إيلاف من لندن: فيما ينتظر العراقيون انعقاد الجلسة الأولى لبرلمانهم الجديد الأحد المقبل يسعى التحالفان السنيان الرئيسيان إلى دخول الجلسة بجبهة موحدة تضم 51 نائباً يمكن أن تتوسّع بانضمام نواب آخرين.
فقد وجه تحالف تقدم الوطني برئاسة رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي (37 مقعداً) اليوم دعوة إلى تحالف العزم برئاسة خميس الخنجر ( 14 مقعداً) إلى تحالف جامع قبيل انعقاد الجلسة الأولى للبرلمان الجديد والدخول إليه بقوة كتحالف قوي موحد. وإذا تحقق تحالف الكتلتين فإن مقاعدهما ستبلغ 51 مقعداً من مجموع مقاعد البرلمان الجديد المنبثق عن الانتخابات المبكرة التي جرت في العاشر من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي والبالغة 329.


بيان تحالف تقدم برئاسة الحلبوسي داعياً تحالف عزم بزعامة الخنجر إلى التوحد (موقعه)

توحيد المواقف
وقال تحالف تقدم في بيان تابعته "إيلاف" أنه "مع قرب موعد انعقاد الجلسة الأولى لمجلس النواب وإيماناً منا بضرورة توحيد المواقف التحقيق وحدة العراق وسيادته وحفظ حقوق جماهيرنا الوفية؛ فإننا نعبر عن رغبتنا الصادقة بتوحيد العمل السياسي في محافظاتنا العزيزة وتحت راية واحدة وندعو الشيخ خميس الخنجر والصادقين معه في تحالف العزم إلى تحمل مسؤولياته في قيادة المرحلة المقبلة بتحالف جامع مع إخوانه في تحالف تقدم الوطني".
وأكّد التحالف بالقول "نحن نؤمن بأن شخصية الشيخ الخنجر أكبر من المسميات والتخندقات وأن مواقفه الإنسانية والسياسية تدعو للاعتزاز آملين أن نعمل سوية؛ من أجل استقرار وإعمار الوطن وخدمة المواطن". وعبر عن الأمل في "أن نعمل سوية: من أجل استقرار وإعمار الوطن وخدمة المواطن".
وكان الحلبوسي قد اجتمع في النجف الثلاثاء الماضي مع زعيم التيار الصدري الفائز في الانتخابات مقتدى الصدر (73 مقعداً) وبرغم من أنه لم يترشّح رسمياً أي معلومات رسمية إلّا أنّ تسريبات أشارت إلى إمكانية تحالفهما في البرلمان المقبل وانضمام الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني (31 مقعداً) إلى هذا التحالف لتشكيل كتلة أكبر يصل عدد مقاعدها إلى 155 مقعداً برلمانياً مع إمكانية انضمام قوى أخرى إليهم.

عزم يرحب
وعلى الفور رحب تحالف العزم برئاسة الخنجر بدعوة تحالف تقدم برئاسة الحلبوسي معتبراً أنها خطوة تاريخية.
وأشارالخنجر في بيان تابعته "إيلاف" إلى أنه "في الوقت الذي نثمن فيه عالية موقف أخوتنا في تحالف تقدم الوطني وعلى رأسهم محمد ريكان الحلبوسي وأخوته في التحالف في جمع الشمل وعدم الاستماع لكل الضغوط التي حاولت وتحاول إبعادنا عن العمل المشترك الذي يخدم جماهيرنا؛ فإننا نعلن ترحيبنا بهذه الخطوة التاريخية وهذه الروح الوطنية الكبيرة".


بيان تحالف العزم بزعامة الخنجر مرحباً بدعوة تحالف تقدم برئاسة الحلبوسي إلى التوحد بجبهة كبيرة (موقعه)

يشار إلى أن تحالفي تقدم والحزم يمثلان المحافظات السنية بغرب العراق بشكل خاص والتي احتلها تنظيم داعش منتصف عام 2014 ولم تتمكن القوات العراقية من تحريرها إلا أواخر عام 2017 بعد أن طالها دمار شبه كامل وخاصة محافظة نينوى وعاصمتها الموصل في شمال العراق.

قلب المعادلة
ومن جهته اعتبر الخبير القانوني العراقي طارق حرب "وحدة النواب العرب السنة (تقدم وعزم) قد أصحت النواب الشيعة والكرد من سكرتهم".
وأضاف في تصريح اطلعت عليه "إيلاف" أنّ "النواب السنة قاب قوسين أو أدنى من المناصب الثلاثة: رئاسة البرلمان والجمهورية والحكومة بحكم كون النواب السنة حالياً الاًكثر عدداً من أي كتلة نياببة شيعية أو كردية للحصول على هذه المناصب ويخرج النواب الشيعة والكرد من المعادلة كما يقول الدستور.
والشهر الماضي اتفق الحلبوسي والخنجر بعد اجتماع موسع على تشكيل وفد موحد للتفاوض مع باقي القوى السياسية العراقية بشأن ترتيبات المرحلة المقبلة وخاصة فيما يتعلق باختيار الرئاسات الثلاث وتشكيل حكومة جديدة لكن هذا الاتفاق شهد تمرداً من عدد من نوابه الفائزين الذين يرفضون بشكل نهائي التجديد للحلبوسي في رئاسة مجلس النواب.
وقال الحزبان في بيان مشترك "إن أبرز مقررات الاجتماع هي إعداد ورقة مشتركة تُعرض على الشركاء السياسيين، وتتضمن رؤية موحدة وأفكاراً حول الشراكة بإدارة القرار في الدولة، ومعالجة عدة ملفات استراتيجية منها قضايا المختفين قسراً وإعادة النازحين، ومراعاة حقوق المحافظات المحررة في الموازنة العامة وتخصيص المبالغ اللازمة لإعادة إعمارها وغيرها من الملفات المصيرية، والتأكيد على تقديم شخصيات كفؤة للمشاركة في الحكومة المقبلة وفق مبدأ الشراكة لا المشاركة". كما تقرر تشكيل وفد تفاوضي موحَّد يضم تحالفي تقدم وعزم للتفاوض مع بقية الشركاء، بالإضافة إلى تحديد توقيتات زمنية لاجتماعات دورية أسبوعية بين التحالفين بغيةَ مناقشة تطورات الأوضاع السياسية". وشددا على تطلعهما لتشكيل الحكومة المقبلة بأسرع وقت ممكن وفقاً للاستحقاقات الدستورية، لتلبي حاجة المواطن وتحفظ سيادة العراق وهيبة الدولة".