اديس ابابا: وصل رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد إلى الجبهة حيث تقاتل القوات الحكومية متمردي إقليم تيغراي في أقصى شمال البلاد، وفق ما أفادت وسائل إعلام تابعة للحكومة.

ويتصاعد القلق الدولي إزاء اشتداد النزاع المستمر منذ عام والذي دفع حكومات عدة إلى الطلب من رعاياها مغادرة إثيوبيا وسط مخاوف من زحف متمردي تيغراي إلى العاصمة أديس أبابا.

وأوردت هيئة البث الإثيوبية "فانا" أن أبيي الحائز جائزة نوبل للسلام في العام 2019 "يقود حاليا الهجوم المضاد" وهو "يتولى قيادة المعارك منذ يوم أمس" الثلاثاء.

وأورد التقرير أن نائب رئيس الوزراء ديميكي ميكونن يتولى "تصريف الأعمال".

ولم يتّضح مكان تواجد أبيي، كما أن الإعلام الرسمي لم يبث مشاهد له على الأرض.

ولم يشأ مسؤولون إعطاء تفاصيل حول مهمّته أو مكان تواجده.

وأوقعت المعارك في إثيوبيا التي تعد ثاني أكبر بلد إفريقي لجهة عدد السكان آلاف القتلى ووضعت مئات الآلاف في مواجهة خطر المجاعة، وفق الأمم المتحدة.

ويبذل موفدون أجانب جهودا حثيثة من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار، إلا أن مؤشرات تحقيق اختراق على هذا الصعيد قليلة جدا.

وأعلن الموفد الأميركي إلى إثيوبيا الثلاثاء عن "تقدم" نحو التوصل لحل دبلوماسي بين الحكومة ومتمردي تيغراي لكنه حذر من أن تحبطه "التطورات المقلقة" على الأرض.

وأرسلت أديس أبابا في خريف 2020 قواتها إلى تيغراي للإطاحة بسلطات الإقليم المنبثقة عن جبهة تحرير شعب تيغراي بعدما اتّهم رئيس الوزراء قوات الإقليم بمهاجمة مواقع للجيش الاتحادي.

تقدم لجبهة التحرير

وفي أعقاب معارك طاحنة أعلن آبيي النصر في 28 تشرين الثاني/نوفمبر، لكنّ مقاتلي الجبهة ما لبثوا أن استعادوا في حزيران/يونيو السيطرة على القسم الأكبر من تيغراي قبل أن يتقدموا نحو منطقتي عفر وأمهرة المجاورتين.

كذلك تحالفت الجبهة مع مجموعات متمردة أخرى مثل جيش تحرير أورومو، الناشط في منطقة أوروميا المحيطة بأديس أبابا.

وأعلنت جبهة تحرير شعب تيغراي هذا الأسبوع السيطرة على شيوا روبت، التي تبعد مسافة 220 كيلومترا إلى شمال شرق أديس أبابا برا.

وأفادت فانا الأربعاء بأن إعلان أبيي الإثنين أنه سيلتحق بالجبهة "ألهم كثرا على ... الانضمام إلى حملة الصمود".

والأربعاء شارك مئات المجنّدين الجدد في حفل أقيم على شرفهم في منطقة كولفي في أديس أبابا.

وفيما عمل البعض على تحميل الأغنام والماعز في حافلات متّجهة إلى الشمال، أنشد المجنّدون الأغاني والأناشيد الوطنية.

وقال السائق تيسفاي شيريفا (42 عاما)، وهو أحد المجنّدين، في تصريح لوكالة فرانس برس "أصبت بالذهول حين سمعت" ان أبيي يعتزم الانضمام إلى الجنود في ميدان المعارك.

وتابع "عندما يتخلى مسؤول عن كرسيه.. وعن عرشه يكون ذلك لإنقاذ بلاده. تركيزه ليس منصبا على العيش، بل على إنقاذ هذه البلاد، لقد بكيت حين قال اتبعوني وتوجّه إلى الجبهة".

ومن بين أولئك الذين تعهّدوا خوض القتال العدّاء فييسا ليليسا الحائز ميدالية أولمبية فضية، وهو صرّح للإعلام الرسمي ان تقدّم المتمردين يشكل "مناسبة عظيمة" للدفاع عن البلاد.

وقال فييسا "عند يكون بلد منتهكا، لا مجال لأن أقف جانبا وأتفرج".

وكان فييسا قد سجّل موقفا سياسيا حين شبك ذراعيه فوق رأسه لدى إنهائه ماراتون الألعاب الأولمبية التي نظّمت في ريو دي جانيرو في العام 2016، في بادرة تضامن مع أبناء إتنية الأورومو الذين قتلوا خلال احتجاجات على انتهاكات ارتكبت إبان حكم جبهة تحرير شعب تيغراي الذي استمر نحو ثلاثين عاما.

على الرغم من تعبئتها السكان لمقاتلة المتمردين، تصر حكومة أبيي على أن التقارير التي تفيد بتحقيق جبهة تحرير شعب تيغراي تقدما ميدانيا مبالغ فيها، وتوجّه انتقادات للمغالاة في التغطية الإعلامية وللتحذيرات الأمنية التي تصدرها السفارات لرعاياها.

وأعربت الأمم المتحدة الأربعاء عن قلقها بعد ورود معلومات حول نزوح واسع النطاق لسكان في غرب تيغراي حيث سبق لواشنطن أن حذرت من إحتمال وقوع تطهير عرقي.

وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن هذا النزوح يحصل من منطقة حدودية مع السودان وإريتريا. وأعلنت السلطات المحلية في تيغراي عن وصول ثمانية آلاف شخص وقد يصل هذا العدد إلى 20 ألفا. لكن تعذر التأكد من هذه الأرقام على الفور.

والأربعاء حضَّت بريطانيا رعاياها على مغادرة إثيوبيا فورا، أسوة بدعوات مماثلة أطلقتها فرنسا وألمانيا وإيطاليا والولايات المتحدة.

وسبق أن عمدت واشنطن ولندن والاتحاد الأوروبي إلى سحب الموظفين غير الأساسيين، فيما تجري الأمم المتحدة عمليات إجلاء لعائلات الموظفين الدوليين.

والأربعاء أبلغت إثيوبيا أربعة دبلوماسيين إيرلنديين من أصل ستة يعملون في سفارة بلادهم في العاصمة أديس أبابا بوجوب مغادرة البلاد بحلول الأسبوع المقبل، وفق ما أعلنت الحكومة الإيرلندية في دبلن.

وأعلنت وزارة الخارجية الإيرلندية أن السلطات الإثيوبية أشارت إلى أن القرار "مردّه المواقف التي اتّخذتها إيرلندا دوليا.. بشأن النزاع الدائر في إثيوبيا والأزمة الإنسانية التي تشهدها".