اديس ابابا: أمرت الولايات المتّحدة السبت دبلوماسييها غير الأساسيين في السفارة الأميركية في إثيوبيا وأفراد عائلاتهم، بمغادرة البلاد حيث تصاعد القتال هذا الأسبوع في الشمال بين القوات الحكومية ومتمردي تيغراي الذين يهددون بالزحف إلى العاصمة.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان إن هذا القرار اتُخذ "بسبب النزاع المسلّح واضطرابات مدنية ونقص محتمل" في المواد الأساسية.
وفي الأيام الأخيرة، طلب عدد من السفارات بينها بعثات الولايات المتحدة والسعودية والسويد والنروج والدنمارك، من رعاياها مغادرة إثيوبيا.
تخوض الحكومة الفدرالية الإثيوبية برئاسة أبيي أحمد الحائز جائزة نوبل للسلام لعام 2019، حربًا منذ عام ضد جبهة تحرير شعب تيغراي في شمال البلاد.
وبعد أن استعاد مقاتلو الجبهة معظم مناطق تيغراي في حزيران/يونيو، تقدّموا خصوصًا في الأشهر الأخيرة في منطقة أمهرة المجاورة حيث أعلنوا في نهاية الأسبوع الماضي سيطرتهم على مدينتين استراتيجيتين.
وقالت جبهة تحرير شعب تيغراي الأربعاء إنها وصلت إلى منطقة كيميسي على بعد 325 كيلومترًا شمال العاصمة أديس أبابا، حيث انضمت إلى جيش تحرير أورومو المجموعة المسلحة لاتنية أورومو. ولم تستبعد الجماعتان الزحف إلى أديس أبابا. فيما تنفي الحكومة من جهتها، أي تقدّم للمتمردين أو تهديد لأديس أبابا.
A nation of great potential and immense cultural, historic and national wealth, #Ethiopia will persevere through our current challenges. In unwavering unity we will remain on our path towards greater heights #ResilientlyOnwards.
— Abiy Ahmed Ali 🇪🇹 (@AbiyAhmedAli) November 6, 2021
أبيي أحمد
كتب أبيي أحمد في رسالة قصيرة على تويتر "هناك تضحيات يجب تقديمها لكن هذه التضحيات ستنقذ إثيوبيا".
وأضاف "واجهنا المحن والعقبات وهذا جعلنا أقوى ... لدينا حلفاء أكثر من الذين انقلبوا علينا".
من جهته، أكد مكتب الاتصالات الحكومية في تغريدة على تويتر أن "شرف لنا أن نموت من أجل سيادتنا ووحدتنا وهويتنا. لا انتماء إلى إثيوبيا من دون تضحيات".
تأتي هذه التصريحات غداة إعلان تحالف من تسع منظمات متمردة من مختلف المناطق والأعراق في إثيوبيا، حول جبهة تحرير شعب تيغراي التي تقاتل القوات الحكومية منذ أكثر من عام.
وتهدف هذه "الجبهة الموحدة" إلى "قلب نظام" أبيي أحمد كما أعلن ممثل الجبهة برهان جبرخريستوس عند توقيع هذا التحالف في واشنطن.
تؤكد الحكومة التي أعلنت الثلاثاء حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد، أنها ستنتصر في هذه "الحرب الوجودية".
وانتقدت المتحدثة باسم رئيس الوزراء بيلين سيوم "خطابا مثيرا للقلق" حول تقدّم المتمردين الجمعة أججته "معلومات مضللة" من جبهة تحرير شعب تيغراي تهدف إلى خلق "شعور زائف بانعدام الأمن".
وما زال المعسكران صامتين إزاء الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار والمفاوضات التي نقلها المبعوث الأميركي للقرن الإفريقي جيفري فيلتمان الموجود في العاصمة الإثيوبية.
ودعا مجلس الأمن الدولي الجمعة إلى "إنهاء القتال والتفاوض على وقف دائم لإطلاق النار" في بيان مشترك نادر منذ بدء القتال قبل عام.
وفي الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر 2020، أرسل أبيي أحمد الجيش إلى تيغراي لإقصاء سلطات المنطقة المنبثقة عن جبهة تحرير شعب تيغراي التي اتهمها بمهاجمة قواعد عسكرية.
وأعلن انتصاره في 28 شباط/نوفمبر. لكن في حزيران/يونيو، استعاد مقاتلو الجبهة معظم مناطق تيغراي وواصلوا هجومهم في منطقتي عفر وأمهرة المجاورتين.
أدى القتال الذي تسبب بسقوط آلاف القتلى ونزوح مئات الآلاف إلى إغراق شمال البلاد في أزمة إنسانية عميقة.
وتقول الأمم المتحدة إن 400 ألف شخص على الأقل باتوا على حافة المجاعة في تيغراي حيث لم تتمكن من إيصال مساعدات منذ 18 تشرين الأول/أكتوبر.
كما أدى النزاع إلى تفاقم الخلافات العرقية، خصوصا على شبكات التواصل الاجتماعي حيث تنتشر الخطب الحربية والدعوات إلى الكراهية.
وأعلن موقع تويتر السبت أنه "عطل مؤقتا" في إثيوبيا زاوية "الموضوعات المتداولة" التي تضم أكثر التغريدات انتشارا حول موضوع ما، بسبب "التهديد الوشيك بحدوث اعتداءات جسدية".
وقالت الشبكة إن "التحريض على العنف أو تجريد الناس من إنسانيتهم مخالف لقواعدنا".
من جهتها أعلنت شركة "ميتا" الأم لفيسبوك الأربعاء أنها حذفت رسالة لأبيي أحمد أرسلت الأحد وتدعو إلى "دفن" جبهة تحرير شعب تيغراي.
وأدى إعلان حالة الطوارئ إلى سلسلة من العمليات الأمنية.
ودانت منظمة العفو الدولية هذه الإجراءات الطارئة التي تشكل برأيها "خطة لتصعيد انتهاكات حقوق الإنسان".
وقال محامون لوكالة فرانس برس إن آلافا من التيغراي اعتقلوا منذ الثلاثاء، بينما تؤكد السلطات أنها لا تستهدف سوى أنصار جبهة تحرير شعب تيغراي.
التعليقات