الخرطوم: واصل محتجون سودانيون اعتصامهم لليوم الرابع على التوالي أمام القصر الجمهوري في وسط الخرطوم متمسّكين بمطلبهم الأساسي بحل الحكومة المدنية التي يرأسها عبد الله حمدوك وتفويض العسكريين.
وانضمّ إليهم محتجّون آخرون من مناطق على أطراف العاصمة.
وقال التوم ابراهيم القادم من إقليم دارفور غرب البلاد والذي شهد نزاعاً دموياً أثناء حكم الرئيس السابق عمر البشير "نحن هنا منذ أربعة أيام وسنبقى. جئنا لتفويض المجلس العسكري، نريد حكومة عسكرية لا نريد حكومة مدنية".
من جهته، شدّد الفريق عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الإنتقالي على حرصه على إنهاء الفترة الإنتقالية في البلاد بحكومة منتخبة، وذلك لدى لقائه المبعوث البريطاني لدولتي السودان وجنوب السودان وسفير بريطانيا بالخرطوم الإثنين.
ونقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية ( سونا ) عن البرهان تأكيده "حرص والتزام الحكومة بمكوّناتها المختلفة بالعمل على إنجاح الفترة الإنتقالية وصولاً إلى انتخابات حرة ونزيهة تفضي لحكومة مدنية منتخبة".
الأزمة السياسية الأسوأ
يطالب المعتصمون منذ السبت قرب القصر الجمهوري والمؤيّدون للجيش باسقاط رئيس الحكومة الإنتقالية عبد الله حمدوك الذي جمع حكومته في اجتماع طارئ لبحث الأزمة السياسية التي وصفها بأنها "الأسوأ" منذ إسقاط عمر البشير عام 2019.
وقال ناجي الرشيد (32 عاماً) الآتي من مدينة كسلا شرق البلاد "هدفي إسقاط الحكومة.. الحكومة التي جعلت الجريمة منتشرة بيننا".
ومساء الثلاثاء، نظّمت مسيرة مضادة في شرق الخرطوم على وقع هتافات "حرية سلام وعدالة" و"مدنية خيار الشعب"، وفق ما أفاد شهود.
والإثنين، طالبت الحكومة السودانية المحتجّين الموالين للجانب العسكري ومؤيّديها بوقف التصعيد بعد أن فضت الشرطة تظاهرة تطالب بإسقاطها انطلقت من اعتصام مساندي الجانب العسكري.
وقال مجلس الوزراء السوداني في بيان عقب جلسة طارئة عقدها "شدّد مجلس الوزراء على أهمية أن تنأى جميع الأطراف عن التصعيد والتصعيد المُضاد، وأن يُعلي الجميع المصلحة العُليا لمواطني الشعب السوداني والسودان".
وأقر حمدوك مساء الجمعة في خطاب إلى الأمة بوجود "انقسامات عميقة وسط المدنيين وبين المدنيين والعسكريين"، مؤكّداً أنّ "الصراع ليس بين المدنيين والعسكريين بل هو بين معسكر الإنتقال المدني الديموقراطي.
التعليقات