إيلاف من لندن: اعلن العراق الجمعة عن تسلمه من الولايات المتحدة قطعتين أثريتين يعود تاريخهما الى 4 الاف سنة معتبرا ذلك تعزيز لعلاقة الصداقة ضمن اتفاقية الإطار الستراتيجي بين البلدين.
وقالت القنصلية العراقية في لوس انجليس الاميركية ان مراسم تسليم القطعتين الاثرتين تمت من قبل محققي الامن الداخلي مع عملاء خاصين في مدينة فينتورا في ولاية كاليفورنيا الى العراق .
وقال القنصل العام للعراق هناك سلوان سنجاري "نحن نقدر عالياً الجهود المبذولة والتنسيق العالي مع مديرية تحقيقات الامن الداخلي لغرض إعادة القطعتين".
ونقلت الوكالة الوطنية العراقية للانباء (نينا) عنه في تقرير تابعته "ايلاف" قوله ان "هذا الجهد يسلط الضوء على التعاون الكبير بين السلطات العراقية والأميركية وهو من شأنه ان يعزز علاقة الصداقة المنضوية تحت اتفاقية الإطار الستراتيجي بين البلدين".
بدوره قال إيدي وانج القائم بأعمال الوكيل الخاص لمكتب تحقيق الامن الداخلي ان "التحقيق في الممتلكات الثقافية والآثار جزء مهم من مهمتنا".. معبرا عن الارتياح لإعادة هذه الاثار التاريخية الى شعب العراق.
قطعتان من ىآثار تسلمهما العراق من الولايات المتحدة الجمعة 21 يناير 2022
لوح مسماري
اشار مكتب تحقيق الامن الداخلي ان "إحدى هذه القطع الاثرية جزء من لوح مسماري يتوقع الخبراء انه يعود الى الاف السنين ومن المحتمل ان نقله الى خارج العراق تم اثناء عمليات النهب التي تعرض لها البلد في القرن العشرين حيث تم التوصل الى معلومات تفيد بوجود القطعة في تموز يوليو عام 2020، عندما أقدم على شرائها أحد المواطنين المحليين من مزاد عبر الانترنت حيث قامت سلطات الكمارك والحدود بحجز القطعة بعد ان تم شحنها الى المملكة المتحدة دون الأوراق الرسمية المطلوبة التي تثبت الملكية الشرعية.
يشار الى ان مدينة أور السومرية تقع في تل المقير في محافظة ذي قار (375 كم جنوب بغداد) وكانت عاصمة للدولة السومرية عام 2100 قبل الميلاد وتعتبر واحدة من أقدم الحضارات المعروفة في تاريخ العالم. وقد ولد فيها ابو الانبياء ابراهيم عام 2000 قبل الميلاد واشتهرت المدينة بمبنى الزقورة التي هي معبد للالهة انيانا آلهة القمر.
منشور من العهد البابلي
اضاف مكتب التحقيقات الفيدرالي ان القطعة الثانية هي عبارة عن منشور مسماري يرى خبراء الادب السومري انه من المحتمل أن تكون نشأته في العصر البابلي للفترة من 2000 – 1600 قبل الميلاد والنص المنقوش قد استخدم في المدارس البابلية القديمة لتعليم الأطفال كيفية الكتابة . واشار الى ان هناك لوحان منشوران معروفان بالنص المكتوب وقد عثر على هذا المنشور المسماري في مخزن بداية عام 2021 حيث ان مالكه قد توفي وكان يرغب بالتبرع به للأعمال الخيرية وعلى الرغم من عدم وجود ادلة لأثبات الملكية فقد استعيد بفضل عميل تابع لتحقيقات الامن الداخلي في لوس انجليس".
أما مدينة بابل فهي احدى مدن العالم القديم التي تعاقبت على حُكمها الإمِبراطوريات وجَلسَ على عَرش سُلطانها المُلوك والفاتِحين من حمورابي ونبو خذ نصر الثاني الى الاسكندر الاكبر وكانَت عاصِمة عاصمة الامبراطورية البابلية ومَركزاً للتِجارة والفَنْ والتَعليم، يُقدر أنها كانَت أكبَر مَدينة في العالَم في وقت مُبكر وأول مَدينة وصلَ عَدد سُكانها إلى أكثر من 200 الف نسمة.
وتقع بابِل على نهر الفرات بمحافظة بابل (100 كم جَنوبِ بغداد) وفي 2019عام ادرجت مُنَظمة اليونسكو بابل على لائحة التراث العالمي وفي عام 2021 أُختيرت عاصِمة للسياحة العَربية.
العراق استرد حوالي 18 الف قطعة اثرية
يأتي استرداد هاتين القطعتين الاثريتين بعد اسابيع من استعادة العراق في كانون الاول ديسمبر الماضي لوحا مسماريا نادرا عمره 3600 عاما يحتوي على جزء من ملحمة جلجامش التاريخية قد سلمته الولايات المتحدة الى العراق بعدما تبيّن أنّه سُرق من متحف عراقي في عام 1991، ثمّ هُرّب بعد سنوات إليها.
يقول وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين إن ملف استرداد الاثار المهربة تم بعمل جاد مع الجهات المعنية مبينا انه تم استرداد 17919 قطعة اثرية من الولايات المتحدة وبريطانيا وايطاليا وهولندا واليابان.
معاناة الآثار العراقية
يذكر ان الكنوز الأثرية العراقية قد عانت من الإهمال والتدمير والنهب خلال الحروب التي عصفت بالبلاد في العقود الماضية، ولا سيّما في المرحلة التي أعقبت الغزو الأميركي للعراق في عام 2003.
ووصفت منظمة اليونسكو استعادة العراق لحوالي 18 الف قطعة اثرية من تراثه المنهوب بأنها "انتصار مهم في مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية". واشارت الى إن "سرقة القطع الأثرية القديمة والاتجار غير المشروع بها ما زال مصدر تمويل رئيسي للجماعات الإرهابية وغيرها من منظمات الجريمة المنظمة".
وأضافت أنه عندما سيطر داعش على أجزاء كبيرة من العراق وسوريا خلال الفترة من 2014 وحتى 2019 تعرضت المواقع الأثرية والمتاحف العراقية للنهب بشكل منهجي.
يشار الى ان مديرية الامن الداخلي الاميركية هي إحدى مكاتب دائرة الهجرة والجمارك وذراع التحقيق الرئيسي لمكتب الامن الداخلي في الولايات المتحدة، وهو مسؤول عن التحقيقات المرتبطة بالجرائم والتهديدات العابرة للحدود، خاصة الجرائم المنظمة في استغلال البنى التحتية العالمية والتجارة الدولية، والسفر وحركة الأموال.
وتعد مديرية التحقيقات للأمن الداخلي والتي تمثل مكتب الامن الداخلي الاميركي أكبر الجهات المعنية بتطبيق القانون وحفظه في خارج الولايات المتحدة وداخلها.
التعليقات