداث في زماننا، فاغتياله ساهم بشكل كبير في تعزيز الأمن القومي لإسرائيل".

حذار تفعيل حزب الله ضدنا

فسليماني، بحسب هايمان، كان مسؤولًا عن توسع إيران الإقليمي، وكان منشغلًا بإقامة جسر بري من طهران إلى البحر الأبيض المتوسط وتعزيز النفوذ الإيراني في اليمن، موضحًا لـ "جيروزاليم بوست": "لا يوجد العديد من الأشخاص مثل سليماني، فالرجل كان لديه رؤية استراتيجية وقدرة تشغيلية، فقد تمكن من إنجاز الأمور في سوريا في فترة زمنية قصيرة، وبديله إسماعيل قاآني من الأشخاص اللامعين الذين يتمتعون بقدرات إدارية عالية، لكنهم لا يستطيعون صنع القرار، فليس لديهم سلطة، خلافًا لسليماني الذي كان خطيرًا. أما وقد مات الآن، فإن رؤيته ميؤوس منها، ولا أحد يهتم بها، لا الروس ولا حتى النظام السوري".

أكد هايمان أن هناك تراجعًا مستمرًا للإيرانيين في سوريا، "إلا أن حزب الله ما زال موجودًا في سوريا هناك وعلى استعداد للعمل ضد إسرائيل"، واصفًا الحزب بأنه "أداة عسكرية متطورة وعدوانية، وإذا ما قامت إيران بتفعيلها فسوف تحدث أمرين: تدمير كبير لممتلكاتها وتدمير الدولة اللبنانية، ومتى يتحرك حزب الله ضد إسرائيل، فسيكون من الصعب تصور حجم الدمار الذي سيلحق بلبنان".

وختم هايمان حديثه لـ "جيروزاليم بوست" مؤكدًا أن استخدام حزب الله ضد إسرائيل يشبه إلى حد ما "المعضلة النووية: فمتى تستخدم أسلحة يوم القيامة؟"

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "جيروزاليم بوست".