مانيلا: ارتفعت حصيلة قتلى أقوى إعصار يضرب الفيليبين هذا العام إلى 375 الاثنين، فيما يناشد الناجون السلطات إمدادهم على نحو عاجل بمياه الشرب والطعام.
ووصف الصليب الأحمر الفيليبيني ما حصل في المناطق الساحلية بأنه "مجزرة فعلية"، مشيرا إلى دمار مستشفيات ومدارس.
واقتلع الإعصار سقوف منازل وأشجارا وأسقط أعمدة اسمنتية ودمّر منازل خشبية وأتلف محاصيل زراعية وتسبب بتشكيل سيول في عدد من القرى، وقد شبّه البعض أضراره بتلك التي تسبب بها الإعصار هايان في عام 2013.
وقال فيري اسونسيون وهو بائع جوال في مدينة سوريغاو التي لحقت بها أضرار جسيمة "الوضع يائس كليا. الناس بحاجة إلى مياه شرب وأغذية".
أعلنت الشرطة مقتل 375 شخصا وإصابة 500 آخرين وفقدان أثر 56 شخصًا من جراء الإعصار راي.
وغادر أكثر من 380 ألف شخص منازلهم والمنتجعات الساحلية بعدما ضرب الإعصار اليابسة الخميس.
تعد جزيرة بوهول من أكثر الجزر تضررا مع سقوط ما لا يقل عن 94 قتيلا على ما أعلن حاكم المنطقة ارتور ياب.
وأعلنت السلطات بلدة أوباي في بوهول منكوبة، بعدما سوى الإعصار منازل خشبية فيها أرضا وحطّم قوارب صيد.
وقال مسؤول رفيع في الوكالة الوطنية لمكافحة الكوارث إنه لم يكن يتوقع هذه الحصيلة الكبيرة من القتلى.
وقال كاسيانو مونيا، نائب مدير العمليات "تبيّن من التقارير الواردة أني كنت مخطئا على ما يبدو".
وضرب الإعصار راي الفيليبين في نهاية موسم الاعاصير، إذ تتشكل غالبية الأعاصير بين تموز/يوليو وتشرين الأول/أكتوبر.
ومنذ زمن يحذّر علماء من أن الأعاصير تشتد قوة وحدة بوتيرة أسرع مع تزايد الاحترار العالمي من جراء التغيّر المناخي الناجم عن الأنشطة البشرية.
يضرب الفيليبين، إحدى أضعف الدول في مواجهة التغير المناخي، سنويا حوالى عشرين إعصارا تشيع الدمار في المساكن وتقضي على محاصيل وبنى تحتية في مناطق تعاني أصلا من الفقر.
وفي عام 2013 ضرب الإعصار هايان الفيليبين مصحوبا بأمطار غزيرة وكان الأشد من نوعه، واسفر عن سقوط أكثر من 7300 شخص بين قتيل ومفقود.
ومن غير المتوقع ان تناهز حصيلة الإعصار راي تلك التي سجّلت في عام 2013.
والفيليبين مجهّزة بنظام لإدارة الكوارث قادر على إصدار إنذارات مبكرة باقتراب عواصف وعلى نقل الفئات الأكثر ضعفا إلى مراكز إجلاء.
إلا أن العاصفة أضرت كثيرة بالقطاع السياحي الذي يعاني اصلا من جراء القيود المفروضة لاحتواء فيروس كورونا والتي حدّت بشكل كبير من عدد السياح.
وكتبت عبارة "النجدة" (اس أو اس) بالطلاء على طريق في مدينة جنرال لونا السياحية على جزيرة سيارغاو إلى حيث توافد راكبو الأمواج قبل عيد الميلاد، إذ يكافح الناس لإيجاد المياه والمواد الغذائية.
وروت مارجا أودونيل صاحبة مجمع فندقي في سيارغاو لمحطة "سي ان ان فيليبين"، "المياه غير متوافرة ثمة أزمة مياه وحصلت عمليات نهب في حيِنا في اليوم الأول".
وسجل دمار واسع النطاق في جزر سيارغاو وديناغات ومينداناو وهي أكثر المناطق تضررا الخميس عندما ضرب الإعصار البلاد مصحوبا برياح سرعتها 195 كيلومترا في الساعة.
وأفادت الشرطة بمصرع 167 شخصا في شمال شرق مينداناو في منطقة كاراغا التي تقع ضمن نطاقها ديناغات وسياراغاو.
وقال المسؤول الإعلامي المحلي جيفري كريسوستو في تصريح لمحطة "ايه.بي.اس-سي.بي.ان" إن 14 شخصا قضوا في جزر ديناغات، وأشار إلى أن المنطقة "سويت أرضا".
لكن عددا من سكان ديناغات أعربوا في رسائل نشرت على فيسوك عن "سعادتهم بالبقاء أحياء" وفق ما كتبت ايمي انطونيو-خيمينو لشقيقتها.
وتابعت "منازلنا أصبحت بلا سقف لكننا لن نيأس".
وانقطعت وسائل الاتصال في أجزاء عدة من المناطق المتضررة ما زاد من صعوبة عمل فرق الاغاثة في تقييم حجم الأضرار.
وقد انقطع التيار الكهربائي أيضا ما أثر على محطات ضخ المياه وأجهزة الصرف الآلي.
ونشر آلاف من عناصر الجيش والشرطة وخفر السواحل للمساعدة في أعمال البحث والانقاذ.
وقد أرسلت مساعدة من أغذية ومياه ومستلزمات طبية على متن سفن تابعة لخفر السواحل. وأرسلت أيضا معدات لفتح الطرقات المقطوعة جراء سقوط أعمدة كهرباء وأشجار.
وتفقد الرئيس رودريغو دوتيرتي بعض المناطق المنكوبة السبت ووعد بتخصيص مساعدات قدرها مليارا بيزو (40 مليون دولار).
إلا ان بعض الضحايا يعرب عن استيائه حيال استجابة الحكومة للكارثة.
وقالت المتقاعدة ليفي ليسوندرا من سبوريغاو سيتي في أقصى شمال جزيرة مينداناو غاضبة "لا احد يتفقدنا لا أعرف أين أختفى السياسيون والمرشحون (للانتخابات العام المقبل)".
وأضافت "كنا ندفع الكثير من الضرائب عندما كنا نعمل والآن لا يساعدوننا".
التعليقات