إيلاف من واشنطن: أطلقت خلية قتالية أميركية سرية للغاية عشرات الآلاف من القنابل والصواريخ ضد تنظيم داعش في سوريا، ولكن في عملية الاستهداف للعدو الشرس تجاوزت القوة الغامضة الضمانات وتسببت بقتل مدنيين بشكل متكرر، وفقًا للعديد من العسكريين الحاليين والسابقين ومسؤولي المخابرات.

ونقل موقع "العربية.نت" عن "نيويورك تايمز" إفادتها بأن هذه الوحدة تسمى "تالون أنفيل"، وعملت في ثلاث ورديات بين عامي 2014 و2019، حيث حددت أهدافًا للقوة الجوية الهائلة للولايات المتحدة كقوافل من السيارات وسيارات مفخخة ومراكز قيادة وفرق من مقاتلي العدو. لكن من عملوا مع هذه الخلية يقولون إنها في اندفاعها لتدمير الأعداء، تحايل أفرادها على القواعد المفروضة لحماية غير المقاتلين، ما أثار قلق الشركاء في الجيش ووكالة المخابرات المركزية، خصوصًا أنهم تسببوا بقتل أشخاص لا دور لهم في النزاع: منهم مزارعون يحاولون جني المحاصيل، وأطفال في الشوارع، وعائلات تفر من القتال، وقرويون يحتمون بالمباني.

وكانت الفرقة "تالون انفيل" صغيرة في بعض الأحيان، أقل من 20 شخصًا يعملون من غرف مجهولة مزدحمة بشاشات مسطحة، لكنها لعبت دورًا كبيرًا في 112000 قنبلة وصاروخ تم إطلاقها ضد داعش، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أنها تبنت تفسيرًا فضفاضًا لقواعد الجيش، وفقًا لتقرير "العربية.نت".

وقال ضابط سابق في المخابرات الجوية عمل في مئات المهمات السرية في "تالون أنفيل" من 2016 إلى 2018: "كانوا فعالين وجيدين في وظائفهم بلا رحمة، لكنهم قاموا أيضًا بالعديد من الضربات السيئة".

ووصف الجيش الحرب الجوية ضد داعش بأنها الحرب الأكثر دقة وإنسانية في التاريخ العسكري، وقال إن القواعد الصارمة والرقابة من قبل كبار القادة أبقت الوفيات بين المدنيين عند الحد الأدنى على الرغم من الوتيرة الشرسة للقصف. وفي الواقع، يقول أربعة مسؤولين عسكريين حاليين وسابقين، إن غالبية الضربات لم تصدر بأوامر من كبار القادة ولكن من قبل كوماندوز قوة دلتا بالجيش الأميركي.

وكانت "نيويورك تايمز" قد ذكرت في الشهر الماضي أن قصفا للعمليات الخاصة في عام 2019 أسفر عن مقتل العشرات من النساء والأطفال، وأن التداعيات كانت مخفية عن الجمهور وكبار القادة العسكريين. لكن في نوفمبر، أمر وزير الدفاع لويد أوستن بإجراء تحقيق رفيع المستوى في العملية والذي أدارته فرقة "تالون أنفيل" السرية.