يواجه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون دعوات من قادة حزب المحافظين للاستقالة، بعدما اعترف أنه حضر إلى حفل خلال الإغلاق الأول في بريطانيا للحد من انتشار فيروس كورونا.
واعتذر جونسون عن طريقة تعامله مع الحفل الذي جرى في حديقة مقر الحكومة - في 10 داونينغ ستريت - في مايو/آيار من عام 2020، وقال إنه تفهم "غضب" العامة مما حدث.
وفي المقابل، أظهر أعضاء الحكومة دعمهم لجونسون ومنهم نائب رئيس الوزراء دومينيك راب.
لكن زعيم المحافظين الاسكتلنديين دوغلاس روس وعضوي البرلمان البريطاني وليام راغ وكارولين نوكس حثوا جونسون على الاستقالة.
وقال دوغلاس روس - عضو البرلمان الإسكتلندي والبريطاني - إنه دخل في "حوار صعب" مع جونسون بعدما اعتذر الأربعاء في مجلس العموم.
وقال روس إنه سيكتب إلى لجنة 1922، التي تنظم مسابقات قيادة حزب المحافظين، لتسجل انعدام ثقته في رئيس الوزراء.
وأضاف روس: "إنه رئيس الوزراء، إنها حكومته التي تضع القواعد، وعليه أن يحاسب على أفعاله".
وقال جاكوب رييس-موغ، رئيس مجلس العموم، إن هؤلاء الذين استدعوا رئيس الوزراء كانوا "أناس دائما غير سعداء" ورفض موقف دوغلاس روس واصفا إياه بـ "شخصية قليلة التأثير جدا".
وانتقد أندور بيرسي، عضو البرلمان عن حزب المحافظين، قائلا: "كشخص محب للاتحاد بكل وضوح، فإن هجوم رييس-موغ الشخصي على دوغلاس روس هو هدية للقوميين التافهين في الحزب الإسكتلندي القومي الذي يتطلع لتفكيك هذه الدولة".
ويتعين أن يرسل 54 عضوا برلمانيا عن حزب المحافظين على الأقل رسائل إلى اللجنة من أجل إثارة تحدي القيادة.
وحضر الحفل المشروبات الذي أقيم في العشرين من مايو/آيار من عام 2020، ووُصف في بطاقات الدعوة أنه قائم على "التباعد الاجتماعي"، حوالي 30 شخصا طلب منهم أن يحضروا ومعهم مشروبهم الخاص.
وأكد جونسون، أمس الأربعاء، أنه انضم لزملائه في الحفل لمدة 25 دقيقة لكي "يشكرهم على جهودهم أثناء الوباء"، لكنه "اعتقد أن الحفل كان تجمعا يتعلق بالعمل بصورة ضمنية".
وأضاف جونسون: "بعد فوات الأوان كان علي أن أعيد الجميع إلى الداخل. كان يتوجب أن أبحث عن طريقة أخرى لشكرهم، وكان على أن ألحظ ذلك، وحتى وإن جرى الحفل عمليا وفق الإرشادات، فإن ملايين الناس لن يروها بهذه الطريقة".
وحث الوزراء أعضاء البرلمان على انتظار نتيجة التحقيق الذي تجريه سو غراي كبيرة موظفي الخدمة المدنية بشأن انتهاك قواعد كوفيد في حفلات داونينغ ستريت، وينتظر أن ينشر هذا التحقيق الأسبوع المقبل.
وقال براندون لويس، وزير شؤون أيرلندا الشمالية لبي بي سي: "عليكم أن تتركوا هذه التحقيقات تصل إلى التفاصيل والحقائق كافة".
وتابع إن رئيس الوزراء لاحظ "الإحباط والغضب" لدى الناس جراء ما حدث في داونينغ ستريت، وأضاف لويس أنه "دون شك" دعم قيادته.
وقال عضو برلماني، يرأس لجنة مؤثرة، إن موقف رئيس الوزراء لا يمكن الدفاع عنه، وأردف: "لا يمكن أن ننتظر نتيجة تحقيق رئيسة الخدمة المدنية لتحدد مصير رئيس الوزراء، والذي يحكم البلاد فعليا".
بينما قالت عضوة البرلمان عن حزب المحافظين كارولين نوكس، والتي ترأس لجنة أخرى في مجلس العموم، إن رئيس الوزراء يجب أن يستقيل الآن، لأنه "يدمر سمعة المحافظين بأكلمها".
وأضافت نوكس، التي عملت وزيرة سابقا في حديث لقناة ITV : "لسوء الحظ، يبدو جونسون كعبء، وأعتقد أنه يجب أن يرحل الآن، أو يرحل بعد ثلاث سنوات في انتخابات عامة".
وقال السير كير ستارمر، زعيم حزب العمال، إن توضيح رئيس الوزراء لحضوره هذا الحفل كان "سخيف للغاية لدرجة أنه مهين فعلا لعامة الشعب البريطاني"، وطالب جونسون بأن "يقوم بالتصرف اللائق ويستقيل".
كما طالب إيان بلاكفورد، زعيم الحزب القومي الإسكتلندي، بالضغط على رئيس الوزراء للاستقالة.
أما زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار، السير إد دافي، فقال إنه جونسون يجب أن يرحل.
بينما يؤكد وزراء في الحكومة البريطانية دعمهم لجونسون ويحثونه على البقاء وانتظار نتيجة التحقيق.
التعليقات