إيلاف من بيروت: يواصل الجيش الإسرائيلي تطوير قدرته على توجيه ضربة عسكرية لبرنامج إيران النووي إذا اقتضت الظروف ذلك. فبعد توقف دام خمسة أشهر، من المقرر استئناف المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران مع توسط الأطراف الأخرى في الاتفاق النووي على أمل إعادة التوصل إلى اتفاق لكبح الطموحات النووية للجمهورية الإسلامية.

لا ترى وزارة الدفاع اندلاع حرب مع إيران أو وكلائها، مثل حزب الله في لبنان، لكن الجيش الإسرائيلي يراقب الشمال والجنوب. وأجرت تدريبات واسعة النطاق في الشمال في أكتوبر ونوفمبر، وهناك خطط لإجراء تدريبات أكثر بنسبة 50 في المئة العام المقبل مقارنة بعام 2020، و 30 في المئة أكثر من عام 2021.

تأتي التدريبات المتزايدة المقرر إجراؤها في عام 2022 بعد سنوات من الركود، وستكون أكبر عملية تدريب منذ خمس سنوات، خاصة لقوات الاحتياط.

بعد توقيع اتفاقية إبراهيم، بدأ الجيش الإسرائيلي أيضًا في إجراء مناورات مع دول الخليج العربية. في رسالة خفية إلى إيران، شاركت إسرائيل في تدريب أمني بحري متعدد الأطراف في البحر الأحمر مع الإمارات والبحرين والقيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية.

أولى من نوعها

كانت التدريبات في أوائل نوفمبر الأولى من نوعها، وأظهرت نوع التحالف البحري الذي قد تنضم إليه إسرائيل إذا كان هناك عمل عسكري ضد إيران. "من المثير رؤية القوات الأميركية تتدرب مع شركاء إقليميين لتعزيز قدراتنا الأمنية البحرية الجماعية"، بحسب براد كوبر، قائد الأسطول الخامس. فـ "التعاون البحري يساعد على حماية حرية الملاحة والتدفق الحر للتجارة، وهما أمران ضروريان للأمن والاستقرار الإقليميين".

هناك أيضًا تلميحات عن تحالف جوي يمكن أن يتحد. فقد رافقت الطائرات الإسرائيلية مؤخرًا قاذفة ثقيلة استراتيجية من طراز B-1B و KC-10 للتزود بالوقود في طريقهما إلى الخليج. كما رافقت طائرات من مصر والأردن والبحرين والسعودية تلك الطائرات في أثناء تحليقها في المجال الجوي لكل منها.

توفر تدريبات "العلم الأزرق" الإسرائيلية، التي أصبحت أكثر شعبية مع مرور السنين، أيضًا دليلًا على ما يمكن أن تفعله الدول الأخرى إلى جانب إسرائيل عندما يحين الوقت. فقد شهدت هذه التدريبات في هذا العام مشاركة طائرات من ألمانيا (ست مقاتلات يوروفايتر)، وإيطاليا (خمس مقاتلات إف -35 وخمس مقاتلات جي 550)، وبريطانيا (ست مقاتلات يوروفايتر)، وفرنسا (أربع مقاتلات رافال)، والهند (خمس مقاتلات ميراج)، واليونان (أربع مقاتلات إف -16) والولايات المتحدة (ست مقاتلات F-16 CJ).

خلال التدريبات، مارست القوات معركة جوية إضافة إلى سيناريوهات معركة سطح - جو وصواريخ أرض - جو قتالية متطورة في أراضي العدو، وأكثر من ذلك. وركز التمرين على "توسيع وتعزيز القدرات العملياتية للقوات المشاركة"، مع التركيز على الهجمات جو - جو وجو - أرض، فضلًا عن التهرب من أنظمة الدفاع الجوي الأرضية "وسيناريوهات تشغيلية مختلفة في أرض العدو".

الشراكة ضرورية

وفي حين أن إسرائيل لم تنضم أبدًا إلى تحالف عسكري إقليمي، قال قائد فرقة ماروم، العقيد أفيران ليرير، لصحيفة جيروزاليم بوست، إنه قد يكون هناك وقت قد تكون فيه القدس جزءًا من هذه الشراكة.

قال ليرير، بعد تدريبات استمرت أسبوعين مع 500 جندي من اللواء 51/5 مشاة البحرية التابع لقوات البحرية الأميركية، إن الجيش الإسرائيلي يجب أن يكون مستعدًا للقتال مع القوات الأخرى.

أضاف أن التدريبات تهدف إلى تعزيز العلاقات مع الحليف الرئيسي لإسرائيل ومشاة البحرية الذين "يشكلون قوة مهمة في الجيش الأميركي ولدينا الكثير من المصالح المشتركة معهم. تحارب الولايات المتحدة دائمًا كتحالف، وقد يكون ذلك جزءًا من تحالف مستقبلي. علينا كجيش أن نفعل كل ما في وسعنا لنكون مستعدين لنزاع مستقبلي. نحن نرى الأميركيين كحليف استراتيجي، وقد يكون هناك وقت نعمل فيه ونقاتل معًا".

بينما يعمل الدبلوماسيون الإسرائيليون على مدار الساعة للتأثير على الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا في محادثات إيران، قال وزير الدفاع بيني غانتس أن "أفضل سيناريو" سيكون صفقة لا تركز فقط على تخصيب اليورانيوم، لكن أيضًا على برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية.

أضاف غانتس: "في ما يتعلق بإيران، يجب أن نؤثر على شركائنا ونجري مناقشات مستمرة معهم. واجبنا الآخر هو بناء قوة عسكرية، وهو أمر مهم بحد ذاته. أمرت الجيش بتعزيز قوته، بالتوازي مع مناقشاتنا مع شركائنا الاستراتيجيين".

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "جيروزاليم بوست".