يسود التوتر في ولاية تريبورا شمال شرقي الهند، في أعقاب هجمات على مساجد وممتلكات للمسلمين.

على إثر ذلك، تم تشديد الأمن وفرض قيود على التجمعات في المناطق المتضررة.

وجاءت أعمال العنف في أعقاب اشتباكات بين جماعات هندوسية والشرطة.

وتم الإبلاغ عن أكثر من 10 حوادث عنف ديني في منطقة شمال تريبورا، في الأيام الأربعة الماضية.

وفرضت السلطات قيودا على التجمعات الكبيرة، بعد أعمال العنف التي اندلعت الثلاثاء ليلا في بلدة بانيساغار الحدودية، حيث تم تخريب مسجد وعدة متاجر مملوكة لمسلمين.

كانت المجموعات تحتج على رفض الشرطة السماح لهم بتنظيم مسيرة احتجاجية، ضد الهجمات الأخيرة على الهندوس في دولة بنغلاديش المجاورة.

وقُتل ما لا يقل عن سبعة أشخاص في بنغلاديش، ودُنست المعابد وأضرمت النيران في مئات المنازل والشركات التابعة للأقلية الهندوسية في وقت سابق من هذا الشهر، بعد انتشار شائعات عن إهانة القرآن خلال فعاليات مهرجان "دورغا بوجا" الديني الهندوسي السنوي.

وتحيط بنغلادش بولاية تريبورا من ثلاث جهات، بينما تتصل الولاية عبر ممر ضيق بولاية آسام المجاورة. ويدير الولاية حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم في الهند منذ عام 2018، بعد 25 عامًا من الحكم الشيوعي.

وجاءت الهجمات في أعقاب مسيرة نظمتها المنظمة الهندوسية المتشددة، فيشفا هندو باريشاد، وهي حليف وثيق لحزب بهاراتيا جاناتا.

وقال "سوبهيك داي" وهو مسؤول كبير في الشرطة في بلدة بانيساغار إن حوالي 3500 شخص شاركوا في المسيرة.

وقال السيد داي: "قام بعض نشطاء المنظمة الهندوسية المشاركين في المسيرة بنهب مسجد في منطقة شامتيلا. في وقت لاحق، تم نهب ثلاثة منازل وثلاثة متاجر وتم إحراق متجرين في منطقة روا بازار، على بعد أقل من كيلومتر من الحادث الأول".

وقالت الشرطة إن المتاجر والمنازل التي تم نهبها مملوكة لمسلمين، وتم رفع دعوى بناء على شكوى من أحدهم.

وزعم نارايان داس، وهو زعيم محلي لجماعة هندوسية متشددة أخرى تدعى "باجرانغ دال"، أن بعض الشبان الذين كانوا أمام المسجد أساءوا إليهم ولوحوا بالسيوف، وهي تهمة لا يمكن التحقق منها بشكل مستقل.

وكتبت شرطة تريبورا على موقع تويتر أن "بعض الناس ينشرون شائعات، وينشرون رسائل استفزازية على وسائل التواصل الاجتماعي" وناشدت الناس الحفاظ على السلام.

وفي الأسبوع الماضي زعم الفرع المحلي لجمعية علماء الهند، وهي منظمة إسلامية، أن الحشود هاجمت المساجد والأحياء التي يسيطر عليها المسلمون. وقالت شرطة تريبورا إنها توفر الأمن لأكثر من 150 مسجدًا في الولاية.

ويشكل المسلمون أقل من 9 في المئة من سكان تريبورا، البالغ عددهم 4.2 مليون نسمة.

وقال بيكاتش تشودري، وهو كاتب مقيم في تريبورا: "على الرغم من أن غالبية سكان تريبورا هم من اللاجئين الهندوس مما هو الآن بنغلاديش، لم يكن هناك أي رد فعل عنيف ضد المسلمين هنا بعد الاضطرابات الدينية السابقة في البلد المجاور".

وألقت أحزاب المعارضة باللوم على "العناصر الهامشية ذات الدوافع السياسية" المقربة من حزب بهاراتيا جاناتا، في الهجمات على المسلمين.

وقالت سوشميتا ديف، وهي نائبة عن حزب مؤتمر ترينامول الإقليمي، لبي بي سي إن حزب بهاراتيا جاناتا كان يحاول استخدام العنف الأخير في بنغلاديش "لاستقطاب" الناخبين، قبل الانتخابات البلدية في الولاية في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

عنف في تريبورا
Pinaki das
وقعت معظم أعمال العنف في المناطق المتاخمة لبنغلاديش

وحاولت بي بي سي الاتصال بوزير شؤون الأقليات في تريبورا، راتانلال ناث، لكن لم تتلق ردا.

لكن قياديا بحزب بهاراتيا جاناتا، والذي طلب عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالتحدث إلى وسائل الإعلام، قال لبي بي سي إن المعارضة يجب "ألا تحاول زيادة رصيدها السياسي باستغلال عدد قليل من الحوادث المتفرقة، التي وقعت كرد فعل على الهجمات الهائلة ضد الهندوس في بنغلاديش."

وزعم أن "حكومة الولاية فعلت ما هو مطلوب للسيطرة على الوضع".