إيلاف من لندن: حذّر أكراد العراق الثلاثاء من تهديدات أنصار إيران باستخدام السلاح لرفض نتائج الانتخابات مؤكدين أنه سيكون كارثياً على البلاد. فيما قالت بعثة الأوروبي للمراقبة أن عمليات الاقتراع شهدت محاولات لاستخدام المال السياسي.

وحذّر القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني وزير الخارجية الاسبق هوشيار زيباري في مؤتمر صحافي في اربيل عاصمة اقليم كردستان الشمالي من خطورة تهديد أطراف سياسية باللجوء الى سبل غير قانونية في رفض نتائج الانتخابات .. مشسرا الى انه توجد طرق قانونية للطعن بالنتائج . واعتبر ان الانتخابات جاءت نزيهة ونظيفة ورفضها مجملا والنزول للشارع سيخلق فوضى في البلاد وستكون هناك مصيبة وهذه السيناريو لن يحصل كما نقلت عنه وسائل اعلام عراقية من اربيل تابعتها "ايلاف".. منوها الى ان هذه الأحزاب التي تهدد يجب أن تعي مدى خطورة هذا الأمر".

وشدد بالقول محذرا أن "استخدام السلاح سيؤدي الى نتائج كارثية وهذه الانتخابات خضعت لمراقبة دولية قوية".. موضحا ان حزبه الذي حصل على 34 مقعدا في البرلمان الجديد سيبدأ المشاورات السياسية مع الفائزين في الانتخابات وسيتم تشكيل وفد تفاوضي للذهاب الى بغداد قريبا معتبرا أن "تشكيل الحكومة المقبلة سيكون سهلاً بعد التفاهمات".

وأكد زيباري ان منصب رئيس الجمهورية سيظل من نصيب الأكراد وقد بدأ اختيار المرشحين لهذا المنصب منوها الى بدء مشاورات مع القوى السياسية العراقية الفائزة في الانتخابات لتشكيل التحالفات السياسية تمهيدا لتسمية الرئاسات الثلاث وتشكيل الحكومة الجديدة.
وفي وقت سابق اليوم الثلاثاء اكد رئيس تحالف الفتح الذي يضم قوى مرتبطة بالمليشيات العراقية الموالية لايران هادي العامري رفضه لنتائج الانتخابات قائلا في بيان مقتضب "لا نقبل بهذه النتائج المفبركة مهما كان الثمن. سندافع عن أصوات مرشحينا وناخبينا بكل قوة".

مراقبو الأوروبي

وكشفت رئيس بعثة مراقبي الاتحاد الاوروبي للانتخابات العراقية فيولا فون كرامون خلال مؤتمر صحافي في بغداد اليوم عن محاولة بعض الكتل المتنافسة استخدام المال السياسي للتأثير على ناخبيها واشارت الى ان سرية التصويت لم تكن آمنة احيانا والقياسات البايومترية لم تنفذ جيدا مع ملاحظة ان بعض المصوتين كانوا يقترعون دون العودة الى بصمة الإبهام الشخصية .

واضافت رئيسة البعثة التي تضم 12 خبيرا و59 دبلوماسيا من دول الاتحاد الأوروبي ان حرية التعبير في الانتخابات تم احترامها ولكن بعض العناصر المسلحة والخارجة عن سلطة الدولة حاولت ترهيب الناخبين والتأثير على قناعاتهم .
واوضحت أن الوضع كان هادئاً ومنظماً خلال يوم التصويت، الذي كان منظماً من الجانب الفني والتقني ولا يوجد سبب للاتهامات بشأن تلاعب وتزوير الانتخابات منوهة الى ان على اي شخص يمتلك شكوى تقديمها إلى المفوضية للنظر فيها وعبرت عن املها في ان يبقى الوضع هادئاً ما بعد الانتخابات لصالح الشعب العراقي.

ولاحظت المبعوثة الاوروبية ان الانتخابات وبرغم انخفاض المشاركة تمت إدارتها بشكل جيد لكن الاقبال على الاقتراع العام كان منخفضاً.. معبرة عن الاسف لمقاطعة هذه الانتخابات من قبل بعض القوى السياسية وخاصة حركة تشرين الاحتجاجية.

بدء استلام الطعون في النتائج

وبالترافق مع ذلك فقد دعت المفوضية العليا للانتخابات المرشحين والأحزاب السياسية لتقديم اعتراضاتهم وشكاواهم بدءا من اليوم.
وقالت المفوضية في بيان مقتضب "من لديه اعتراض حول النتائج الأولية للانتخابات ان يقدم طلب طعن خلال ثلاثة أيام تبدأ من يوم الثلاثاء 2021/10/12 لغاية نهاية الداوم الرسمي ليوم الخميس 2021/10/14 في المكتب الوطني (دائرة شؤون الأحزاب والتنظيمات السياسية ) ومكاتب المحافظات الانتخابية ابو بصورة مباشرة الى الهيئة القضائية للانتخابات).

وعن آلية التعامل مع الشكاوى الواردة إلى المفوضية قالت المتحدثة باسمها جمانة الغلاي انه بما يخص شكاوى الاقتراع العام والخاص فقد بلغ عددها 74 شكوى.. موضحة ان من يحق له تقديم الشكوى هو الناخب والمرشح ووكيل الحزب أو التحالف . وأضافت ان الشكاوى تقدم في المكتب الوطني أو هيئة انتخابات إقليم كردستان أو المركز الانتخابي في المحافظة.


دعوة لمفوضية الانتخابات العراقية اليوم الثلاثاء بقبول نتائج الاقتراع (المفوضية)

الخاسرون في الانتخابات

أفرزت نتائج الانتخابات العراقية عن ظواهر لم تكن متوقعة في مقدمتها سقوط شخصيات سياسية ورسمية مرشحة ساهمت في ادارة الدولة العراقية بعد التغيير الذي حصل عام 2003.
ورصدت "ايلاف" عدم تمكن العديد من هذه الشخيات من الحصول على مقعد في البرلمان الجديد الذي سينبثق عن الانتخابات العامة المبكرة التي جرت الاحد الماضي ومنها :
سليم الجبوري رئيس البرلمان سابقا وعدنان الزرفي نائب ومحافظ النجف سابقا ومزاحم التميمي محافظ البصرة سابقا وخالد العبيدي وزير الدفاع السابق وكاطع نجمان الركابي نائب عضو لجنة الامن والدفاع النيابية سابقا ومحمد صاحب الدراجي وزير الصناعة والمعادن وآلا طالباني القيادية في الاتحاد الوطني الكردستاني وسارة اياد علاوي ابنة نائب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء سابقا رئيس ائتلاف العراقية.. وكذلك ظافر العاني النائب البرلماني لاكثر من دورة.
واضافة الى ذلك كان من ضمن الخاسرين ايضا صلاح الجبوري عضو لجنة النزاهة في البرلمان ووزير دولة سابق وعبد الامير التعيبان نائب سابق وآراس حبيب رئيس المؤتمر الوطني العراقي وانسجام الغراوي نائبة واعلامية تنتمي لتيار الحكمة برئاسة عمار الحكيم وسلمان الجميلي وزير التخطيط السابق وعدنان درجال وزير الشباب والرياضة في الحكومة الحالية وبهاء الأعرجي نائب رئيس الوزراء سابقا وعبد الحسين عبطان وزير نائب وزير الشباب والرياضة سابقا وهيثم الجبوري نائب سابق رئيس تجمع الكفاءات ومحمد الكربولي نائب سابق وخلف عبد الصمد محافظ البصرة ونائب سابق عن دولة القانون وأسامة النجيفي رئيس البرلمان نائب رئيس الجمهورية سابقا وقاسم الفهداوي وزير الكهرباء سابقا وقتيبة الجبوري وزير البيئة نائب رئيس لجنة البيئة والصحة البرلمانية سابقا .. وكذلك رشيد العزاوي الامين العام للحزب الاسلامي العراقي (اخوان مسلمون) ونائب سابقا وكاظم الصيادي نائب سابق ثم أحمد الجبوري نائب سابق عن القائمة العراقية وزير الدولة لشؤون المحافظات سابقا وصادق مدلول نائب عضو اللجنة المالية سابقا وحسن فدعم نائب سابق.

يشار الى ان هذه الانتخابات التي شهدها العراق هي خامس عملية انتخابية منذ عام 2005 حيث تكتسب أهميتها من خلال اجرائها تلبية لمطالب تظاهرات الاحتجاج المليونية التي انطلقت في العاصمة بغداد وتسع محافظات وسطى وجنوبية في تشرين الأول أكتوبر عام 2019 للمطالبة بالخدمات العامة ومحاكمة المسؤولين الفاسدين وارجاع الاموال المنهوبة من قبلهم وشهد تصدي القوات الامنية والمليشيات الموالية لايران للمحتجين مقتل حوالي 600 قتيلا من المتظاهرين و20 الفا من الجرحى بينهم عناصر من قوات الأمن وارغمت رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي على الاستقالة في نوفمبر عام 2019 لتجمع القوى السياسية على تكليف رئيس جهاز المخابرات مصطفى الكاظمي ليخلفه في رئاسة الحكومة في السابع من أيار مايو 2020 ويعلن بعد وقت قصير عن اجراء انتخابات مبكرة استجابة لمطالب المحتجين.