إيلاف من لندن: أكّد الكاظمي خلال لقائه المواطنين على الحدود مع سوريا أنّ حكومته لن تنساهم في حل مشاكلهم أو تنسى تضحياتهم داعياً السياسيين إلى الإسراع بتشكيل الحكومة الجديدة.
وخاطب رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة العراقية مصطفى الكاظمي مواطني القرى العراقية الحدودية مع سوريا خلال لقائه بهم قائلاً
"نحن هنا اليوم لنؤكّد لكم أن الحكومة لا تفرّق بين منطقة وأخرى، وأن حقوق المواطن العراقي مقدّسة، وأمنه مقدّس ولا جدال فيه". وأشار إلى أنّ المناطق الحدودية للأسف من المناطق المنسية.. مشدداً على أنّ هذا "هو أمرٌ نرفضه، فمن يسكنها عراقيون ويجب تقديم الخدمات لهم وحمايتهم ".


الكاظمي متحدثاً مع مواطني القرى الحدودية العراقية مع سوريا الأربعاء 26 كانون الثاني/ يناير 2022 (مكتبه الإعلامي)

ودعا المسؤولين في محافظة نينوى ومديريات أقضيتها إلى التحرّك العاجل والسريع لمعالجة مشاكل المواطنين، والتي تتفاقم دائماً مع كل تغيّرٍ مناخي في برد الشتاء أو حرارة الصيف .. منوهاً إلى أنّ "هؤلاء دفعوا ثمناً غالياً في الحرب على الإرهاب طوال السنوات الماضية، وعلينا أن نردّ الجميل بتحقيق متطلباتهم وتطلعاتهم بدولة تؤمّن لهم حقوقهم الخدمية".


الكاظمي في عربة عسكرية يطلع على الوضع الأمني على الحدود العراقية مع سوريا الأربعاء 26 كانون الثاني/ يناير 2022 (مكتبه الإعلامي)

الوضع الأمني على الحدود ممسوك بقوة
وأكّد رئيس الوزراء أنّ الوضع الأمني مستقر وممسوكٌ بقوة "وما يقال هنا أو هناك هو مجرد تهويلٍ إعلامي، ومن هنا أدعو الإخوة السياسيين إلى الإسراع في تشكيل الحكومة بما يلبّي حاجة المواطنين في كل بقاع الوطن وأراضيه، من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه".
وقال لمواطني المناطق الحدودية "إننا معكم، لم ننسكم يوماً ولن ننساكم.. أنتم سور الوطن كما إخوتكم الأبطال في الأجهزة الأمنية وتعاونكم وتكاملكم معهم يعزّز الأمن والاستقرار، ويفرض هيبة الدولة، ويقطع الطريق أمام كل محاولات زعزعة الأمن والاستقرار فبكم ومن تمسككم بمناطقكم وقراكم نستمد العزيمة والقوة، لنبني وطناً ودولة مستقرة طالما حلمنا بها".

زيارة نادرة لمسؤول عراقي كبير
وفي زيارة نادرة هي الأولى لرئيس وزراء عراقي فقد تفقد الكاظمي في وقت سابق الأربعاء المنطقة الحدودية العراقية الشمالية المقابلة لمدينة الحسكة السورية مؤكداً عدم القبول بغير القضاء على داعش.


الكاظمي يتناول طعام الغذاء مع العسكريين على الحدود مع سوريا الأربعاء 22 كانون الثاني/ يناير 2022 (مكتبه الإعلامي)

ووصل الكاظمي إلى منطقة الشريط الحدودي العراقي السوري في محافظة نينوى الشمالية المقابل لمدينة الحسكة السورية يرافقه فيها وفد يضم وزيراً الدفاع جمعة عناد والداخلية عثمان الغانمي وعدداً من القيادات العسكرية والأمنية.

حضور للدولة وجاهزية قواتها
وقال الكاظمي في كلمة خلال زيارة لمنطقة الشريط الحدودي مع سوريا البالغ طولها 600 كيلومتراً أن زيارته هذه "تأتي للإشراف المباشر على الإجراءات والاحتياطات المعمول بها من قبل أبطالنا في القوات الأمنية والعسكرية وحضورنا لهذا المكان تأكيد على حضور الدولة القوي وجاهزية قواتنا المسلحة للتصدّي لأي محاولة تستهدف العبث بأمن بلدنا واستقراره".
وخاطب الكاظمي ارهابيي داعش قائلاً " أقول لإرهابيي داعش: لا تجربونا فقد حاولتم كثيراً وفشلتم وستحاولون كثيراً وستفشلون. تعلمون جيّداً أننا نلاحقكم، داخل العراق وخارجه، وتعلمون جيّداً أن دم العراقيّين بالنسبة لنا غالٍ جدّاً، وستدفعون ثمن كل حماقةٍ ارتكبتموها".


الكاظمي لدى وصوله إلى الحدود العراقية مع سوريا الأربعاء 26 كانون الثاني/ يناير 2022 (مكتبه الإعلامي)

وأضاف "أنتم مجموعة عصابات لا مكان لكم بيننا هذا قرارنا وقرار كل عراقيٍّ شريف قبل أن يكون قرار الدولة والحكومة والمؤسسة الأمنية ولن نقبل إلّا بالقضاء عليكم، وحماية أرضنا وأعراضنا".
ووجه الكاظمي القادة والضباط، ومسؤولي القطعات المختلفة بالتأكيد على "أن انضباط القوات وضمان سير تنفيذ الخطط المرسومة مسؤوليتكم، عليكم أن تكثّفوا من جهودكم وأن تعملوا على مدار الساعة، هذه المنطقة مهمة جدّاً بالنسبة لنا وللعدو أيضاً، وهذا يتطلب جهداً مضاعفاً وتعاوناً وتكاملاً فيما بينكم".
وجاءت زيارة الكاظمي هذه متزامنة مع إجراءات أمنية مشددة اتخذتها القوات العراقية على الشريط الحدودي مع سوريا إثر أحداث فرار سجناء تنظيم داعش من سجن غويران في مدينة الحسكة السورية الذي يضم حوالى 5 ألاف عنصر والمخاوف التي أُثيرت من إمكانية تسلل الهاربين منهم إلى العراق لتنفيذ عمليات إرهابية.