إيلاف من لندن: وضع المرجع الشيعي الاعلى في العراق السيستاني الثلاثاء حدا لكل التقارير عن ضلوع مرجعيته في الحراك السياسي بعد الانتخابات الاخيرة ما يؤكد استمراره على مقاطعة السياسيين العراقيين لعدم رضاه عن ادائهم.

فقد شدد مصدر مسؤول في مكتب المرجع الشيعي الأعلى آية الله السيد علي السيستاني على "ان المرجعية الدينية العليا ليست طرفاً في أي اجتماعات أو مباحثات او اتصالات او استشارات بشأن عقد التحالفات السياسية وتشكيل الحكومة المقبلة"..

وأكد المصدر في بيان مقتضب تابعته "ايلاف" انه "لا أساس من الصحة بتاتاً لأي من الاخبار التي تروج بخلاف ذاك من قبل بعض الاطراف والجهات في وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي".

نفي تدخل المرجعية لرأب الصدع بين القوى الشيعية

يأتي موقف المرجع السيستاني هذا بعد ساعات من نشر تقارير محلية نقلا عما قالت انه مصدر مقرب من المرجعية الشيعية في النجف اشارت الى وجود تحرك من مكتب المرجع لرأب الصدع بين القوى الشيعية الذي خلفته نتائج الانتخابات البرلمانية.

ونسبت الى المصدر قوله ان " محمد رضا السيستاني نجل المرجع الشيعي الأعلى يتحرك لتوحيد المواقف بين الإطار التنسيقي للقوى الشيعية والتيار الصدري من أجل اختيار رئيس وزراء متفق عليه في البيت الشيعي وثم التوجه للتفاوض مع الكرد والسنة لافتا إلى ان هذه التحركات السيستانية تتم من خلال محمد رضا مباشرة ومن خلال ممثلين عنه.

وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدرالفائز في الانتخابات المبكرة التي جرت في العاشر من الشهر الماضي قد أفصح الاحد الماضي عن توجهه لتشكيل حكومة أغلبية وطنية موضحا انه ليس لديه خلافاً مع الكتل السياسية الأخرى سوى "مسألة الإصلاح الداخلي والخارجي".

وتأتي هذه التطورات اثر الخسارة الكبرى التي منيت بها القوى الشيعية في الانتخابات وخاصة تحالف الفتح الجناح السياسي للمليشيات الموالية لايران بزعامة رئيس منظمة بدرهادي العامري والذي لم يحصل الا على 16 مقعدا في البرلمان الجديد بحسب النتائج شبه النهائية التي اعلنتها المفوضية العليا للانتخابات مؤخرا بعد ان كان له 38 مقعدا في البرلمان السابق الامر الذي دفع بانصاره الى الاعتصام امام المنطقة الخضراء وسط العاصمة احتجاجا على النتائج التي يقولون انها قد زورت من قبل اياد اجنبية.

السيستاني دعا لابعاد الايادي الفاسدة

وكان السيستاني قد دعا العراقيين قبيل الانتخابات الاخيرة الى "المشاركة الواعية والمسؤولة فيها .. وشدد على الناخبين بأن يأخذوا العِبَر والدروس من التجارب الماضية ويعوا قيمة أصواتهم ودورها المهم في رسم مستقبل البلد، فيستغلوا هذه الفرصة المهمة لإحداث تغيير حقيقي في ادارة الدولة وإبعاد الأيادي الفاسدة وغير الكفوءة عن مفاصلها الرئيسة .

وقال ان "المرجعية الدينية العليا تؤكد أنها لا تساند أيّ مرشح أو قائمة انتخابية على الاطلاق، وأن الأمر كله متروك لقناعة الناخبين وما تستقر عليه آراؤهم ولكنها تؤكد عليهم بأن يدقّقوا في سِيَر المرشحين في دوائرهم الانتخابية ولا ينتخبوا منهم الا الصالح النزيه، الحريص على سيادة العراق وأمنه وازدهاره، المؤتمن على قيمه الأصيلة ومصالحه العليا".

يشار الى ان المرجع السيستاني كان قد قاطع السياسيين العراقيين واعلن مقربون من مكتبه مطلع عام 2011 اعتذاره عن استقبال اي منهم في خطوة تعكس امتعاضه من أدائهم واستيائه من سوء الخدمات ومستويات الفساد الإداري والمالي في البلاد.