إيلاف من بيروت: وصل الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، الثلاثاء إلى مطار دمشق في زيارة إلى سوريا هي الأولى من نوعها لمسؤول إماراتي بهذا المستوى منذ أكثر من 10 أعوام، وذلك وفقًا لموقع "العين الإخبارية"، وكان في استقباله في مطار دمشق وزير الخارجية والمغتربين في النظام السوري فيصل المقداد.

ونقل موقع "الحرة" عن المحلل السياسي الإماراتي عبد الخالق عبد الله قوله إن هذه الزيارة الإماراتية إلى دمشق تأتي "لصالح الشعب السوري وليس النظام بالضرورة".

أضاف عبد الله: "الدافع الأكبر للخطوة الإمارتية هو الجانب الإنساني، فقد حان الوقت أن يستعيد الشعب السوري عافيته، لا سيما في ظل وجود 10 ملايين سوري مشردين ولاجئين خارج بلادهم".

وتابع: "حان الوقت لتدعم الدول العربية الأشقاء في سوريا لاعتبارات انسانية أولا، وبعد ذلك، اعتبارات سياسية، فدول عربية عدة بادرت واتخذت خطوات تجاه سوريا مؤخرا، في مقدمتها الإمارات والأردن ومصر والسعودية"، لافتًا إلى أن الإمارات بادرت ومهدت وتمهد الطريق لباقي الدول العربية للعودة إلى سوريا".

وعن البنود التي سيتم بحثها مع الخارجية السورية، يقول عبد الله: "البند الأول إنساني بحت، حيث بات من الضروري مساعدة الشعب السوري بعد 11 سنة من المعاناة، إذ أن نصفهم مشردين والنصف الآخر في بؤس ما بعده بؤس"، مضيفًا أن البحث سيتطرق إلى ملفات سياسية، استراتيجية، اقتصادية ، "فسوريا تعاني من التغلغل الايراني الذي بلغ مستويات بليغة ومن احتلال تركيا في شمالي سوريا وتحديدا داخل إدلب".

وفي منشور على فيسبوك، أعلنت رئاسة الجمهورية السورية أن الأسد استقبل الشيخ عبد الله بن زايد، يُرافقه خليفة شاهين وزير دولة في الخارجية الإماراتية، وعلي محمد حماد الشامسي رئيس الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ بمرتبة وزير. وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وتطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، وتكثيف الجهود لاستكشاف آفاق جديدة لهذا التعاون، وخصوصاً في القطاعات الحيوية من أجل تعزيز الشراكات الاستثمارية في هذه القطاعات.

وبحسب المنشور، أكّد الأسد على العلاقات الأخوية الوثيقة التي تجمع بين سورية والإمارات، ونوَّه بالمواقف الموضوعية والصائبة التي تتخذها الإمارات، مشدداً على أن الإمارات وقفت دائماً إلى جانب الشعب السوري.

وشدّد الشيخ عبد الله على دعم الإمارات لجهود الاستقرار في سورية، معتبراً أنّ ما حصل في سورية أثَّر على كل الدول العربية، معرباً عن ثقته أنّ سورية وبقيادة الرئيس الأسد، وجهود شعبها قادرةٌ على تجاوز التحديات التي فرضتها الحرب، مشيراً إلى أن الإمارات مستعدةٌ دائماً لمساندة الشعب السوري.

وتناول النقاش أيضاً الأوضاع على الساحتين العربية والإقليمية، وتمّ الاتفاق على استمرار التشاور والتنسيق حول مختلف القضايا والتحديات التي تواجه المنطقة العربية، من أجل تحقيق تطلعات شعوبها وبإرادتهم بعيداً عن أيّ تدخلاتٍ خارجية.

وهذه الزيارة تأتي بعد الاتصال الهاتفي الذي أجراه رئيس النظام السوري بشار الأسد في 20 أكتوبر الماضي مع ولي عهد ابوظبي الشيخ محمد بن زايد بعد نحو ثلاثة أعوام على إعادة الإمارات فتح سفارتها في دمشق. وبحسب وكالة الأنباء الإماراتية، بحث ولي عهد أبوظبي مع الأسد سبل تعزيز التعاون المشترك والتطورات في سوريا والشرق الأوسط.