إيلاف من واشنطن: "من المغرب إلى الخليج، يرحب عدد مفاجئ من الدول العربية باليهود (..) وتراثهم اليهودي". هكذا يقول تقرير نشره موقع "الحرة" نقلًا عن "إيكونوميست" التي استعرضت التغييرات الجذرية التي طرأت على الشرق الأوسط، وأدت إلى "إعادة احتضان" اليهود في منطقة كانت موطنا سابقا لهم.

وبحسب التقرير، أجبرت إخفاقات وتجاوزات القومية العربية والحركة الإسلامية العديد من البلدان على إعادة التفكير في العقائد الشوفينية الموجودة، وتخلَّى الحكام المستبدون عن المجازات الطائفية واتبعوا أجندات متعددة الثقافات.

المزاج تغير

فقبل قيام إسرائيل في عام 1948، كان عدد اليهود في العالم العربي أكبر من عددهم في فلسطين، وبعد عام 1948، انقلب الحكام العرب على اليهود، وتم تجريد العديد من جنسيتهم وممتلكاتهم، وروجت وسائل الإعلام والكتب المدرسية الحكومية لمعاداة السامية، بينما قام الدعاة المسلمون بتأجيج الغضب وطردت الدول العربية جميع اليهود، في المنطقة باستثناء بضعة آلاف، وفقًا للتقرير.

لكن المزاج تغير جذريًا خلال السنوات الأخيرة، "فمعظم العرب لا يتذكرون الحروب العربية الإسرائيلية الكبرى في القرن الماضي، وتشجع الآراء الأكثر اعتدالاً القادة الذين يرون الدولة اليهودية شريكا تجاريا وحليفا محتملاً ضد إيران، ويتبنى حكام مصر والسعودية والإمارات إنشاء تجمعات متعددة الثقافات، وتظهر صور متعاطفة مع اليهود في الأفلام والبرامج التلفزيونية العربية، وفتح بعض الجامعات العربية أقساما للتاريخ اليهودي.

ليس أولوية

بحسب "الحرة"، لم يعد يُنظر إلى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني على أنه أولوية في المنطقة، ووفق كمال علم، الخبير في شؤون الشتات اليهودي في سوريا: "العالم العربي لديه الكثير من المشاكل جعلته لا يهتم بفلسطين.. بدلا من ذلك ينظرون إلى إسرائيل واليهود كنماذج لإدارة دولة ناجحة تغذي نفسها بدون نفط".

ويقود اليهود الشرقيون في إسرائيل، المتحدرون من الشرق الأوسط، التغيير في المنطقة، ويشعر كثيرون منهم بالتهميش في إسرائيل، فالمدارس هناك تركز على التاريخ اليهودي الأوروبي.

يروي التقرير قصة اليهودي اليمني يوسف حمدي، الذي طرده الحوثيون من مناطقهم، واختار البقاء في الإمارات بدلا من إسرائيل. فقد ظهرت مطاعم كوشير جديدة ومركز يهودي، وتخطط الدولة لفتح كنيس في وقت لاحق من هذا العام. ويقول إدوين شكر، وهو يهودي عراقي فر إلى بريطانيا ثم أعيد توطينه في دبي الشهر الماضي: "عاد اليهود إلى الشرق الأوسط".