ايلاف من لندن: في اعتراف الثلاثاء بالصفعة الانتخابية التي وجهها العراقيون لتحالف الفتح المرتبط بالمليشيات الموالية لايران فقد شبه حاله بالاسد الذي يمرض لكنه لايموت بينما دفع اليوم بعدد من انصاره للاحتجاج على نتائج الاقتراع امام بوابة المنطقة الخضراء وسط العاصمة.

واعلن مصدر امني اليوم عن انتشار أمني مكثف لقوات حفظ القانون قرب مقتربات المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد منوها الى ان هذا الانتشار جاء على خلفية توافد انصار لتحالف الفتح الى ساحة الطابقين بالجادرية رافضين لنتائج الانتخابات المبكرة التي جرت في العاشر من الشهر الحالي مطالبين باعادة عد وفرز جميع الاصوات البالغة 9.6 مليون صوتا يدويا على الرغم من تأكيد المفوضية العليا للانتخابات بان العد اليديوي الذي جرى لمئات من صناديق الاقتراع قد اظهر تطابقا بين العد الالكتروني واليدوي.

واظهرت صور نشرتها وسائل اعلام تحالف الفتح واخرى مقربة منه عددا قليلا لايتعدى عشرات من المحتجين عند بوابة المنطقة الخضراء التي تضم مقرات الرئاسات العراقية وعدد من السفارات الاجنبية تتقدمها الاميركية والبريطانية ومقري بعثة الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي.

وكانت النتائج شبه النهائية التي اعلنتها المفوضية العراقية العليا للانتخابات السبت الماضي قد أكدت سقوطا مدويا لتحالف الفتح المرتبط بالمليشيات الموالية لايران بزعامة رئيس منظمة بدر هادي العامري بحصوله على 16 مقعدا فقط في البرلمان الجديد فيما كان له 48 مقعدا في برلمان 2018 بينما لم تحصل حركة حقوق برئاسة حسين مؤنس الممثلة لمليشيا كتائب حزب الله الا على مقعد واحد.

متظاهرون في البصرة ضد نتائج الانتخابات الثلاثاء 19 اكتوبر 2021

أسد لا يموت

في تبرير يبدو انه موجه لانصار الفتح عن هذه الخسارة المدوية للتحالف تحدثت وكالة "ألعهد نيوز" الناطقة بأسمه عن هذا السقوط المدوي مشبهة وضع التحالف الان بحال الاسد قائلة انه يمرض لكنه لايموت.

واشارت الوكالة في تعليق لها اليوم الى ان التحالف اتخذ شعار الاسد للدلالة على قوته وتماسكه "الذي ظل صامدا بوجه جميع التحديات التي لاقته وارادت النيل منه الا انه تغلب عليها جميعا بفضل ايمانه الراسخ بعقيدته ودفاعه عن هذا البلد المظلوم الذي تكالبت عليه المصائب من كل صوب وجانب".

وأضافت ان "الاسد وكما هو معروف عنه ملك الغابة وبالتالي من الصعب سقوطه حتى وان طعن من الخلف فباستطاعته ان يستعيد قواه واخذ حقوقه التي سلبت منه وهذا ما يعيشه تحالف الاسد (تحالف الفتح) الان فبعد ان تعرض للخيانة من قبل اطراف داخلية وخارجية بالأخص ممثلة الامم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت والتي زرعت اذرع لها في مفوضية الانتخابات وتحديدا في الامور التقنية والفنية للتلاعب بما يحلوا لها في اصوات الناخبين ولا ننسى الكيان الصهيوني ايضا الذي مثل له تحالف الفتح رعبا كبيرا وقطع الطريق على جميع مخططاته الرامية الى تقسيم البلاد وتطبيعه معها الا ان هذه المحاولات فشلت جميعها بثبات وعزيمة تحالف الاسد".

واتهمت وكالة الفتح كلا من بلاسخارت والكيان الصهيوني "بالعمل على سرقة اصوات تحالف الفتح ومرشحيه من خلال بعض الاطراف المتعاونين معهم سواء داخل المفوضية او خارجها لقطع الطريق امامهم في الحكومة المقبلة لتمرير ما يريدون تمريره من مشاريع تأمرية كون ان الفتح هو التحالف الوحيد الذي وقف بوجه هذه المشاريع ومنع حصولها وذلك من خلال تزوير الاصوات والانتخابات باكملها وهو ما ظهر واضحا من خلال ما اعلنته المفوضية العليا للانتخابات من نتائج مغايرة تماما للأشرطة التي اظهرت عدد اصوات كل مرشح والتي تم احتسابها من قبل الكيانات التابعة للاحزاب المشاركة بالانتخابات" بحسب قولها.

بلاسخارات في مرمى النيران

ونقلت الوكالة عن المرشحة الخاسرة عن تحالف الفتح أشواق كريم قولها إن نتائج الانتخابات المعلنة شهدت تزويرا واضحا داعية مفوضية الانتخابات الى "الموافقة على العد والفرز اليدوي لقطع الشك باليقين".. مبينة إن رفض المبعوثة الأممية بلاسخارت أجراء العد والفرز اليدوي دليل واضح على ان هناك تزوير في الانتخابات على حد رأيها.

وادعت ان "الخطأ الأساسي هو موافقة المفوضية على ان تكون السيرفرات الرئيسية لدى الإمارات المعروفة بعدائها ومواقفها من العراق وخاصة الحشد" بحسب قولها. وزادت "انا شخصيا اعلنت المفوضية حصولي على عدد من الاصوات ولكن بحسب الاشرطة التي حصلت عليها فان اصواتي تجاوزت 3000 صوت".

اما عضو تحالف الفتح محمد البلداوي فقد اشار الى ان المبعوثة الاممية بلاسخارات والتي وصفها بـ "الشريرة" قد جاءت بالاساس الى العراق بهدف بث الخراب والدمار .

واضاف ان "دور الكيان الصهيوني وبلاسخارت واضح منذ البداية عندما تدخلت في تحديد موعد الانتخابات وحتى المحاكات التي جرت كان على راسها هذه المبعوثة الشريرة التي جاءت لنشر الخراب والتي كان لها دور في ما تعرض له البلاد من دمار ونكبات".. مبينا انه "حتى الانتخابات العراقية وتزويرها والتدخل السيبراني وتعطيل النتائج من خلال ذراع بلاسخارت الموجود بالمفوضية والمدعو امير الأفغاني الذي سيطر على الجزء الفني والتقني بالمفوضية" على حد قوله.

واعتبر ان "وقوف بلاسخارت ضد اجراء اجراء عملية العد والفرز اليدوي دليل كبير على هذا التدخل والتلاعب خوفا من افتضاح هذا الموضوع وهو دليل ومؤشر خطر كبير أيضا على ما جرى داخل المفوضية في جزئها الفني والتقني" كما قال.

يشار الى ان المفوضية العليا للانتخابات قد اعلنت مساء اليوم الثلاثاء عن انتهاء فترة استلام الطعون في نتائج الانتخابات منوهة الى ان عددها قد ارتفع الى حوالي 1500 طعنا.